الغش ظاهرة معيقة وهدامة للعملية التعليمية
لقاءات والتصوير / عادل خدشينظم مكتب إدارة التربية والتعليم في مديرية التواهي صباح الأحد الماضي ورشة فرعية خاصة بتقييم الامتحانات العامة الحالية للمرحلتين التعليميتين (التاسع والثانوية العامة) وتقديم المقترحات التطويرية البديلة بمشاركة مدراء مدارس وموجهين ومدرسين من مختلف مدارس مديرية التواهي، وكذا عدد من أولياء أمور الطلاب.. (14 أكتوبر) التقت عددا من المعلمين والمعلمات والمهتمين بالجانب التربوي والتعليمي بالمديرية .. فإليكم الحصيلة: في البدء التقينا الأخ أنيس حجر - مدير عام مكتب التربية والتعليم بمديرية التواهي فقال:تأتي هذه الورشة للنظر في جميع السلبيات والظواهر غير المستحبة، القائمة في مدارسنا الأساسية والثانوية، ومن هنا فإنـه لابد من تقييم الامتحانات تقييمـا جديـا، فقد أصبح الوضع الحالي عبئـا على الإدارات التربوية والتعليمية بل والمجتمع.. خصوصـا في الأعوام الماضية حيث أن هناك ضعفاء نفوس من التربويين أنفسهم يقومون بعمل لا يليق بهم، وكذلك من أولياء الأمور، وما يقومون به من سلبيات تتمثل في حشد جميع طاقاتهم لتسهيل عملية الغش، التي لا تخدم أحدا منا.واستطرد قائلا: من هنا فإننا نأمل من قيادتنا التربوية بعدن وكذا قيادة الوزارة الأخذ بعين الاعتبار بالمقترحات التطويرية التي نضعها في هذه الورشة بهدف تحسين العملية التربوية والتعليمية.والتقينا الأخ نبيل عبدالمجيد عبدالله - تربوي وأدلى بدلوه قائلا:انطلاقـا من أهمية عملية التقييم المستمر، نحن اليوم هنا خدمة لأبنائنا من أجل تطوير العملية التعليمية والتربوية، وتقييم الامتحانات بصورة مستمرة.وأضاف : اليوم هنالك فهم خاطئ عند بعض، ويعتبر الامتحانات غاية، ونحن نقول إنها هي وسيلة فقط، من أجل مواجهة الواقع والحياة.ودعا في لقائه مع صحيفة 14 أكتوبر الأبناء الطلاب والطالبات إلى الاهتمام المستمر بعملية التحصيل العلمي من أجل الاستفادة منها مستقبلا والحرص على مستقبلهم وظاهرة الغش خطيرة على المجتمع، وتم وضع العديد من المقترحات من أجل تجاوز ما اكتنف الامتحانات في الفترات الماضية.والتقينا أحد الموجهين في إدارة التربية والتعليم بمديرية التواهي الأخ منصور محسن صالح حيث قال:إذا أردنا تطوير الامتحانات للصف التاسع والثالث ثانوي ومنع ظاهرة الغش فهناك مقترحات لعل وعسى أن تأخذ طريقها إلى التنفيذ؛ فإن ظاهرة الغش اليوم أصبحت منتشرة في كل مكان، سواء في التربية أو غير التربية، ولكن لو نظرنا إلى ظاهرة الغش في التربية؛ نجد أنـها مفسدة عامة لكل المجتمع؛ لأن الغش في التربية والتعليم تخلق جيلا ضعيفـا جدا غير قادر على تحمل المسؤولية بشكل صحيح وسليم ولو ركزنا على أسباب الغش فهي كالتالي:المجتمع المحيط، ضعف الوازع الديني، ضعف في الإدارات التربوية، ضعف الجانب الأمني أثناء الامتحانات الوزارية.أما الإجراءات الأساسية للحد من ظاهرة الغش فتتمثل في :تعزيز الجانب الديني، تعزيز وتقوية مبدأ الثواب والعقاب، الضرب بيد من حديد على من ثبت عليه الغش وربط الأسرة بالمدرسة والتركيز على الأخلاق.