إعداد/ هبة طه الصوفي(سيدة الشاشة الخليجية).. فنانة أكثر من شاملة.. ودائما حياة العظماء تبدأ بالسير في الطريق الوعر.. وتحمل وعورته وصعوبته لأنهم في دواخلهم دائما ما يحملون أملا وعبقرية وقدرة على النجاح، وحياة الفهد ليست مجرد فنانة خليجية كبيرة، لكنها مؤسسة فنية كبيرة تحتضن داخلها أعمالا عظيمة وفنانين شبابا وجمهورا ينتظر كل عام ما ستؤنسه به على الشاشة الصغيرة.ومسيرة حياة (حياة الفهد) نفسها تصلح للدراما أو لأعمال السير الذاتية فهي التي لم تكمل تعليمها أصبحت تتقن اللغة العربية بفصحاها والإنجليزية، وتكتب الأعمال الدرامية، وتصدر ديوانا شعريا بعنوان (عتاب) في أواخر السبعينيات، والحكاية تبدأ بفيلم لفريد الأطرش شاهدته وأعجبت كثيرا بالفن والتمثيل، حينها تولد لديها القرار بأن تصبح واحدة من أكبر الممثلات في العالم العربي.البداية الفعلية للمسيرة أثناء عملها في مستشفى الصباح حيث زارت (فرقة أبو جسوم) المستشفى، وكانت زميلتها في العمل الإعلامية أمينة الشراح، وهناك سألهما (أبو جسوم) -صاحب الفرقة- من منهما تريد العمل بالتمثيل؟، فأجابت أمينة الشراح بأنها تريد أن تكون مذيعة، وأن حياة تريد أن تكون ممثلة، فسألها إن كان أهلها يوافقون، وأبلغها بأنه سيعود بعد فترة إلى المستشفى لمعرفة الجواب. وبعد التمهيد فاتحت والدتها برغبتها في التمثيل، لكن والدتها رفضت ذلك، وضربتها.وبعد فترة عادت(فرقة أبو جسوم) إلى المستشفى مرة أخرى، فسألها (أبو جسوم) إذا كانت فاتحت أهلها بالموضوع فأجابت بالنفي، وطلبت منحها فرصة ثانية، وكانت كلما تفاتح والدتها بالموضوع كانت تتعرض للضرب فتزداد إصرارا وعنادا، لأن داخلها كان الحلم الكبير، كانت ترى مشوار ومسيرة حياتها لأنها لم تكن تتخيل نفسها إلا في مجال الفن.وبعد شهرين من المواجهات الصعبة؛ قررت الإضراب عن الطعام، وصودف آنذاك أن التقى (أبو جسوم) أثناء عمله مع الجيش شقيقها، وحاول إقناعه، فأبدى هذا الأخير ليونة، وأقنع والدته بالأمر، فوافقت على أن يصطحبها شقيقها إلى التلفزيون لتسجيل حلقات فيه، هكذا يلتحم القدر ويلعب الحظ لعبته مع كل عبقري يريد أن يؤسس مدرسته في هذه الحياة في أي مجال من المجالات.بدأت حياة الفهد مشوارها الفني في مسرحية الضحية عام 1963 مع الفنان منصور المنصور، وتأليف صقر الرشود، بينما كانت بدايتها في التلفزيون من خلال مسلسل (عائلة بو جسوم) الذي قدم عام 1964. وقدمت العديد من الأعمال الكوميدية والتراجيدية ما بين مسلسلات ومسرحيات وسهرات تلفزيونية خلال مسيرتها الفنية الممتدة في المجال الفني والإعلامي، ولقبت بسيدة الشاشة الخليجية، وبرز هذا اللقب كثيرا حين وضع في مقدمة مسلسل (جرح الزمن) للكاتبة فجر السعيد. كما عملت مذيعة في إذاعة الكويت في الفترة ما بين عام 1965 وعام 1968 وقدمت خلالها عددا من البرامج الإذاعية مع أمل عبد الله وجاسم كمال.قدمت الفهد ثنائياً ناجحاً مع الفنانة سعاد عبد الله في فترة من فترات مشوارها الفني، وكانت ثمرة هذا التعاون أعمالا تعد بصمة من بصمات الفن الخليجي منها (رقية وسبيكة)، (على الدنيا السلام)، (خالتي قماشة)، (سليمان الطيب)، (خرج ولم يعد)، (درس خصوصي) وغيرها. وآخر عمل جمعهما معا هو المسلسل القطري عيال الذيب في عام 2000.