على هامش ورشة (نهج القراءة المبكرة) .. عدد من المسؤولين والقائمين على متابعة وتقييم البرنامج:
لقاءات/ دنيا هانييعد نهج القراءة المبكرة من أهم البرامج الممولة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمنفذة من قبل مشروع تحسين معيشة المجتمع وبقيادة وزارة التربية والتعليم. كما أن البرنامج له دلالة واضحة على مدى التزام الولايات المتحدة والجمهورية اليمنية بتطوير جودة التعليم في اليمن.ويعتبر الانطلاقة الصحيحة لتجاوز التحديات التي تؤكد ضعف التلاميذ في القراءة وما زال حتى الآن في مرحلة التجريب للعام الدراسي 2012 - 2013م.ونهج القراءة يعد رافداً وداعماً للمنهج الأساسي منسجماً مع مضامينه ومحتواه ومكوناته، وقد تم تصميمه بهوية يمنية مستفيدة من التجارب العربية والعالمية.وعليه فإن تطبيق الإجراءات التدريسية كما وردت في دليل المعلم وفق الخطوات السبع لنهج القراءة المبكرة تجعل العملية التدريسية شاملة وتتجه بشكل أفضل ومنظم نحو بناء مهارات اللغة العربية في أثناء تدريس القراءة.وتكمن أهمية القراءة في أثرها الواضح في الإصلاح الاجتماعي، فإذا صلح الكتاب فإن الفكر ينمو ويرقى وبالتالي يتحقق التقدم والنهضة للأمم فلا حضارة بلا إبداع ولا إبداع بلا معرفة والحضارة لن تأتي من فراغ.وللتعرف أكثر على برنامج نهج القراءة المبكرة التقت صحيفة (14 أكتوبر) بالقائمين والمسؤولين على البرنامج وخرجت معهم بالحصيلة التالية:- بداية تحدث السيد براين بلوك مدير البرامج في مشروع تحسين المعيشة (CPL) قائلاً: إن قيادات وزارة التربية والتعليم قاموا بعمل رائع من خلال قيادتهم لهذا النشاط، فهناك (304) من مدربي المعلمين و(35) من كبار المدربين قاموا بتدريس منهجية نهج القراءة المبكرة وسيكون لهذا تأثير كبير على أكثر من (120000) طالب وطالبة من الصفوف الأولى خلال هذه السنة الدراسية. علماً أن معلمي الصفوف الأولى الأساسية قد انتهوا بنجاح من الجزء الأول من التدريب لنهج القراءة المبكرة.وأضاف بلوك: “هناك نقطة مهمة جداً في هذا التدريب وهي كيف نستطيع دعم المعلم بطرق جديدة ففي السابق كان الغرض من التوجيه هو تصيد الأخطاء على المعلم لكن الطريقة الجديدة لهذا البرنامج هي طريقة إبداعية نشطة في التعلم، يكون أساسها الطالب وتعمل على دعم المعلمين وتطور قدراتهم ومهارتهم القرائية، وعالمياً أظهرت الأبحاث العلمية انه عندما يكون هناك دعم سليم للمعلمين يكون مستوى التحصيل عند الطالب أفضل.وختم حديثه قائلاً: رغبتنا في التطوير تحتاج إلى عزيمة لنتعلم كيف يمكن أن نصنع الأفضل. كما انه لا يمكن أن نصل إلى مرحلة الكمال في انجازاتنا ولكن يمكننا أن نحقق الأفضل، ونحن جميعاً لدينا مسؤوليات كبيرة جداً خلال الأشهر القادمة وسيكون تأثيرها ليس فقط على مستوى المدارس التجريبية ولكن على مستوى المجتمع بأكمله، وعلى ذلك فإن نتيجة هذا البرنامج لن تكون مرئية على مستوى هذه السنة الدراسية وإنما على مستوى السنوات الدراسية القادمة.وشكر وزارة التربية والتعليم وكذلك المدربون وكبار المدربين والقيادات التربوية في المديريات والمحافظات على استثمارهم الرائع للوقت والجهد لبرنامج نهج القراءة المبكرة و تمنى للجميع التوفيق والنجاح.- وقال الأخ محمد عبده النجاشي مدير عام التدريب بوزارة التربية والتعليم: إن هذا المشروع يأتي في إطار نهج القراءة المبكرة بالشراكة مع مشروع تحسين معيشة المجتمع (CPL) الممول من قبل وكالة التنمية الأمريكية، بهدف الوقوف أمام إشكالية صعوبة القراءة عند أبنائنا من الصف الأول إلى الثالث وقد أصبحت هذه الإشكالية تؤرق الجميع وتؤرق الآباء والأكاديميين والباحثين والدارسين.