كرة القدم في عام 2012
عواصم/ متابعات: سيبقى اللقب الثالث على التوالي للأسبان في بطولة كبرى والإبداع التهديفي المتفرد للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في الذاكرة كأهم الملامح المضيئة لكرة القدم في 2012.لكن العام سيذكر أيضا بمأساة كبرى في مصر وحالة وفاة في هولندا وكذلك بالصعود المقلق للعنصرية في أوروبا.وفي 2012 وفي كأس العالم للأندية التي اختتمت في السادس عشر من ديسمبر توج كورنثيانز البرازيلي كأفضل ناد في العالم وهو لقب سيتفق معظم الناس على أن الأحق به هو برشلونة.لكن في واحدة من أبرز مفاجآت العام فشل برشلونة في الفوز بدوري أبطال أوروبا حين تفوق عليه تشيلسي في مجموع مباراتي الدور قبل النهائي بعد أن أثبت ميسي أنه ليس سوى بشر وأهدر ركلة جزاء في لقاء العودة.لكنه رغم ذلك سجل 91 هدفا قبل عشرة أيام من نهاية العام ليكسر الرقم القياسي لمهاجم ألمانيا السابق جيرد مولر الذي بقي طيلة 40 عاما أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في عام واحد.وذهب تشيلسي الذي احتل المركز السادس في الدوري الانجليزي الممتاز في مايو إلى ميونيخ ليخوض المباراة النهائية لدوري الأبطال.ولم يكن تشيلسي المرشح الأفضل للإعلام الأوروبي قبل مواجهته مع برشلونة وأثار مرة أخرى حيرة النقاد بفوزه على بايرن ميونيخ في ملعبه بركلات الترجيح ليصبح أول ناد لندني يحرز لقب المسابقة الأوروبية في تاريخها الممتد على مدار 57 عاما.أما اسبانيا فلم تنل منها المشاكل في بطولة أوروبا 2012 وتوجت باللقب بانتصار كبير في المباراة النهائية على إيطاليا 4 - صفر في ليلة مميزة بالعاصمة الأوكرانية كييف في يوليو .وبفضل تألق لاعب الوسط اندريس انيستا الذي اختاره الاتحاد الأوروبي كأفضل لاعب في البطولة عززت اسبانيا مكانتها بين أفضل منتخبات العالم في التاريخ بعدما أصبحت أول بلد يحرز لقب بطولة أوروبا مرتين متتاليتين بينهما لقب كأس العالم 2010.ومحليا في اسبانيا وضع ريال مدريد حدا لهيمنة برشلونة على ثلاثة ألقاب متتالية في دوري الدرجة الأولى لكن حلمه في مواجهة غريمه التقليدي في المباراة النهائية لدوري الأبطال تلاشى بخسارته بركلات الترجيح أمام بايرن في قبل النهائي في الليلة التالية لخروج برشلونة على يد تشيلسي.وواصل برشلونة إبهار الجميع وهو يسير بخطى واثقة في الدوري المحلي هذا الموسم بعد أن تركه المدرب المميز بيب جوارديولا بعدما نال منه الإرهاق لتنتقل القيادة إلى مساعده تيتو فيلانوفا في مايو أيار.واستفاد برشلونة بصورة هائلة من قدرات ميسي الذي رغم أنه لا يزال في الخامسة والعشرين فإنه يمضي بسرعة نحو ضمان مكانه بين عظماء اللعبة على مر العصور ولا يزال المشوار أمامه طويلا إن ابتعدت عنه الإصابات.ورغم فشل النادي في الحصول على الألقاب الكبرى فإن طريقة اللعب المثيرة المعتمدة على التمرير القصير أبهرت الملايين وبينما يحظى ميسي بشعبية طاغية بين مشجعي النادي فإنه حصل أيضا على حب الكثيرين من مواطنيه المتشككين بعدما قاد منتخب الأرجنتين لتحقيق سبعة انتصارات وتعادلين في تسع مباريات شملت تصفيات كأس العالم ومباريات ودية.وبين أهدافه (91 هدفا) هز ميسي الشباك 12 مرة لبلاده بينها ثلاثيتان ضد سويسرا والبرازيل ليعادل ما سجله المهاجم الدولي السابق جابرييل باتيستوتا مع المنتخب الأرجنتيني في عام واحد.وبينما يملك أمثال اسبانيا وميسي وغريمه كريستيانو رونالدو وفريقه ريال مدريد القدرة على الإمتاع فإن كرة القدم لم تكن أيضا بعيدة عن الأحداث الدامية وما وقع في مصر وهولندا أبلغ دليل.ووقعت واحدة من أسوأ كوارث كرة القدم في أول فبراير شباط الماضي في مدينة بورسعيد الساحلية بمصر حين قتل أكثر من 70 من المشجعين بعد أحداث شغب أعقبت مباراة في الدوري المحلي بين النادي المصري وضيفه النادي الأهلي.وقعت الكارثة في خضم توتر سياسي بالغ في البلاد التي شهدت ثورة شعبية في مطلع العام الماضي وتوقف بسببها الدوري الممتاز ولم يعد حتى الآن.وألغيت أكثر من 33 ألف مباراة للهواة في هولندا هذا الشهر بعد وفاة حامل راية تعرض لضرب أفضى للوفاة بعد قرار في مباراة للناشئين.وهناك مشكلة أخرى مسيئة وهي انتشار العنصرية التي تظهر على وجه الخصوص في شرق أوروبا حيث اتهمت صربيا بالعنصرية بسبب هتافات المشجعين في مباراة ببطولة أوروبا تحت 21 عاما ضد انجلترا.وفي بطولات أخرى كبرى خلال العام توجت زامبيا بطلة لكأس الأمم الإفريقية في يناير وذهبت الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية للمكسيك التي انتصرت على البرازيل في النهائي فيما نالت سيدات الولايات المتحدة الذهبية في فئتهن.وبينما استعاد ريال مدريد اللقب المحلي في اسبانيا فإن مانشستر سيتي أنهى انتظاره الطويل في انجلترا ليفوز بالدوري الممتاز بعد منافسة قوية على اللقب امتدت للثواني الأخيرة من المباراة الأخيرة قبل أن يتوج للمرة الأولى في 44 عاما.وبينما يمكن للمال الآن أن يلعب دورا كبيرا في شراء النجاح فإنه قد يسبب كذلك مشاكل خطيرة إن لم يتم التعامل معه بالشكل المطلوب وهذا ما اكتشفه رينجرز في اسكتلندا.ولم يفز ناد في العالم بألقاب محلية أكثر من رينجرز الذي حصل على لقب الدوري الاسكتلندي الممتاز 54 مرة لكنه يجد نفسه الآن يلعب في الدرجة الرابعة بعدما خسر المعركة مع مصلحة الضرائب.والآن يلعب النادي مع فرق متواضعة مثل انان اثليتيك وايست ستيرلينج ومونتروز.وإن احتاج رينجرز لأي حافز فعليه البحث في إيطاليا حيث أنهى يوفنتوس موسمه في دوري الدرجة الأولى في 2011 - 2012 بلا هزيمة لينال اللقب في مايو أيار الماضي بعد أربعة مواسم فقط من عودته من الدرجة الثانية التي لعب فيها عقابا على فضيحة تلاعب.