ولحياة الفهد آراء فيما يجري حول الساحة الإعلامية والفنية في العالم العربي؛ حيث إن هناك بعض العاملين في الدراما يتعمدون الإساءة لدولة الكويت، فقد اعتبرت أن العاملين في الدراما يظهرون الكويت لصوصا وأولاد شوارع، وهو أمر غير واقعي وغير مقبول.كما أنها ترى أن الدراما الخليجية لم تزدهر بسبب الثورات العربية، كما يعتقد بعض الأشخاص، وإنما ازداد عدد المسلسلات من أربعة إلى خمسة مسلسلات في الموسم الواحد.وترى حياة الفهد أن مصيبة الجيل الجديد من الفنانين أنهم لا يفكرون إلا في الشهرة وجمع الأموال، ولا يحاولون أن يكونوا مبدعين، مشيرة إلى أن من يتمتع منهم بقليل من الشهرة يفسد في الأرض وكأنه أصبح نجم النجوم، بل ويتنكر لمن مد له يد العون.وعملت حياة الفهد منتجة فنية للعديد من المسلسلات الدرامية التي تميزت بمستواها العالي؛ إلا أنها قد قالت لإحدى الصحف إنها تنتوي التوقف عن العمل منتجة فنية لمسلسلاتها، مشيرة إلى أن الإنتاج مهمة متعبة وشاقة، ولم تعد تقدر على تحملها وتحمل تفاصيلها.ومسيرة حياة الفهد تتعدى نصف القرن من الإبداع والتألق وهي فقط ليست ممثلة أو منتجة بل قامت أيضا بكتابة أعمال عديدة منها: (شيكات بدون رصيد)، (سليمان الطيب)، (الدردور)، (الشريب بزة)، (الحريم)، (الفرية)، (الأخ صالحة)، (الخراز)، (الداية)، (دمعة يتيم)، (الجليب).وعن الجوائز فدولاب جوائزها ممتلئ عن آخره، فقد نالت جائزة أفضل ممثلة دور أول من (مهرجان الكويت المسرحي) عن دورها في مسرحية إذا طاح الجمل عام 1989، وفي نفس العام كرمتها دولة العراق في (مهرجان يوم الفن العراقي)، كما نالت تكريم من مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون عامي 1996 و1998 عن مسلسلي (الطير والعاصفة) و(بيت الوالد).وكرمتها جامعة الدول العربية في مهرجان (رواد العرب الأول) عام 1999، وحصدت عام 2003 جائزة أحسن ممثلة من مهرجان القاهرة التاسع للإذاعة والتلفزيون عن مسلسل (ثمن عمري)، ونالت جائزة الدولة التشجيعية في مجال الفنون والتمثيل عن دورها في مسلسل (الدردور)، وفي 2007 نالت جائزة أفضل ممثلة دور أول عن مسلسل الفرية من (جائزة فهد الأحمد للدراما التلفزيونية).وفي عام 2010 كرمت من (مهرجان الخليج السينمائي) بالإمارات، وفي الأردن كرمت من مهرجان (جوردن أورد)، وفي الجزائر كرمت من (مهرجان وهران السينمائي).ومن الألقاب العديدة التي تضاف إلى حياة الفهد (أم المسرح) و(عميدة الدراما) وإن كان التميز يصحب بـ (سيدة الشاشة الخليجية). كما أضافت حياة الفهد إلى السينما الخليجية بعدما قدمت (بس يا بحر1970م)، و(الصمت 1976م).الجوائز- جائزة أحسن ممثلة في مهرجان القاهرة التاسع للإذاعة والتلفزيون عن مسلسل (ثمن عمري).- جائزة الدولة التشجيعية في مجال الفنون (التمثيل) عن دورها في مسلسل (الدردور).- جائزة أفضل ممثلة دور أول عن مسلسل الفرية من (جائزة فهد الأحمد للدراما التلفزيونية).من أقوالها:مصيبة الجيل الجديد من الفنانين أنهم لا يفكرون إلا في الشهرة وجمع
|
فنون
سـيـدة الشـاشـة الخليــجية الفـنـانة حيـاة الفـهـد.. مسيرة نصف قرن من ذاكرة الخليج
أخبار متعلقة