محمد الظواهري : من دعموا العدوان على مالي خونة وسنساعد إخوتنا بكل الطرق
القاهرة/ متابعات:توعدت المجموعة المسلحة التي نفذت الهجوم على منشأة الغاز بعين أميناس جنوب شرق الجزائر بزيادة عملياتها ضد البلدان التي شاركت في ما وصفته بـ«الحملة الصليبية» في مالي، في إشارة منها إلى التدخل العسكري الفرنسي الذي لاقى دعما إقليميا ودوليا. جاء ذلك في بيان نشر أمس الاول على موقع إخباري موريتاني.وتبنت الهجوم على منشأة عين أميناس وخطف رهائن أجانب وجزائريين، كتيبة تطلق على نفسها «الموقعون بالدم»، يقودها مختار بلمختار أو خالد أبو العباس الملقب بـ«الأعور»، وهو جزائري كان مسؤولا في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لكن جرى استبعاده مؤخرا من التنظيم.وجاء في بيان كتيبة «الموقعون بالدم» -وفق ما نقلت وكالة نواكشوط للأنباء- «إننا نتوعد كل الدول التي شاركت في الحملة الصليبية على إقليم أزواد (شمال مالي) ما لم ترجع عن قرارها بالمزيد من العمليات».ودعت المجموعة من سمتهم بإخواننا المسلمين إلى ضرورة الابتعاد عن كل الشركات والمجمعات الغربية وخصوصا الفرنسية منها حفاظا على سلامتهم.وتطرق بيان الكتيبة إلى تفاصيل عملية عين أميناس والمطالب التي تقدموا بها إلى السلطات الجزائرية، وقال إن سرية «فدائية» من كتيبة «الموقعون بالدم» بتنظيم القاعدة قامت بعملية «انغماسية مزدوجة» كان هدفها السيطرة على مجمع الغاز وقاعدة الحياة التابعة لشركة «بي بي» البريطانية واحتجاز بعض العاملين الغربيين في المجمع.وأضاف البيان أنه بعد أن قام «الفدائيون» بجمع عدد من الغربيين أطلقوا سراح المسلمين الموجودين بالموقع، على خلاف لما «ادعى» الجيش الجزائري أنه حررهم، كما اتصلوا بإدارة الشركة وعرضوا التفاوض معهم وطلبوا ابتعاد الجيش عن مكان الاحتجاز.وقال البيان إن الجيش الجزائري رد بقنص اثنين من الرهائن المحتجزين وبعدها بدأت المروحيات الجزائرية بقصف قاعدة الحياة التي تم فيها الاحتجاز «في محاولة لقتل الرهائن وإنهاء الأزمة في أسرع وقت».وبقيت المجموعة «الفدائية» الموجودة في المصنع -يضيف البيان- تعرض التفاوض مجددا، وذكرت ما أسماها البيان مطالبها المشروعة وهي «وقف العدوان على المسلمين بمالي وإطلاق سراح أسرانا لدى الصليبيين»، لكن الجيش الجزائري «لم يستجب لهذه المطالب المشروعة، بل بدأ في اقتحام مصنع الغاز مما أدى إلى مقتل الرهائن».وعن عدد المشاركين في هجوم عين أميناس، نقل موقع «صحراء ميديا» عن مختار بلمختار قوله إن العملية على منشأة عين أميناس للغاز «قادها أربعون مجاهدا مهاجرين وأنصارا من بلاد إسلامية شتى بل وحتى من بلاد الغرب باسم الموقعون بالدم».وكشف وزير الاتصال الجزائري محمد السعيد في تصريح لإذاعة جزائرية أمس الاول أن المهاجمين ينتمون إلى ست جنسيات من دول غرب أفريقيا، وحتى من خارج أفريقيا. في حين يؤكد مسؤولون جزائريون أن جماعة بلمختار وراء الهجوم لكنه لم يشارك فيها بنفسه.ويقول مسؤولون أوروبيون وأميركيون إن الهجوم كان غاية في الدقة إلى حد يستبعد معه التخطيط له في هذه الفترة القصيرة، رغم أن التدخل العسكري الفرنسي في مالي ربما كان أحد الأسباب التي دفعت المسلحين لشن هجوم أعدوا له بالفعل.الى ذلك حذرت قيادات السلفية الجهادية، شعوب الدول الغربية والعربية التى ساعدت فرنسا «لوجستياً ومالياً واستخباراتياً»، فى عملياتها العسكرية ضد «مالي»، من أن الحرب ستطالهم إن لم يتحركوا لوقف قادتهم المعتدين. ووضع القيادات فى بيان، أصدروه مساء السبت، قائمة بأسماء الدول التى ساعدت فى الهجمات ضد الجماعات المسيطرة على شمال مالي، وهددوا بالحرب ضدها، وصنفوها إلى دول أسهمت بمساعدات وطائرات، وهى «بريطانيا وألمانيا»، وأخرى بالمال، هى «الإمارات»، وثالثة بالدعم الاستخباراتى واللوجيستى، وهى «أمريكا، والدنمارك، وبلجيكا، وروسيا»، ودول فتحت أجواءها وبرها للمعتدين، هى «الجزائر والمغرب» وأخرى دعمتهم بالقوات البرية، مثل «نيجيريا، والسنغال، وبوركينافاسو، وبنين، وتوغو، وتشاد، والنيجر، وغانا»، فضلاً عن الجيش المالي، وحركة تحرير «أزواد».وقال محمد الظواهرى، القيادى الجهادى، شقيق زعيم تنظيم القاعدة، لـ«الوطن»، إن الشعوب الغربية، ستكون أول من يُحرق بالحرب، وعليها أن «تخلع» أنظمتها المعتدية، وإلا طالتها النار. مضيفاً: «كل من دعموا العدوان على مالي خونة وعملاء، وسنعمل على مساعدة إخوتنا بكل الطرق الممكنة، وعلى فرنسا الانسحاب وإلا ستكون العواقب وخيمة، وستتصاعد الأمور».وأوضح قيادى جهادى لـ«الوطن»، أن المجموعة المصرية، المشتركة فى عملية اختطاف الرهائن الأجانب فى الجزائر، كانت تتبع تنظيم القاعدة فى المغرب، قبل أن تنضم إلى كتيبة «الموقعين بالدم» التى نفذت عملية الاختطاف بقيادة «مختار بلمختار» القيادى فى «القاعدة».وأوضح المصدر، الذى رفض ذكر اسمه، أن هناك صعوبة فى معرفة أسماء المصريين المشاركين فى الاختطاف، أو غيرهم من عناصر «القاعدة»، لأنهم يتخذون أسماء حركية، وهناك عشرات الجهاديين المصريين التحقوا مؤخراً بتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب، وزاد عددهم بعد الثورة الليبية، وانهيار الرقابة على الحدود المصرية الليبية، ومعظم هذه العناصر اشتركت فى الثورة الليبية ضد نظام «القذافى».فى المقابل، قال رودولف عطا الله، الرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب فى البنتاجون، إن ما حدث فى الجزائر ليس حدثاً عابراً، وإنما موجة جديدة لإرهاب «القاعدة»، والجماعات الأخرى التى تسير على نهجها، مضيفاً فى تصريحات صحفية، لشبكة «سى بى إس» الأمريكية، أمس، إن هؤلاء الإرهابيين يتمتعون بمهارات عالية، وقادرون على إلحاق الأذى بالغرب، ويسعون لاستدراج أمريكا إلى معركة استنزاف على أرضهم، وكأنهم يقولون: «تعالوا إلينا نحن مستعدون لكم جيداً».