في ظروف انتقالية معقدة كالتي تمر بها بلادنا التي يمكن استشفاف ملامحها في طريقة تفكير وتقييم بعض الافراد لما يعتمل حولهم ناهيك عن سلوكهم العام الذي يعكس حالات التخبط وفقدان التوازن وضيق الأفق بل ويزداد الأمر سوءاً عندما تنعدم الموضوعية ويغيب الضمير وتتفسخ الاخلاق وتتشابه المواقف غير المسئولة ، ثمة افراد يزعجهم جدا ويستفزهم نجاح الآخر إلى درجة يتحول فيها هذا النجاح معيار مقارنة لما ينجزون وعندما تكون المقارنة ليست في صالحهم تصبح هاجسا يعمي سمعهم وابصارهم وتختلط عليهم الامور ويصابون بعمى الالوان وتنطلق اسقاطاتهم النفسية كدفاع عن الذات لتصور النهار ليلا والجمال قبحا والنجاح فشلا وفسادا بل وتحول تلك النفس المريضة كل اسباب النجاح الى صورة قاتمة .هو ذات الموضوع يمكن اسقاطه على بعض الصحف غير المسئولة والاقلام التي تمتهن الكلمة وتحرفها عن مسار الصحافة الحرة التي تهدف الى بناء الأوطان وشحذ الهمم وتوحيد الرأي العام بل وتكون عونا وعينا يسهم في التغيير والتطوير وتسمح للأفاقين بالنيل من الآخرين دون تحري صحة ودقة المعلومات التي يتم نشرها اما من باب المكايدة أو فقدان المصلحة أو الغيرة من نجاح الآخر يساعدهم في ذلك ضعف الدولة وغياب النظام والقانون والمحاسبة .في حالة كمثل الذي ابتلي بها الوزير واعد باذيب ورجل القانون المتميز وضاح باذيب أن يكون ارث المسئولية التي تقلداها في زمن اوشكت الدولة فيه ان تنهار بسبب ما لحق بها من فساد والتي بها تكون بداية النهاية لكل من التصق بها من المفسدين فأمر طبيعي ان يتكالب عليهما مثل هؤلاء الذين بهما يفقدون مصالحهم ويتقهقرون للخلف امام الزمن المتجاوز لهم يوميا بفعل ثورة الشباب والإرادة السياسية الصادقة لحكومة الوفاق الوطني وكل من اسند له دور في هذه المرحلة انما هو مناضل حقيقي يعمل في ظروف استثنائية ويحارب في جبهتين هما معالجة أخطاء الماضي واجتثات الممكن منه والعمل من اجل المستقبل القريب من خلال عملية تغيير حقيقية تنصب في مصلحة تقدم الوطن والمواطن وانتقالهما الى مرحلة متقدمة رسم ملامحها شباب الثورة وسقط من اجلها آلاف الشهداءان واعدا واخاه نهلا من ارث عائلتهما القناعات والمواقف الفكرية والاخلاقية والانسانية والثورية التي ارتبطت بعامة الشعب ومحصنان من الفساد والمفسدين كما كانا من الرجال الفاعلين في الثورة الشبابية ووضعا رأسيهما على كفيهما من اجل هذا الوطن .. انهما حمم من بركان مازال متقداً لعائلة باذيب المناضلة .. بل هما امتداد لذلك المارد الجبار الذي قارع المستعمر البريطاني وتنقل بين الجنوب والشمال مدافعا عن الوطن والانسان منتصرا للخير وللعدالة الاجتماعية رافضا الانحناء او الذوبان في المشاريع الصغيرة .ان من يدعي ان الاخوين باذيب يمتلكان ارصدة في البنوك او السيارات الفارهة أو الشقق أو الفلل الساحرة عليه ان يثبت ذلك بل ومن يريد ان يقترب من الحقيقة انصحه ان يزور بيت الاب باذيب حيث سيجد ان الدكتور واعد باذيب لم يتمكن من استكمال بناء ملحق له ومن راتبه الجامعي المكون من ثلاث غرف في بيت العائلة وهو حاليا مستأجر في صنعاء والأمر ذاته ينطبق على رجل النيابة والقانون الاستاذ وضاح باذيب الذي يسكن في منزل والده ايضا ..اما صاحب الاسقاط النفسي الذي ليس له تاريخ باذيب والقائل ان واعد باذيب اصبح مثالاً للرجل الثوري الذي صعد على سلم صيحات الشباب في الساحات والميادين الى مسرح الأضواء والسيارات الفارهة والقصور والسفريات فقد اصاب الحقيقة في جزئها الأول لان واعدا مثل الشباب وجسد احتياجاتهم والتحم بهم ولم ينكفئ على نفسه أو يتخاذل بل تشهد له ساحات التغيير في عدن الدور الذي اضطلع به ولعبه حيث انه انتصر للشباب وهم الذين نصروه اما الجزء الآخر مما كتبه صاحب الاسقاط النفسي فهو مردود عليه لأنه لم يكن واعد أو وضاح كما صورت له نفسه ذلك وهو المعني بتحرره من هذه العقدة .اننا نرى في واعد ووضاح وجه الجنوب الصامد الحر وجه عدن الجميل الذي غاب وما انفك يعود الينا وننتظر ان يعود بحلة قشيبة تزين خاصرة الجنوب والساحل وتعود تصدح بالأمن والأمان والتقدم والحياة العصرية ولا يقلقنا ما يقال في حق واعد أو وضاح أو غيرهما من المخلصين الشرفاء لاننا مدركون ان الشجرة المثمرة هناك من يرميها والقافلة تسير للامام وهيهات من يحلم بالعودة إلى الماضي.
|
آراء
مرضى التغيير
أخبار متعلقة