اجتماع حكومة الوفاق الوطني بمدينة عدن، هو أول الغيث، أو قطرة في بحر هذه المدينة التي عانت كثيراً وخاصة من عام 1994م، عندما تم هضم المدينة وأهلها ولعبت بهم السياسة (رام فلاش) كما يقولون، واصبح الموضوع بمثلما كان يحدث في الزمن الغابر للشاعر اليمني الجاهلي امرئ القيس الذي كان يواصل نومه حتى يفيق ويسأل زوجته: ما الوقت .. فتجيب عليه: (اصبح ليلاً)!نعم هكذا نقول لوزراء حكومة الوفاق ورئيسهم المحترم الشخصية المحبوبة الأستاذ محمد سالم باسندوة .. هكذا نقول لهم إن تفويضكم لمكاتب الوزارات كلام سمعناه منذ سنين طوال، ولكن واقع الحال أن الأمر سيظل يراوح في المركز، وأن هذه المكاتب لاتحرك ساكناً وترمي بالأمور على المركز من خلال الوثائق ليس إلا في حين المركز يتحكم برقابنا ويكافئنا بالجحود وهو مكافأة نهاية الخدمة التي كنا ومازلنا نرفضها، حتى ولو كان الكلام معسولاً لكنه في داخله يحمل السم القاتل.نقول لحكومة الوفاق لا ترموا بمسؤولياتكم لفروع الوزارات أو المكاتب التي قد شل عملها،ويدار مركزياً عبر (موظفين فاسدين) اثروا ولا من يحاسبهم .. وما يزيد الطين بلة ان يعطي مجلس الوزراء هذه الصلاحيات لمزيد من ممارسة الظلم والإقصاء وحظوة ذوي القربى وظلم غيرهم .. لذلك نريد من الحكومة ان تعسكر بعدن لترى ما يجري في المدينة، ولتحس بعذاباتنا وتعيش معنا هذه المأساة لحظة بلحظة، وهو ما سيجعلها تلمس مشكلاتنا أولاً بأول .. ونقول باختصار شديد لحكومة الوفاق ورئيسها لا تمنحونا يوماً أو يومين لنكتحل بصوركم البهية وبعدها تغادرون، وقد حققتم لنا مصائب اخرى، لعل منها تكلفة بقائكم عندنا معززين مكرمين مادياً ومعنوياً وسياسياً .. والخ!وعلى أساس ما قلناه .. لا نريد إلا عملاً ملموساً يشرف عليه الوزراء بأنفسهم ونحن متأكدون ان (اسبوعاً) من بقائهم هنا سوف يصلح الحال نسبياً .. أما بعد ذلك فسيزداد الظلم والألم وستستغل تلك الصلاحيات لمن هم في السدة، والفساد غول لا يرحم احداً في هذه المدينة ابداً.أيتها الحكومة الموقرة ابدأوا بالتربية والتعليم فهي (أُس) الامور كلها، ولو نقبتم بدقة ومتابعة جادة ستجدون الظلم بعينه رديفاً لكل تربوي في حله وترحاله وعمله ومعيشته .. وسترون مبلغ الظلم الذي يباهى به على أنه أحسن الحالات المستقرة في بلادنا .. وهو اكذوبة كبرى ليس إلا!هل يا ترى قد بلغنا .. اللهم فاشهد علينا جميعاً يا ارحم الراحمين.
|
آراء
ما نريده من حكومة الوفاق
أخبار متعلقة