قصة قصيرة
[c1]رئيس[/c]قال له الجرذ العجوز : ستبقى بيننا إلى أن تستعيد ذاكرتك، وفعلاً اعتاد العيش مع الجرذان فكان يخرج ، ويلهو معها، كان يأكل من الحاوية نفسها ويشرب من المجرور نفسه، ولكن هاجس أن تعود له ذاكرته لم يفارقه ، وحياته السابقة ظلت محط تساؤلاته ، فكثيرا ما تساءل عن اسمه وكيف كان يعيش وماذا كان يعمل، كل هذه التساؤلات لم تكن تتركه يعيش مرتاح البال ، ومقاطع من الصور المرعبة كانت تحضره بشكل دائم، وبقي على هذه الحال إلى أن سقط في - إحدى رحلات البحث عن الطعام - من أعلى الحاوية إلى الأرض وارتطم رأسه بقوة بالأرض ، ففتح عينيه، وتذكر أنه كان رئيساً.[c1]تمييز[/c]نبذ التمييز العنصري كان يأخذ معظم وقتي ، فما معنى أن يكون الأبيض هو السيد والأسود أو الزنجي هو العبد، وما ذنب الإنسان إذا خلق أسود، وبسبب نشاطي في الدفاع عن حقوق الزنوج والدعوة إلى المساواة وإنهاء كافة أشكال التمييز العنصري ، تخلى عني جميع أصدقائي، أما بخصوص ثروتي فقد جنيتها من عملي في نجارة الخشب ، وتحديدا عندما بدأت بمشروع ( بيتك أجمل مع المرأة الزنجية) فقمت بصناعة تماثيل للمرأة الزنجية، ولاقت هذه التماثيل ترحيباً واسعاً وإقبالاً لا مثيل له .[c1]ظواهر[/c]في الماضي كانت المرأة ذات البشرة البيضاء سيدة المنزل والمرأة ذات البشرة السوداء هي الخادمة بحسب ما تصوره القصص والكتب التاريخية وحتى الأفلام، وكانت تسمى هذه الظاهرة بالتمييز العنصري بحسب اللون .في الحاضر المرأة ذات البشرة البيضاء سيدة المنزل والمرأة ذات البشرة السوداء هي عبارة عن تمثال أو صمدية تزين زاوية من زوايا ذلك المنزل بحسب متاجر التحف والغاليري والأسواق، وتسمى هذه الظاهرة فنا وإبداعاً وزينة ( حقاً لماذا لا توجد تماثيل للمرأة البيضاء مثلاً؟) .[c1]ديمقراطية أبي[/c]الديمقراطية بمفهوم والدي لها شكل آخر، تربينا عليها بل أستطيع القول بأننا رضعناها منذ الصغر، علمنا والدي بان الديمقراطية قبل أي شيء وفوق كل اعتبار، فمثلاً إذا اتفقنا جميعا على شيء ما وكان رأي أبي مخالفاً، فطبعا رأيه يكون السائد وإذا اعترض أحدنا يردد أبي هذه هي الديمقراطية، وإذا زاد الاعتراض يقول هذه الديمقراطية من وجهة نظر شرقية، وهكذا تربينا وكبرنا على الديمقراطية ولم نخالف والدي أبداً، حتى أصبحنا في كل مرة يقول فيها أبي ديمقراطية يردد أحدنا من وجهة نظر شرقية، وديمقراطية أبي تلك التي من وجهة نظر شرقية ما زالت متوارثة بين الأجيال ، فكم أنت عظيم يا أبي! .[c1]قصيدة[/c]قررت في أحد الأيام أن أكتب شعراً ، فتحت الكمبيوتر وجهزت صفحة الوورد واخترت لغة الكتابة وحجم الخط، وبأول قصيدة كتبتها ، أطلقت صفارات الإنذار واستنفرت الحكومة وفروع الأمن والجنائية والجيش وأعلنت حالة الاستنفار وأغلقت المنافذ الحدودية وبدأ العمل بقانون الطوارئ، كان ذلك بعد أن أصدرت الحكومة قراراً باعتقال جميع الأقلام ومصادرة كافة الأوراق وخاصة البيضاء منها.