ولفت إلى أن مشروع نهج القراءة المبكرة من الصف الأول إلى الثالث استهدف (7) محافظات من ضمنها محافظة عدن في كل من مديريتي البريقة ودار سعد وتم اختيار مدارس البريقة ودار سعد لتنفيذ التجريب الأولي لهذا النهج.وأضاف: “جئنا إلى محافظة عدن لعقد هذه الورشة لكي نتفق على أدوات المتابعة والتقويم وهي محطة دائماً ما نغفل عنها في برامجنا التدريبية، وتم استهداف حوالي (70) شخصاً ما بين رؤساء الشعب من التدريب والتوجيه في المحافظات المستهدفة إضافة إلى كبار المدربين المعنيين في تنفيذ هذا النهج. وتم اختيار محافظة عدن لتكون هي السباقة للتعاطي في هذا الموضوع لا سيما ونحن نأمل أن تكون محافظة عدن من المحافظات النموذجية في التعاطي مع أي فعل تدريبي نقدم عليه، وهذا ما لمسناه فعلاً ومستشعرون المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق إخواننا في محافظة عدن لا سيما في مكتب التربية والتعليم.وتطرق النجاشي إلى الهدف من الورشة وقال: يكمن الهدف في إكساب المشاركين معارف ومهارات واتجاهات أولاً لهذا النهج وثانياً للمتابعة والتقييم لما لها من أهمية خاصة ونحن في مرحلة التجريب الذي من خلاله سوف يتم معرفة الصعوبات والتحديات التي تكمن وما هي المعالجات التي سوف تسهل لنا التغلب على هذه الصعوبات التي كانت عائقاً لنا.وأشار إلى أن مرحلة النهج تأتي لتواكب مرحلة التغيير التي نحن عليها خاصة أننا نعاني في التعليم من صعوبة القراءة عند أبنائنا وتدني مستوى التحصيل العلمي لدى الطلاب. وقد تم تنفيذ الجزء الأول من نهج القراءة المبكرة في مدارس ومديريات المحافظات المستهدفة وسوف نوزع الجزء الثاني بعد نصف العام الدراسي القادم بعد الوقوف أمام الاختلالات التي قد تواجه عملية التنفيذ والعمل على حلها ومعالجتها. آملاً في الخروج من هذه الورشة بأدوات واضحة وسلسة ومرنة تكون قابلة للتعاطي معها والخروج بخط سير واضح واتجاه ايجابي مستشعرين المسؤولية الكبيرة اتجاه برنامج (نهج القراء المبكرة) بما يواكب عملية التغيير التي نعيشها حالياً.- وتحدث الأخ علي عبدالخالق النهاري منسق عام برنامج نهج القراءة المبكرة قائلاً: يأتي البرنامج لتعريف القيادات العليا في المحافظات على آلية المتابعة والتقييم والتطوير المهني للمعلمين. وقد تطرقنا إلى حوالي (384) مدرسة في سبع محافظات وهي (عدن- لحج - تعز - أمانة العاصمة - صنعاء - عمران - حجة) وتم تجريب هذا البرنامج في إطار هذه المدارس.وأضاف: توجد شركة تقييم للبرنامج بالتنسيق مع مركز البحوث ووزير التربية والتعليم الغرض منها هو تقييم مدى نجاح البرنامج حتى نهاية العام ومن خلال النتائج سوف يتم تعميمه على بقية المدارس، وبعد المتابعة والاختبارات وفي نهاية العام سيوافوننا بالتقرير النهائي ومن خلاله سيتم الخروج برؤية واضحة عن الخطة في المرحلة القادمة.ودعا كل الفريق من كبير المدربين والمعدين أن تعطى فكرة تنفيذية للمدربين الموجودين في المدارس والمديريات المستهدفة حتى يستطيعوا أن يطبقوا هذا النهج.مؤكداً أن البرنامج هذا للجميع ولكل المحافظات وهو برنامج المعلم وولي الأمر ومن يريد أن ينهض مستوى القراءة والكتابة لدى الأطفال فقد وصلت نسبة الأمية مؤخراً في التقارير إلى مرحلة كبيرة وجاء هذا البرنامج لمعالجة مستوى الضعف القرائي لدى الطلاب.