وخلال لقائنا بالأخ عارف شوكرة - موجه تربوي في مكتب التربية والتعليم بمديرية التواهي، قال: هناك عوامل مساعدة أدت إلى الغش على النحو التالي:الأسرة، المدرسة، المدير، المعلم، مدير إدارة التربية في المديرية، الأمن والمجلس المحلي في المديرية.. باختصار المجتمع ساهم مساهمة فاعلة في الغش.أما بخصوص المقترحات فهي كالتالي:اختيار مدراء مدارس ذوي كفاءة عالية، اختيار المعلم الجيد الذي يمتلك كفاءة عالية، والابتعاد عن المحاباة والمجاملات في ترفيع التلاميذ وأن تكون الاختبارات نزيهة، تطبيق مبدأ الثوار والعقاب، خلق علاقة وطيدة بين المدرسة والأسرة، متابعة أولياء الأمور لأبنائهم شهريـا، ومشاركة المجتمع المجاور للمدرسة في تطوير وتحسين عملية التعليم.كما التقينا الأخ محمد نعمان الجابري - تربوي متقاعد فقال:يسعدني أن أكون أحد المشاركين في الورشة الفرعية الخاصة بتقييم الامتحانات العامة الداخلية والوزارية، وبحكم خبرتي التربوية الطويلة أرى من الأهمية تعزيز المسئولية الشخصية للقيادات التربوية والتعليمية في الإدارات المدرسية، وكذا تعزيز المسؤولية الشخصية للمدرسين في أداء مهامهم وفقـا لقانون التربية والتعليم واللوائح المرفقة في الجوانب التربوية والإدارية كافة.وأكد في سياق حديثه لـ 14 أكتوبر أن قضية ظاهرة الغش في السنوات الأخيرة تتطلب الوقوف أمامها بمسؤولية من قبل الأسرة والسلطة المحلية على مستوى المحافظات والمديريات، وكذا القيادات التربوية والتعليمية في المحافظات والمديريات حتى لا يؤدي مستقبلا إلى تفشي الفساد في كل مفاصل الدولة.وخلال هذه الجولة التقينا الأخت علا عبده قاسم - إحدى معلمات مدرسة آزال للتعليم الأساسي في مدينة القلوعة التي تحدثت عن ظاهرة الغش بقولها:يجب أن تؤدى هذه الامتحانات “الوزارية” للتلاميذ في مدارسهم.. وتخصيص أصلح المراقبين لهذه المهام، ولا يتم فرز الأوائل على نطاق الجمهورية، ولكن على نطاق المدرسة.وأوضحت في سياق حديثها إلى أنه يمكننا تطبيق هذا النظام في كيفية امتحان طلاب الثانوية، ولكن لابد من إعطاء فرصة خوض امتحانات المقبولين جامعيـا للكل وندع الفيصل هنا لنتيجة امتحانات القبول.في ختام لقاءاتنا التقينا الأخت سعاد محمد عبدالله الوهابي - مديرة مدرسة آزال حيث قالت:التقييم للامتحانات العامة الحالية يعد عنصرا أساسيـا في العملية التعليمية وجزءا لا يتجزأ منها فهو مهمة ملقاة على عاتق جميع الأطراف التي تتوقف عليها قوة أو ضعف العملية التعليمية من معلمين ومشرفين وموجهين وإدارة تعليمية، فمن خلاله يتم التوصل إلى معرفة مدى تحقق الأهداف التعليمية واكتشاف نواحي الضعف والقوة فيها، ومن ثم وضع المعالجات لنواحي الضعف والقصور التي تعيق تحقيق الأهداف بما يتضمن تحفيز التلاميذ على التعلم، وهذا لن يتأتى إلا بمعرفة مدى فاعلية محتويات المنهج وأنشطته وأساليب وطرائق التدريس، وكذا الوسائل المستخدمة والحكم بمدى ملاءمتها للتلاميذ في مراحل نموهم المختلفة، وهل تتناسب مع ما يبذله التلاميذ من طاقة وجهد؟