[c1] (رحلة إلى اللاانتهاء)1 -بداية التذوق [/c]رحلتها الأولى أنها ذاقت أول رجل على طريقة العادات والتقاليد أرضت الأطراف بداية وبداية أخرى قررت أن تنهي هذا الطعم الرجولي الذي لم تعد ترغب به.[c1] 2 -انتفاخ [/c]في رحلتها الثانية ..انتفخت أحشاؤها أنجبت بعضها في لغة سوداء ..ذاقت ألماً آخر في جزء من أمومتها الخاربة والهاربة رمت بعضها لوالدتها لكي تذوق تمرداً آخر لعاداتها.[c1] 3 -معجزة أخرى [/c]في رحلتها الثالثة دخلت أبواب معجزة جاءتها من السماء رغم أنها كانت تكذب خبر انتفاختها الأولى جاء هو إلى أرضها ليروي ظمأ امرأة تريد الوصول إلى وجهة لامنتهية من الغرور والتمرد.[c1] القراءة الأدبية: [/c]ذاقت أول رجل على طريقة العادات والتقاليد / إنه تذوق أجبرت عليه ، لم يكن لها فيه حرية الاختيار أو إبداء الرأي ، ركبوا على العادات والتقاليد واعتبروها قوانين لا تخرق .. فكبلوها بما أرادوا .. بطلة مستسلمة لإرادة الآخر ، أذابت ذاتها في ذوات أخرى تتباين في الأحاسيس والمشاعر والرغبات .. هم لم يحسوا بها ولم يدغدغوا أفكارها ليعرفوا رغبتها .. بطلة غير جريئة ، لم ترفض ولم تعارض ، بأدبية فنية ولدت الساردة لنا في النص قضية، بل ظاهرة موجودة عند كل الشعوب، اختارت نموذجاً إنسانياً ككائن حي يوجد في الواقع نعيش معه من خلال تلك الفجوات الزمانية والمكانية التي تخللت تلك اللوحات، لوحات مشكلة من خرابيش الظروف وبصمات وضعيات تتقلب وتتدرج فيها البطلة على مضض ..نستشف من خلال الومضة الأولى أن الساردة تنتقد ضمنياً هذه العادات والتقاليد التي تقف في وجه تحرر المرأة ، وعدم فسح المجال للكشف عن رأيها .. عادات رسخها وكرسها الفعل والتطبيق لها المتكرر عبر الأزمان في البلدان التي تستند إلى الوعي الثقافي كشعار باهت .. بطلة غامرت وقبلت بالرجل، والواقع هو الذي تذوقها، أما هي فلم تتذوق إلا المرارة .. مرارة وإن كانت بدايتها فيها نسبة من الحلاوة جعلتها تنتفض لتبدأ من النهاية .. لكنها سقطت فيما هو أسوأ .. وكلما انتهت من مرحلة دخلت في أخرى .. وضعيتها لم تستقر ولن تستقر لأنها أضاعت ما يمس إنسانيتها: كرامتها، شرفها، أمومتها، فبقيت تتأرجح بين القبول والرفض، بين الرغبة المتنوعة والتمرد العشوائي، بين نهاية مرة وبداية جديدة لا تختلف عن سابقتها، مما جعلها تعيش في سلسلة من الاهتزاز النفسي والعاطفي والاجتماعي، فقدت كل شيء وخسرت نفسها وذاتها وجسدها .. فتحولت إلى رقم بشري ضائع .. لوحات متباعدة في الشكل، ولكنها مترابطة ومتناسقة في المعنى، تتخللها مساحات واتساعات في الزمن وفجوات فارغة تتعلق بأحداث جزئية سكت عنها النص .. وذلك من أجل تحقيق ما يسمى في الأدب / بلاغة الصمت / صمت يستفز القارئ من قبيل المصير / المستقبل / الوجود / الهدف من الحياة / الخضوع / التحرر / .... حيث يحول القارئ صمت النص إلى وجود من خلال تجربته وثقافته وتربيته ...
|
ثقافة
قراءة في ومضات (رحلة إلى اللا انتهاء) للقاصة فاطمة رشاد
أخبار متعلقة