د. زينب حزامأعود بمخيلتي إلى الستينيات من القرن الماضي، رغم أنني كنت صغيراً ألا أنني أتذكر كيف كنا نرمي جنود الاستعمار البريطاني بالحجارة، وكنت أعي في تلك الفترة أنه آن الأوان لرحيل الاستعمار البريطاني من عدن، كانت إذاعة عدن تبث الأغاني الوطنية والحماسية، ولعبت الأغنية الوطنية دوراً كبيراً في ترسيخ الفكر والفن والإيمان بأعماق كل إنسان، ولا أزال أتذكر صوت الفنان الكبير محمد محسن عطروش أطال الله في عمره وهو يغني: برع يا استعمار [c1] *** [/c] من أرض الأحرارومن الأغاني الوطنية التي لعبت دوراً هاماً في الثورة اليمنية، أغنية الشاعر اليمني الراحل عبدالله هادي سبيت التي تقول:يا شاكي السلاح [c1] *** [/c] شوف الفجر لاححط يدك علىالمدفع [c1] *** [/c] زمان الذل راحهذا الغير سيد [c1] *** [/c] وإحنا له عبيديا من مات والله [c1] *** [/c] إنه من القهر استراحهذا الماء سال [c1] *** [/c] هذا الغصن مالهذا الزهر يتبسم [c1] *** [/c] على ضوء الصباحكما يؤكد الشاعر الكبير الراحل عبدالله هادي سبيت ضرورة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني ويقول:يدك يا أخي.. يدك يا سخي أرضك ملك لك والمغتصب حتماً يزاحبالله لا الأمام باتحمي السلاحبالله نشعل الثورة كفى من قول آح..ومن كلماته التي لحنت وغنيت قبل الاستقلال هذه الأغنية التي خاطب بها أبناء وطنه، ودعاهم إلى النضال والكفاح المسلح، ضد الاستعمار البريطاني:يا ذى عشت في نارين[c1] *** [/c] تتغسل بدمع العين شوف الناس باليدين [c1] *** [/c] هدوا الظلم في يومينأوطانك [c1] *** [/c] لا ترضى لها بالذلمن شانك [c1] *** [/c] كم ينفى وكم يقتلوالأحرار [c1] *** [/c] ذا ما سألوا عنهوسط النار [c1] *** [/c] ربي سألتهم جنةكم لك على جسمي [c1] *** [/c] وجسمك من جراحإيمانك سلاح [c1] *** [/c] ضامن بالنجاحلا تحيا على الأيام [c1] *** [/c] مقصوص الجناحويواصل الشاعر الراحل عبدالله هادي سبيت قصيدته الوطنية قائلاً:بالله يا شباب [c1] *** [/c] آن الاكتتابأرضي والنبي [c1] *** [/c] ويل الأجنبيديني ومذهبي [c1] *** [/c] يأمرني أن أحمل السلاحيدك يا أخي [c1] *** [/c] يدك يا سخيكم لك كم على [c1] *** [/c] جسمي وجسمك جراحإيمانك سلاح [c1] *** [/c] ضامن بالنجاحلا تحيا على الأيام [c1] *** [/c] مقصوص الجناحويواصل الشاعر أبيات قصيدته ويختتمها بقوله:يا الله يا شباب [c1] *** [/c] آن الاكتتابيا دي عشت في نارين [c1] *** [/c] تتغسل بدمع العينوهذه الأغنية قام بتلحينها وغنائها الفنان اليمني الكبير الراحل إسكندر ثابت.كما ساهم الفنان الكبير محمد سعد عبدالله في تقديم عدد من الأغاني الوطنية عند قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر والاستقلال الوطني في 30 نوفمبر ورحيل الاستعمار البريطاني من عدن منها:(قال بن سعد) و(يا يمني هذي بلادك) و(الذهب الأحمر) وأغان أخرى قدمها بواسطة الأسطوانات في عدن المستعمرة آنذاك وله المزيد من الأغاني الوطنية بعد جلاء الاستعمار البريطاني من عدن وأثناء الحصار الظالم على مدينة صنعاء لإجهاض الثورة الأم، مثل أنشودة (بلاد الثائرين) وأغنية (سعيدة) التي يقصد بها اليمن السعيد وأوبريت (زائر من الأرض).كما قدم أنشودة (مواكب الثورة) مع الفنان الكبير الراحل يوسف أحمد سالم ويقول الشاعر القمندان في أنشودة (بلادنا نحبها):بلادنا نحبها لحج وواديها تبنفيها الجناحين بيزج وفالج رب اسقها من عدنلحج الهنا تبن الرخاء لله درك من وطنبالروح نفديك وهل لك أيها الوادي ثمنأجري كما تهوى فإن الرعد فوق الحيد حنواسقي العبادل يا تبن إما عسل وإلا لبنيا لحج أنت عزة الدنيا ويعسوب اليمن.
|
فنون
دور الأغنية في ترسيخ الفكر والفن والإيمان بأعماق كل إنسان
أخبار متعلقة