في حفل إشهار (مؤسسة وجود للأمن الإنساني) بعدن
أجرى اللقاء/محمد فؤاد - تصوير/ عبد القادر بن عبد القادر:انضمت (مؤسسة وجود للأمن الإنساني) إلى كنف أسرة منظمات المجتمع المدني بمحافظة عدن لتعلن من خلال هذا الانضمام أثناء التدشين الذي أقيم في قاعة مكتب حماية البيئة بمحافظة عدن.و تمتلك هذه المؤسسة الإنسانية التي تعنى بقضايا ( النساء وكبار السن والشباب من الجنسين) في مجتمعنا، بترخيص رقم (843) للعام 2012، ويركز مجال ونطاق عملها بالجمهورية اليمنية وبالأخص محافظة عدن.وتسعى المؤسسة لتحقيق أهدافها عبر العمل المنظم في رسم البرامج والمشاريع والأنشطة لاسيما إجراء الدراسات والبحوث الميدانية والمسحية في مقاربة مفهوم الأمن الإنساني وعلاقته بالتمنية وحقوق الإنسان، إلى جانب تقييم أوضاع النساء والشباب من الجنسين والمعوقات التي تؤثر على حياتهم، وأيضا تنفيذ البرامج التدريبية لتأهيل القدرات وتنمية المهارات، وتنظيم قنوات تعارف وتبادل التجارب والمعلومات منها المنتديات وجولات الحوار، من جهة تنظيم حملات المناصرة والتأييد في الدعوة لأجل تحقيق الأمن الإنساني، وتنظيم المؤتمرات واللقاءات والندوات وورش العمل والمعارض ذات الصلة بأنشطة المؤسسة، والترويج للمبادرات المجتمعية للنساء والشباب من الجنسين،والتشبيك وبناء التحالفات مع الشركاء ذوي العلاقة ، ومن ضمن أنشطتها أيضا إصدار المطبوعات ( النشرات،الملصقات، المطويات وغيرها)، إنتاج البرامج الإعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة والالكترونية.وحول حفل إشهار المؤسسة أجرت صحيفة (14اكتوبر) لقاء مع المنظمين والقائمين والجهات ذات العلاقة فكانت الحصيلة كالتالي :الدلالات الإنسانية للمؤسسةبداية تحدث إلينا الأخ عصام وادي رئيس اتحاد الجمعيات في مكتب الشؤون الاجتماعية بعدن حول تدشينه حفل الإشهار الذي عبر عن هذا اليوم باعتباره يمثل يوما يحمل العديد من الدلالات الإنسانية في مجال العمل بالجانب الإنساني والاجتماعي،مشيرا إلى إن الاتحاد يشهد يوميا إشهار العديد من المؤسسات والجمعيات ،معتبرا بالوقت نفسه حفل الإشهار يكمن بتبنيها وتلمسها معاناة الناس على الواقع.ومن خلال حديثه أكد عصام وادي أن المكتب سوف يسهم في تقديم كافة التسهيلات اللازمة لتذليل الصعوبات أمام المؤسسة لقيامها بمهامها تحقيق أهدافها المنشودة والتي تصب في توصيل الرسالة التي تحمل بمضمونها الروح الإنسانية، مهنئاً كل القائمين على هذه المؤسسة (وجود) بالنجاح في مسيرتهم نحو الإنسانية.إشهار المؤسسة ..حدث فارقالتقينا بالأخت مها عوض رئيسة مؤسسة وجود للأمن الإنساني حيث قالت: إن هذا اليوم يعد يوما مميزاً بتماثل تاريخه في (اليوم -الشهر-السنة ) مشيرةً إلى أنهم بهذه المؤسسة يدركون أن هذا اليوم يعد حدثاً فارقاً لن يتكرر في هذا الزمن القريب وإنما سيرتبط بدورة حياتية زمنية مستقبلية،آملة أن تحمل معها كل الخير والسلام لجميع البشر.وأثناء حديثها أوضحت رئيسة المؤسسة «وجود» المغزى الذي يكمن في مؤشراته الثلاثة التي لا غنى عنها ( الحاجة، الهدف،والنتيجة) لكونها تقترن بقيمة الوجود الإنساني في ضوء نهج عام لمسار عمليات التنمية وحقوق الإنسان وفيما تصل إليه.