قراءة في الجولة الأولى لخليجي ( 21 ) في البحرين
المنامة/ متابعات:حملت الجولة الأولى من النسخة الحادية والعشرين لدورة كأس الخليج العربي الحادية والعشرين لكرة القدم المقامة في مملكة البحرين بين ثناياها العديد من العناوين البارزة التي يأتي في مقدمتها التألق اللافت للمنتخب الإماراتي الذي لقن العنابي القطري ومدربه البرازيلي أتوري درسا في الفنون الكروية،في الوقت الذي برع فيه المنتخب العراقي في اجتياز محطة نظيره السعودي بهدفين نظيفين بفضل الأسلوب الواقعي الذي أصاب الأخضر ومدربه الهولندي رايكارد في مقتل فيما انتظر المنتخب الكويتي (حامل اللقب) أكثر من ساعة لتجاوز طموحات الأحمر اليمني.وفي الوقت الذي خرج فيه حفل افتتاح الدورة بصورة زاهية استحقت الإعجاب ،فإن المنتخبين البحريني والعماني خدشا روعة الحفل بأدائهما الخجول الذي شكل انطلاقة متذبذبة للجولة الأولى التي يمكن اعتبار المدرب الوطني أبرز الرابحين فيها حينما طبع كل من الإماراتي مهدي علي والعراقي حكيم شاكر بصمة مؤثرة على حساب مدربين عالميين بحجم اتوريورايكارد واثبتا حقيقة أن (زامر الحي) قادر أن يطرب إذا ما وجد الفرصة المناسبة.[c1]افتتاحية سلبية[/c]وفي الوقت الذي كانت فيه جماهير الكرة الخليجية تمني النفس بمنافسة مثيرة لخليجي 21 ،فإن آمالها خابت بالعرض الباهت الذي شهدته مباراة الافتتاح بين المنتخبين البحريني والعماني اللذين قدما أحد أسوأ العروض الفنية في مباريات افتتاح دورات الخليج.ورغم الأفضلية النسبية للمنتخب البحريني في موقعة الافتتاح ،فإن فريق المدرب الأرجنيتني جابريال كالديرون ظهر بصورة مهزوزة لاتتناسب إطلاقا مع طموحات أصحاب الأرض بتحقيق بداية ايجابية في مستهل المشوار، حيث افتقد الأحمر روح المبادرة الهجومية وبدا التباعد واضحا بين خطوط الفريق ،ولم يتمكن من تهديد مرمى منافسه إلا في مناسبتين بواسطة لاعب الجناح فوزي عايش الذي فاجأ الجماهير البحرينية بقصة شعره الجديدة على طريقة الإيطالي بالوتيلي!!بالمقابل ظهر المنتخب العماني بصورة أسوأ من مستضيفه البحريني ،وبدا أن همهم الأكبر كان يتمثل في تجنب الخسارة في مستهل المشوار،ولم تسجل لرفاق عماد الحوسني أية محاولة هجومية تذكر وذلك بالنظر إلى تركيزهم الواضح على تشييد السواتر الدفاعية لكبح جماح الهجوم البحريني على امتداد زمن المباراة التي خرج بعدها الفرنسي بول لوجوين مدرب المنتخب العماني بتصريح غريب يلقي فيه اللوم على نوعية الأحذية في عدم تقديم فريقه للعرض المنتظر.وبعد مباراة افتتاح مملة ... شهدت مباراة الإمارات وقطر ارتفاع منسوب الإثارة ،وتحديدا من جانب المنتخب الإماراتي الذي قدم أداء رفيعا استحق معه الخروج بفوز ثمين،بينما أثار المنتخب القطري علامات استفهام كبيرة على مستواه الفني وبات مطالبا ببذل جهود مضاعفة للعودة إلى ساحة المنافسة.الأبيض الإماراتي بقيادة مدربه الوطني المجتهد مهدي علي تعامل بحنكة مع مجريات المباراة ،ولم يهتز إطلاقا للهدف القطري المبكر بواسطة خلفان إبراهيم من ركلة جزاء، لأن عمر عبد الرحمن القادم بسرعة الصاروخ إلى عالم النجومية عادل النتيجة بسرعة من ركلة حرة بديعة،ثم قاد بنفسه (سيمفونية) التفوق الإماراتي التي ترجمها علي مبخوت ومحمد أحمد بهدفين آخر ين في الشباك العنابية،في الوقت الذي كان بإمكان الأبيض مضاعفة غلته التهديفية لولا التسرع وسوء التركيز.على الجانب الآخر لم يتمكن المنتخب القطري من (التنفس) بحسب ما صرح به مدربه البرازيلي اتوري ،حينما رد الإماراتيون بسرعة على هدف خلفان ،وبدا أن مشكلة التنفس استمرت مع العنابي طيلة مجريات المباراة لأنه أخلى الساحة أمام منافسه ليفرض إيقاعه الهادر على مجريات المباراة وسط خلل واضح في الخطوط القطرية،والتي لم تفلح تغييرات اتوري في إصلاحها.وانتظر المنتخب الكويتي (حامل اللقب) أكثر من ساعة كاملة لفك شيفرة التماسك الدفاعي للاحمر اليمني بهدفين ملعوبين ،ليخرج الأرزاق بثلاث نقاط ثمينة في مستهل مشوار حملة الدفاع عن اللقب،بينما كانت خسارة اليمنيين منطقية رغم انه كان بإمكانهم تحقيق نتيجة أفضل لو امتلكوا المزيد من الجرأة والتركيز أمام المرمى الكويتي في الشوط الأول تحديدا.