بعد اعتمادها وثيقة لإسقاط النظام..
الخرطوم / وكالات :هددت الحكومة السودانية باتخاذ إجراءات رادعة ضد قوى المعارضة، ووصفت اتفاق «الفجر الجديد» الذي أبرمه تحالف المعارضة بـ«الفجر الكاذب».وقال نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني ونائبه لشؤون الحزب أمام جمع من قوات الدفاع الشعبي (قوات حربية غير حكومية) إن «المعارضة حفرت لنفسها قبرا باعتمادها تلك الوثيقة، لأنها تقوم على رفض مبادئ الشريعة الإسلامية»، معلنا أن العام الجديد «سيكون عام بدر الكبرى».وكانت قوى المعارضة أصدرت ميثاقا بالعاصمة الأوغندية كمبالا في الخامس من الشهر الجاري أسمته «الفجر الجديد» أكدت فيه سعيها لإسقاط نظام الحكم القائم بالبلاد.ودعت فيه إلى دولة المواطنة وفصل الدين عن الدولة، مع إقامة فترة انتقالية تمتد لأربع سنوات تنتهي بإقامة انتخابات حرة نزيهة.وقالت قوى المعارضة إنها عقدت العزم على خوض نضال «لا هوادة فيه» لتحقيق تطلعات الشعب السوداني، مؤكدة أنها تسعى «لدولة ديمقراطية فدرالية تعددية تتأسس على المساواة بين المواطنين السودانيين».غير أن نافع توعد المعارضة بالملاحقة «لأن الصفوف قد تباينت، ونعد لهم الحسم بالقوة وما استطعنا من ركاب الخيل، حتى تكون أرض السودان مسجدا طاهرا».وأضاف «لن نترك لخائن فسحة من التنفس»، معتبرا أن ميثاق المعارضة هو «المرحلة الفاصلة، وستليها رياح التطهير».في المقابل، أكد الحزب الشيوعي السوداني -وهو أحد الأحزاب الموقعة على اتفاق «الفجر الجديد»- أن «الميثاق هو السبيل الوحيد لإسقاط النظام»، وقال سكرتيره العام محمد مختار الخطيب للصحفيين إن «الميثاق خطوة متقدمة لتوحيد رؤى المعارضة، وهو الوسيلة الوحيدة لإيقاف الحرب (في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور) والحفاظ على وحدة السودان».ورفض دعوة الحكومة للقوى السياسية للمشاركة في صياغة الدستور القادم. وقال إن ممارسات النظام الجائرة بإغلاقه المراكز الثقافية والفكرية ومضايقة الأحزاب «تقدح في صدق دعوته».وكان الرئيس السوداني عمر البشير دعا قوى المعارضة -بما في ذلك حاملو السلاح- للمشاركة في وضع الدستور الدائم للبلاد بعد انفصال الجنوب، والذي سيحل محل الدستور الانتقالي لعام 2005، وأعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم أنه سيكون إسلاميا 100%، فيما رفضته المعارضة معتبرة أنه يكرس لما تصفه بالحكم الشمولي في البلاد.