واستعرضت الأخت مها عوض خلال حديثها كيف جاءت فكرة المؤسسة وبما يخص الأمن الإنساني بعد الاطلاع على مرجعياته ، من خلال عرض بعض المعلومات حول مفهوم الأمن الإنساني باعتباره جزءاً من النموذج الكلي للتنمية والذي تبلور في إطار الأمم المتحدة من قبل السيد محبوب الحق وزير المالية الباكستاني الأسبق، وبدعم من قبل الاقتصادي المعروف (امارتيا صن)،مشيرةً إلى أن تقريره للتنمية البشرية للعام1994م شكل بمثابة وثيقة رئيسية اعتمدت هذا المفهوم في إطار مفاهيمي،وبصفة عامة حدد التقرير سبعة أبعاد مخططة تمثل قيم الأمن الإنساني وهي: ( الأمن الاقتصادي، الغذائي، الصحي، البيئي، الشخصي، الاجتماعي والسياسي، حيث وضعت على أساسه المقترحات في جملة سياسات وإجراءات معينة وتلك هي كانت نقطة البداية لإطلاق هذا المفهوم.وقالت الذي يؤكد أن الأمن الإنساني هو ليس مسألة التسلح إنما مسالة حياة الإنسان وكرامته.عين على الواقعوخلال حديثها سلطت رئيسة المؤسسة الضوء على واقعنا اليمني اليوم بات يشهد الكثير من الوقائع التي يمكن الاستدلال بها في قياس هذا المفهوم على حالات الأمن الإنساني التي يعيشها معظم المواطنين من الجنسين بمختلف فئاتهم وأعمارهم أطفالاً وكبارا ًوشيوخاً ،فإن العديد من القضايا الحياتية اليومية في انعدام الأمن المعيشي، الصحي، البيئي،الوظيفي وتكرر إنذارات الأزمات الإنسانية المقبلة على الأمن الغذائي وتفشي مظاهر العنف وارتكاب الجرائم... وغيرها،مشيرة إلى أن كل هذه وما شابهها هي اهتمامات أساسية وذات صلة وثيقة بأبعاد ومصادر تهديدات للأمن الإنساني،معتبرة أن هذه الأمور يمكنها قتل أعداد كبيرة ويفقد معها الكثيرين حياتهم ليس بسبب النزاعات المسلحة وحدها وإنما بسبب استمرار الشعور بالذعر والخوف في ظل عدم استقرار الأوضاع وغياب نظم الحماية من الانقطاع الفجائي والضار بأساليب المعيشة اليومية.المؤسسة والمسؤولية الإنسانيةفي ختام حديثها قالت مها عوض أن المؤسسة والمجتمع أمام وضع في غاية الأهمية والحساسية سواء كما ظهر منه في بعض الصور التي أخذت تعبر عن نفسها بمضمون علني أو بآخر وقد يكون بحجم أوسع ومنه ما لا يزال مخفياً، بأي شكل وعليه يستحق منا هذا الأمر والى بدل الجهود في الالتزامات الجادة والصادقة لمواجهتها والتخفيف من خطورتها في العمل على تبني مفهوم الأمن الإنساني ضمن كافة عمليات التغيير والبناء بما يخدم ظروف وواقع مجتمعنا وبلدنا بالاستناد إلى مشاركة مجتمعية حقيقية وفاعلة لأجل تحقيق الأمن الإنساني للجميع.واثنت رئيسة المؤسسة على الجهود التي بذلها فريق المؤسسة الرائع كلاً بمسمياته من تعاون وتكامل فاعل ومؤثر في صنع هذه المؤسسة وإظهارها إلى حيز الوجود.وجود ..الرؤية والرسالة والأهدافتعتبر مؤسسة وجود طوعية غير حكومية وغير ربحية تسعى من خلال برامجها وأنشطتها في الدفع بعملية التنمية وحقوق الإنسان وتوسيع الفرص للمشاركة المجتمعية وبالتحديد أمام النساء والشباب من الجنسين لصنع مستقبل أفضل للأمن الإنساني.تكمن الرؤية التي تحمل شعار» يداً بيد لنجعل العدالة أساس التنمية المستدامة وحقوق الإنسان من اجل تحقيق الأمن الإنساني»،وتشير برسالتها إلى أن الإنسان يعد جوهر الحياة وأساس تطورها لذلك يجب العمل،والسعي للتخلص من كافة المصادر التي تهدد أمنها سواء كان اقتصاديا آم سياسيا أو اجتماعيا أو ثقافيا من خلال التركيز على الإصلاح المؤسسي والمجتمعي والبحث عن سبل تنفيذ ما هو قائم من اتفاقات ومعاهدات عربية ودولية وقوانين وتشريعات محلية لضمان وحماية حقوق الإنسان وهو ما لا يمكن تحقيقه بمعزل عن التنمية الإنسانية المستدامة بأبعادها المختلفة. وتهدف المؤسسة إلى تعزيز نموذج للأمن الإنساني والعمل به ضمن بناء الدولة الحديثة إلى جانب الدعوة لتيسير ودعم الظروف التي تعزز الأمن الإنساني والتحرر من الفاقة من خلال إحراز قدر من التقدم الاقتصادي والاجتماعي،إلى جانب التحرر من الخوف والتخفيف من حدة الصراعات المسلحة وأشكال العنف..وضمان حرية العيش بكرامة، وحماية الحقوق والحريات.