المنتخب الكويتي اصطدم بجدار دفاعي يمني صلب ،ومع ذلك فانه كان قريبا من افتتاح التسجيل بهدف مبكر،لكن بدر المطوع أهدر ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم القطري بنجر الدوسري مطلع الشوط الأول،وهو الأمر الذي ألقى بظلاله على أداء الأزرق الذي اتسم بالتوتر، ما أثر على الفعالية الهجومية للفريق، قبل أن يتحسن الأداء تدريجيا في الشوط الثاني ،ويثمر الضغط الكويتي عن هدفين عبر ثنائي الهجوم يوسف ناصر وبدر المطوع. المنتخب اليمني قدم أداء لافتاً في الشوط الأول من المباراة مستندا على المعنويات الكبيرة التي استمدها لاعبوه من التصدي الرائع لحارس مرماهم سعود السوادي لركلة الجزاء الكويتية ،حيث تحرروا من الانكماش الدفاعي تدريجيا وأتيحت لهم أكثر من فرصة محققة بواسطة المهاجم كميل طارق ،لكن منسوب الأداء اليمني انخفض تدريجيا في الشوط الثاني لتتلقف شباك السوادي هدفين كانا كفيلين بقتل الطموح اليمني في تحقيق أول انتصار في دورات الخليج.وفاجأ المنتخب العراقي بتشكيلته المتجددة نظيره السعودي بأداء واثق استحق معه الخروج فائزا بهدفين نظيفين قطع بهما خطوة مؤثرة على طريق التأهل إلى الدور قبل النهائي ،في حين لم يظهر الأخضر بالصورة المطلوبة بعد أن فقد بوصلته الفنية على امتداد زمن المباراة ليخرج بخسارة مؤلمة تفرض عليه ترتيب أوضاعه سريعا لتصحيح المسار.ورغم أن أداء (أسود الرافدين ) افتقد ميزة الإمتاع الفني للجماهير الحاضرة،إلا أنه اتسم بالواقعية التي تمكن من خلالها مدربه حكيم شاكر من صهر عناصر الخبرة والشباب في توليفة متكاملة أمنت عنصر التوازن للفريق مما كفل له تحييد مكامن الخطورة في المنتخب السعودي وتنفيذ الطلعات الهجومية التي أثمرت هدفين بأسلوب متشابه وعبر الكرات الثابتة التي افتتح منها المدافع سلام شاكر في الشوط الأول ،قبل أن يتكفل المدافع السعودي أسامة هوساوي بتسجيل الهدف العراقي الثاني عن طريق الخطأ ليخرج (الأسود) بانتصار ولا أغلى.من جانبه خيب المنتخب السعودي آمال جماهيره التي ملأت ستاد مدينة خليفة الرياضية ،حينما قدم عرضا متذبذبا قد يكون ناجما عن بعض الخيارات الفنية للهولندي فرانك رايكارد الذي استبعد نجم الوسط المتألق تيسير الجاسم من التشكيلة الأساسية التي بدت عاجزة عن مجاراة التفوق العراقي في معركة وسط الملعب ،مما انعكس سلبيا على التمويل الهجومي للثنائي ياسر القحطاني وناصر الشمراني اللذين استسلما للرقابة المحكمة من الدفاع العراقي.[c1]من الجولة الأولى[/c]- شهدت الجولة الأولى من الدورة تسجيل ثمانية أهداف بمعدل هدفين لكل مباراة.- المنتخب الإماراتي كان صاحب الغلة التهديفية الأكبر (3 أهداف)،بينما عجزت منتخبات :البحرين وعمان والسعودية واليمن من تسجيل أي هدف.- شهدت الجولة احتساب ركلتي جزاء سجل في الأولى المهاجم القطري خلفان ابراهيم في مرمى الإمارات،وأهدر المهاجم الكويتي بدر المطوع الثانية أمام اليمن.- 20 بطاقة صفراء شهدتها الجولة الأولى من الدورة ، كان نصيب منتخبات :البحرين وقطر والعراق الحصة الأكبر منها بواقع 4 بطاقات لكل منها،بينما نالت منتخبات:الكويت والسعودية واليمن بطاقتان لكل منها، فيما كان منتخبا عمان والأمارات الأقل حصولا على البطاقات الصفراء بواقع بطاقة واحدة لكل منهما.- سجلت مباراة الافتتاح بين البحرين وعمان الحضور الجماهيري الأكبر في الجولة حينما تابعها نحو 20 ألف متفرج ،تليها مباراة السعودية والعراق التي تابعها نحو 13 ألف متفرج.- توزعت جائزة أفضل لاعب في الجولة الأولى على اللاعبين : البحريني محمد سالمين،والإماراتي عمر عبد الرحمن،والكويتي بدر المطوع،والعراقي سلام شاكر.- للمرة الثالثة على التوالي يفشل المنتخب البحريني في تحقيق الفوز على نظيره العماني في البطولات المقامة على أرض البحرين ،بعد أن تعادل مرتين في نسختي 1986 و1998.- الكويتي بدر المطوع نجح في هز شباك المنتخب اليمني للمرة السادسة في خمس مباريات جمعت المنتخبين في دورات الخليج.