الحقيقة تبدو الآن جلية وواضحة وساطعة سطوع شمس يوليو تبدد كل الوساوس والهلاوس والأساطير حول قدرة جماعة الإخوان وذراعها السياسية والرئاسية على إدارة شؤون مصر، ولم يعد لدى أى مواطن فى مصر الآن شك فى أن الإخوان لم يكن لديهم لا خبرة سياسية ولا اقتصادية.. ولا يحزنون، وأن الثمانين عاما منذ النشأة والتكوين ليست إلا وهما كبيرا ولا ينطبق عليها سوى قول الشاعر العربى القديم زهير بن أبى سلمى القائل «سئمت تكاليف الحياة ومن يعش.. ثمانين حولا - لا أبا لك - يسأم»، فبعد الثمانين لم نجد سوى جماعة شائخة عاقرة حتى قبل أن تصل إلى مقاعد السلطة، لا تملك أى مشروع للنهضة وللتقدم لإنقاذ مصر الغارقة فى الهموم والمشاكل على كل المستويات، وتفتقر إلى الكفاءات والخبرات السياسية والاقتصادية التى يمكن الاعتماد عليها فى قيادة البلاد والعبور بها فى مرحلة انتقالية صعبة وخطيرة.الكل مفاجأ ومندهش من المستوى المتدني لأداء الإخوان فى الجماعة والحزب والرئاسة وحالة الارتباك والتوهان التى تسيطر عليهم رغم عنادهم وعدم اعترافهم بالعجز والفشل وإصرارهم على خطة التكويش والاستحواذ والأخونة وإقصاء باقى التيارات السياسية والوطنية بمن فيها حلفاؤهم السلفيون، فالجماعة تسير بمصر وبشعبها فى طريق الهاوية دون أن تدرى أو تدرى فما يهمها هو تحقيق مصالحها وأهدافها على حساب مصلحة وطن وشعب، فالمهم الجماعة حتى لو انهار الوطن.الرئيس وهو ابن الجماعة الوفي والمخلص يسير فى نفس الطريق لا يرى حجم الكوارث والمصائب ويتحدث بلغة بعيدة عن الواقع، ومازال أسيرا لأهداف ومخططات «المقطم» وليس لضرورات وهيبة «الاتحادية»، والنتيجة هو ما يعيشه المصريون الآن من أوضاع غاية فى السوء اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وأمنيا، وليس هناك بارقة أو بصيص من الأمل فى التغيير والخروج من هذه الأوضاع، جعلت الكثير منهم الآن يترحم على أيام النظام السابق، فالثورة جاءت إلى السلطة بالوجه الآخر من العملة الذى يسير على نفس النهج بل قد يكون بنهج أسوأ.لم يعد أحد يصدق الكذاب والكذابين، فالفشل والعجز هو عنوان المرحلة حتى الآن، ومصر بعد مرحلة الفلول والدولة العميقة تعيش مع الجماعة مرحلة جديدة تماما هى مرحلة «الدولة الغريقة».
الإخوان.. و«الدولة الغريقة»
أخبار متعلقة