ذكرى جمال :إن تزويج الفتيات في سن الطفولة أمر بالغ الخطورة والقسوة والجحود بحق طفولتهن وتعد على حقوقهن البسيطة في عيش هذه المرحلة بسلام وعنفوان .ألا يجب على أولياء الأمور حفظ بناتهم ورعايتهن رعاية صالحة رغم الفقر والحياة الصعبة؟ صحيح أن بعض الأسر فقيرة وبالكاد توفر زادها اليومي ولكن هذه العيشة أهون من أن يخطو ولي الأمر نحو هذا العمل الشنيع أو ما يعتبرونه حلاً وهو تزويج بناتهم في سن الطفولة وقتلهن بالحياة... ألا يفضلن العيش على ماء وكسرة خبز يابس على إدخالهن سجناً مظلماً يتصف بالتعذيب النفسي والبدني؟!!ما بال الآباء و أولياء الأمور ألا يستطيعون التروي حتى يبلغن سن الرشد ويصبحن قادرات على ادارك هذا الأمر ومستعدات له ذهنياً وجسمانياً ؟ أنا اعلم أن هناك اختلافات معيشية من أسرة إلى أخرى فبعضهم يزوجوهن خوف الفقر والبعض خوف جلب العار والبعض الأخر طمعاً في عيشة أفضل ولكن جميع هذه المبررات ترمي إلى فاجعة كبرى والى مصير مؤلم لهؤلاء الأطفال الإناث إما إلى القبر أو إلى المشفى في حالة خطرة أو يسبب لهن عقد وأزمات واختلالات نفسية وليس هذا فحسب وإنما يؤثر على الجنين الذي يحمله جسد اكبر منه بسنوات قليلة... هل ترون أن النفس البشرية التي خلقها المولى وجل شأنه - نفس رخيصة وبسيطة ويمكن الاستغناء عنها بكل سهولة ورميها من الخلف في حفرة عميقة مظلمة دون ذنب ارتكبته؟؟!!فإذا لم تخشوا من الخالق انظروا إلى المخلوق الضعيف بعين الرحمة، انظروا إلى أعين الصغيرات النظرة التي توصل إلى القلب انظروا إليهن والدمعة تمزق فؤادهن الرقيق وهي كحد السيف تطعن البراءة والطفولة فيصبحن ينظرن إلى آبائهن بعين طلب التراجع عن حكم الإعدام. فإذا لم تحرك تلك النظرة مشاعر هؤلاء الأولياء يجب ردعهم لأنهم تخلوا عن الإنسانية وكل معاني الالتزام والمسؤولية ويجب الفصل النهائي وإعلان الجلسة الأخيرة للنطق بالحكم غير القابل للاستئناف وطرق الطعن في تحديد سن الزواج وفرض عقوبة مشددة على من تسول له نفسه ويقوم مخالفة هذا الحكم مهما كان منصبه أو وصفه الاجتماعي و(كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).
|
اطفال
قتل الطفولة
أخبار متعلقة