وقال الأخ أحمد عبدالله الجعدي مدير التربية مديرية تبن م/ لحج: نحن في إطار ورشة تقييمية لتبني موضوع المتابعة والتقييم لبرنامج (نهج القراءة المبكرة) وتم اختيار محافظة لحج من ضمن المحافظات السبع واختيرت مديرية تبن التي تحوي حوالي(60) مدرسة لتنفيذ هذا النهج لطلاب الصف الأول إلى الثالث أساسي.وقد بذلت جهود فيما يتعلق بالمعلمين والإدارة المدرسية ونحاول تطبيق هذا النهج في إطار مدارسنا.وأضاف: نحن نرى أن هذا النهج يعد تجربة جديدة تعتمد على مخارج وسماع الأصوات ومن خلال زيارتنا إلى المدارس لمسنا أن الطلاب والطالبات بدؤوا يقرؤون بعض الكلمات التي أعطيت لهم، والمطلوب خلال العام الدارسي هو متابعة مشروع تنفيذ النهج وتقييم نسبة النجاح، ونحن على ثقة أن يتمكن هذا النهج من تحقيق النجاح ويستطيع بذلك طلابنا وطالباتنا القراءة وهذا هو الهدف الرئيسي بالنسبة للتعليم في بلادنا.وتابع حديثه بقوله: من ضمن خطة النهج رش أساليب التقييم وفي إطار ذلك سوف نعمل جملة من الخطوات الإجرائية في هذا الاتجاه ونقيم النتائج ونعالج أي ضعف أو خلل في هذا النهج في أي مدرسة من مدارس المديرية. وواثقون أن يصبح طلابنا على كفاءة وقدرة على الكتابة والقراءة.من جانبه قال الأخ محمد علوي سالم رئيس شعبة التدريب والتأهيل مكتب التربية محافظة لحج: نعقد آمالاً كبيرة على البرنامج الخاص (بنهج القراءة المبكرة) الذي هو حالياً كتجربة في مديرية تبن، والآمال معقودة على هذه التجربة التي تعتبر الجدار الأخير الذي من خلاله نستطيع أن نحمي أبناءنا وننهض بهم إلى مستوى القراءة.وأضاف قائلاً: “من خلال نزولنا الميداني وجدنا أن هناك ضعفاً في القراءة والكتابة أثر سلباً حتى على مخرجات التعليم الجامعي وأهم حلقة من حلقات التعليم الدارسي هي المرحلة الأساسية من الصف الأول إلى الثالث الذين أصبحوا لا يجيدون القراءة والكتابة وما ترتب على ذلك على التعليم برمته والتعليم الثانوي وامتدت آثاره إلى الجامعي وهذه الطريقة انتظرناها كثيراً وكانت إحدى مطالبنا وهي العودة إلى نهج القراءة بإعادة استخدام الطريقة البغدادية”.وواصل حديثه: تم تشخيص مكامن الضعف ووصلنا إلى رؤية واضحة تكاد تكون هي الخطوة الأساسية التي سوف ننطلق منها إلى هذا الجانب ومن خلاله تم تحديد حزمة من البرامج مثل ورش عمل تقام لأولياء أمور الطلاب متمثلة (بمجلس الآباء والأمهات) كذلك الاختصاصيون الاجتماعيون والإدارة المدرسية أي أن كل الحلقات الأساسية في العملية التعليمية في هذه المرحلة بالذات يجب أن تجند تجنيداً شاملاً حتى تخلق بيئة صالحة لإنجاح هذه الطريقة وهي نهج القراءة المبكرة.ولهذا في هذه الورشة التي عقدت في محافظة عدن وضعنا أسساً لانطلاق المرحلة الثانية من خلال أخذ عينات لمعرفة مدى إنجاح هذه التجربة بنسبة تقدر بـ 5 % وكذلك نزول ميداني واختيار مدارس عشوائياً حتى نستطيع معرفة مدى النجاح الذي تحقق من خلال القياس والمتابعة.واختتم حديثه: يرتبط نجاح هذا البرنامج ارتباطاً أساسياً بمدى تنفيذ متابعة الأثر التدريبي الذي من خلاله نستطيع أن نقيم هذا البرنامج أولاً بأول حتى نستطيع أن نعرف مواطن الضعف وأسباب الإخفاق ويتم معالجتها حتى لا تتراكم وتصبح ملفاً موضوعاً في أرشيف، وهو ما عانينا منه من خلال برامجنا التدريبية السابقة.ويجب تهيئة المجتمع المدني من خلال مجالس الآباء والأمهات والسلطة المحلية وحشد كافة المنظمات والأطر الرسمية والشعبية للاهتمام بالبرنامج للتخلص من الضعف الحاد لدى أبنائنا في القراءة والكتابة.