فلاشات ثقافية
الرباط/ متابعات:صدر حديثا للكاتب المغربي محمد أنقار روايته الثالثة (شيخ الرماية) عن منشورات باب الحكمة بتطوان، بعد روايتى (المصري) (2003) و(باريو مالقه) (2007).وتتشكل الرواية من ثلاثة فصول، كل منها يحمل اسما خاصا: عبد الرزاق - محمد - الشيخ. وهى أسماء لأصوات روائية متباينة المزاج والسلوك والرؤية، لكنها تصب جميعا في قصد واحد هو مرويات شيخ الرماية بما فيها من خوارق وكرامات.وخلال الفشل المتكرر لتجارب محمد مع النساء يوطد العزم على السلو والتناسي من خلال جمع حكايات وكرامات جده شيخ الرماية الذي عاش مخضرما بين نهاية القرن التاسع عشر وحوالي الربع الأول من القرن العشرين. وحيث إن محمدا يمارس تجارة ملابس الأطفال ولا يتقن فنون الصياغة السردية؛ فقد استعان بصديقه عبد الرزاق الوردي المناضل ومفتش الفلسفة الذي استغل بدوره هذه التجربة من أجل تعميق تأملاته الفكرية.ولا تجيب رواية (شيخ الرماية) عن سبب فشل (محمد) في كل تجاربه مع النساء؟ هذا السؤال الشائك بصورة مباشرة، وإنما ببطء وتأمل. أو قل إنها لا تجيب بجرة قلم واحدة، لكنها في المقابل تضع بين يدي القارئ مادة نفسية وتراثية ودرامية كثيفة لتجعله من خلالها يجيب بنفسه.و(شيخ الرماية) بفصولها الثلاثة هي رواية الحاضر الساخن والتراث العتيق في نفس الآن. رواية المرأة المعشوقة، والتاجر المتقلب المزاج. ثم هي بعد هذا وذاك رواية تتطلع إلى تصوير وحدة الإنسان في كليته.