وأشارت في سياق حديثها لـ “14 أكتوبر” إلى التقويم ووسائله المعروفة.. وقالت:ينبغي لنا أن نسعى جميعـا في العملية التعليمية كل حسب دوره لتنفيذ هذه الوسائل من أجل تطوير العملية التعليمية، ولكن يبقى السؤال هنا : هل الامتحانات العامة والنهائية للشهادتين الأساسية والثانوية بالشكل الذي تنفذ به حاليـا تعد إحدى وسائل التقويم للعملية التعليمية والتربوية؟!!وأكدت الأخت سعاد الوهابي في هذا السياق أن الإجابة ستكون (لا).. حيث لايمكن اعتماد النتائج المتحصل عليها كمقياس حقيقي يبنى عليه التعليم اللاحق والاستفادة من مخرجاته، وذلك لانتشار ظاهرة الغش بين صفوف الطلاب واعتبارها حقاً مكتسبا يدافع عنه، بل ويتم التفنن في طرقه ووسائله، وللأسف فإن مساهمة الشركاء في العملية التعليمية - بعض المعلمين والإداريين والمشرفين هادمي التعليم بأسلوبهم - كان الداعم الرئيسي لانتشار هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا.أما المقترحات التطويرية البديلة للامتحانات العامة لسنة تاسع فأفادت مديرة مدرسة آزال للتعليم الأساسي بمدينة القلوعة بقولها:إلغاء الامتحانات العامة للصف التاسع واعتمادها كمرحلة انتقالية كسابقاتها من المراحل الدراسية حتى نضمن انضباط التلاميذ في المدارس وعودة هيبة التعليم والمعلم، والمقترح الثاني هو رفع اعتماد درجة التلميذ من المدرسة إلى (50 %) بدلا من (20 %)، وذلك في حالة استمرارية الامتحانات استرجاعـا لهيبة المدرسة، وتمكين معلمي الصف التاسع من مراقبة تلاميذهم في مدارسهم بوجود لجنة إشراف خارجية تقترحها الإدارة العامة.كما التقينا الأخ سعيد علوان أحمد - مدير مدرسة الروضة بمديرية التواهي بعدن فقال:تعتبر الورشة محطة تقييم للعمل التربوي والتعليمي داخل المحافظة لجميع المراحل من أولى حتى تاسع، وكذلك الثانوية.. مشيرا إلى أن الورشة تعتبر تبادل خبرات متنوعة يشكل فيها الإدارات المدرسية والنوعية وإدارة التربية وأولياء الأمور ومجموعة من منظمات المجتمع المدني.وأكد أن هذه الورشة لها فوائد كثيرة ومهمة لتقييم عملنا التربوي والتعليمي وإعادة النظر في طريقة الامتحانات الداخلية والوزارية داخل محافظة عدن.وأوضح أنـه ينبغي لنا إعادة النظر في العملية التعليمية داخل هذه المحافظة.وفي ختام لقاءاتنا التقينا الموجه التربوي في مكتب التربية والتعليم الأخ خلدون محمد عبده حيث قال:ورشة العمل الخاصة بتقييم امتحانات العامة الحالية (تاسع والثانوية العامة) تتلخص في المهام التالية:وضعية الامتحانات الحالية هي نتيجة لها مسببات، احتياجات المدارس المادية وبالتالي أهمية توافرها، ومن ثم نستطيع التقييم، فهناك أطراف مسؤولة مباشرة وهي:المعلم، المدرسة، الأسرة، إدارة التربية والتعليم بالمديرية، مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، أجهزة الأمن، المجلس المحلي والمحافظة.وأشار إلى أن هؤلاء المعنيين في العملية التربوية والتعليمية مدعوون إلى تلبية احتياجات الطلاب والطالبات من استقرار الدراسة ووضعية المدارس، العمل على إعادة توزيع المعلمين في المدارس، المعلم يجب أن يسأل نفسه.. كيف يقدم ويعرض الدرس.ونتمنى للجميع التوفيق والسداد.