سطور
عرض / طارق حنبلة وقع في يدي موخراً كتاب رائع حقاً ومتميز وشيق للغاية كان قد أهداني إياه صديقي وأخي العزيز الدكتور طارق السقاف حينما كان في مرحلة بحثه عن شهادة الدكتوراة التي حصل عليها طبعاً وبتقدير كما عودنا جميعاً. الكتاب حمل عنوان قصص من الغموض والخيال للكاتب الأمريكي إدجار آلان بو وقد قام بترجمته إلى العربية الدكتور طارق السقاف قبل حصوله على الشهادة العليا بفترة قصيرة وهو انتهى تقريباً مؤخراً من إعداد كتاب آخر وعد بإهدائي نسخة منه في القريب العاجل وكلي ثقة بأنه في ذات المستوى ذلك لان دكتورنا المحبوب والخلوق حقاً والمترجم السقاف في رؤاه وحقول بحثه وعوالمه الفكرية رسخ في أذهاننا شيئاً واحداً وهو انه لا يعرف إلا الارتقاء من مساحة إبداع إلى مساحة أكثر اشراقاً وبهاءً. الكتاب من إصدار الهيئة العامة للكتاب ويقع في (123) صفحه من الحجم المتوسط ويضم مجموعة من القصص الخيالية الغامضة وهي الميزة التي تميز بها العبقري الأمريكي القصصي إدجارآلان بو منها ( الإعصار - البق الذهبي - الحفرة والبندول - الرسالة المسروقة - القدر المحترم - أنت الجاني - برميل الامونتيلدوا) وقصص وروائع خيالية أخرى تذهب بك نحو فضاءات المتعة والإثارة والتشويق والحس الجمالي وبألق إبداعي منقطع النظير. واليك عزيزي القارئ في هذه العجالة نبذة مختصرة عن صاحب هذه القصص الشيقة والمثيرة الكاتب الأمريكي إدجار آلان بو كما جاء في مقدمة المترجم: ولد في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1809م وكان والداه ممثلين في فرقة متنقلة. وقد ماتا قبل أن يكمل عامه الثالث وبعدها تبناه تاجر من ريتشموند يدعى “ جون آلان “ وقد أعطاه اسمه الثاني كي يحمله إدجار ولم يكن طالباً متفوقا في المدرسة كما أننا لا نعرف الكثير عن السنوات الخمس من حياته التي قضاها في المدرسة ( 1820-1815) . في عام 1826م التحق بجامعة فيرجينيا ولكنه لم يستمر بها أكثر من سنة لكثرة ديونه وكانت ديونه هذه نتيجة للتبذير ولعب القمار والمراهنة. التحق إدجار بالجيش عام 1828م وكان في هذه الفترة قد بدأ بالكتابة وخصوصاً الشعر وكان يطبع كتبه على نفقته الخاصة وقد ساعده أبوه بالتبني جون آلان بالالتحاق بالكلية العسكرية ولكن (بو) لم يكمل تعليمه بها. وقد أعجب زملاؤه في الكلية العسكرية بأسلوبه في كتابة الشعر كثيراً وساهموا معه مادياً لطبع مجموعة من قصائده وقد وجد ( بو) نفسه في كتابة الشعر ولكن شعره لم يكن يساعده على كسب ما يكفيه للعيش.. فأصبح بعد ذلك كاتباً لعدد من المقالات والقصص لبعض من الصحف وأصبح بعدها ناقداً ادبياً لأعمال الغير ومن هنا بدأت الشهرة تنتقل إليه وبسرعة وكان نقده لأعمال الغير قوياً ورصيناً كما امتاز بأنه ذو رؤية لمدى ابعد وقد امتدحه الروائي الكبير تشارلز ديكينز عندما كان في بداية الطريق وشجعه على الكتابة. ولكنه انتقد بعض الأعمال التي لم يكن لها أي قيمة أدبية لبعض الكتاب المعاصرين له في الولايات المتحدة الأمريكية وقد بين انه أثناء كتابة القصص القصيرة يجب على القاص أن يركز على ما اسماه وحدة التأثير والتركيز على مؤثر واحد فقط ( القارئ) وليس على عدد من المؤثرات وأثناء الكتابة أصبح ( بو) شيئاً فشيئاً مغرماً بكتابة القصص التي تمتاز بطابع الغموض والخيال والرعب.