بعد مشوار حافل بالإبداع..
شوقي عوضرحل الشاعر الغنائي الكبير محمود علي السلامي إلى مثواه الأخير بقرية سفيان ظهر يوم الاثنين الموافق 7/ 1/ 2013م بعد حياة حافلة بالعطاء الإبداعي وعلى وجه الخصوص الشعر الغنائي والتوثيق الشعري والحياة الأدبية والثقافة بشكل عام محامياً وشاعراً ـ ومترافعاً أدبياً وثقافياً وقانونياً . شاعر غنائي تغنى في بأعماله الغنائية الفنية الكثير من الفنانين والمطربين والمطربات في الداخل والخارج، فكان صوته الغنائي الشعري متميزاً بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان حيث أحدثت كلمات أغنية (ساكت ولا كلمة) ضجيجاً غير عادي في سماء الأغنية اللحجية بشكل خاص والأغنية اليمنية بشكل عام فكانت حقيقة مغامرة كتب لها النجاح في دائرة الفن والطرب اليمني وهي الأغنية التي كلماتها تقول:(ساكت ولا كلمة [c1] *** [/c] صـابر ولا رحمةبتـــــألم وأنا ســاكـــــت [c1] *** [/c] بتــظلم وأنا ساكت النظرة بكاء فيها والضحكة شكى فيهاولا قد جيت بتكلم [c1] *** [/c] عجم حلقي ولا كلمة)هكذا رحل شاعرنا الغنائي الكبير محمود علي السلامي بعد أن ترك لنا (يا بلادي أنت أمي وأبي)، (ساكت ولا كلمة)، (نفحة من الإيمان)، ( الصادقون) عن عمر ناهز الثمانين عاماً قضاها في خدمة الأدب والفن والحياة الاجتماعية مترافعاً ومحامياً بما اكتسب من خبرة ومعرفة في هذا المجال.إضافة إلى ذلك فالشاعر يمتلك حساً وطنياً وله إبداعات شعرية وطنية، فهو لم يكن منتمياً لأي حزب، حيث ظل طيلة حياته يشكل حزباً قائماً بذاته إلى درجة أنه كان عندما يرى أي ظاهرة غير قانونية أو شرعية يلجأ إلى كتابة قصيدة معارضة أو يقوم بحلاقة وقص لحيته والنصف الآخر من شعر رأسه بشكل معاكس ثم يذهب بعدها إلى الأستوديو ليلتقط صورة مكبرة مقاس:( 30× 40 سم) فكثيرة هي الذكريات التي تحكي عن سيرة حياة الشاعر محمود علي السلامي،ولكن أهمها هذه المعلومات التي تفيد التقاء الشاعر السلامي بالمطربة العربية المشهورة هيام يونس عام 1963م ببيروت عندما كان متواجداً بفندق (سويت هوم) وقد كان موقع الفندق خلف الإذاعة اللبنانية آنئذ فيما طلب الشاعر زيارة للفنانة نجاح سلام وسميرة توفيق فرد عليه مدير الفندق قائلاً: لماذا تريدهن فقال له:أنا فنان وشاعر يمني وعندي أغانٍ يمنية أريد تقديمها لهن ـ فأجابه مدير الفندق أنا سأذهب بك إلى فنانة مشهورة ومرغوبة أكثر هي هيام يونس ـ لحظتها لم يتردد الشاعر السلامي في الإجابة بالموافقة وقد كانت ثمرة هذا اللقاء كلمات هذه الأغنية التي صاغ كلماتها وألحانها الشاعر السلامي، وهي ذائعة الصيت حيث يقول فيها الشاعر السلامي:(على شأنه ومن أجـله [c1] *** [/c] حيـاتي كلــــها ذي لهوأنا راضي بعمري لـه [c1] *** [/c] علـى شأنه على شأنهعلى سبه ضني حالـي [c1] *** [/c] علـى شأنه على شأنهوفي حبه أنشغل بالي [c1] *** [/c] علــى شأنه على شأنهوأنا صابر على شــانه [c1] *** [/c] على شأنه على شأنه)الشاعر الراحل محمود علي السلامي من مواليد محافظة لحج قرية سفيان 1930م، بدأ الدراسة في المدرسة المحسنية الابتدائية واستكمل دراسته في المدارس الأهلية التجارية مساء في م/ عدن.التحق بأعمال إدارية ثم في الأمن ثم النيابة ثم القضاء ،متزوج وأب لتسعة أولاد أربعة ذكور وخمس إناث منذ عام 1956م.يعمل في القانون ـ أعمال شخصية حرة قدم الكثير من دواوين الشعر إلى مكتبة عدن ومكتبة جامعة عدن.قدم وثائق وطنية يمنية وعربية عبر السنوات الماضية من عام 1948م، له أعمال متنوعة ومتعددة ، كما نال الشهادات العالية في الثقافة والأدب.