سطور
عرض وتحليل : عبدالإله سلام أنثى تخرج من عباءتها تظهر على الواقع المحسوس والملموس بسرد جديد يحصد الأخضر واليابس فلقد جمعت سماح واقعها بتلك المجموعة الجديدة ( الشمعة الثامنة) ظهرت أنثى السرد لتتحفنا بعمل سردي ولتزود المكتبة اليمنية بتلك المجموعة القصصية القصيرة. سماح رياض ملهي تكتب القصة القصيرة جداً بأنامل ناعمة لتفي بغرضها حيث تعلق قصصها على الواقع المعاش فهي تلازم واقعها بمعنى الكلمة، والشمعة الثامنة أول مجموعتها التي صدرت عن وزارة الشباب والرياضة وفازت بجائزة رئيس الجمهورية ، تتطلع سماح إلى واقعها المتدني ومنها تسوق واقعها إلى هدفها الذي اختارته والمجموعة ليس لها فهرس أو مقدمة . أهدت مجموعتها إلى أمها الحنون اولاً ثم إلى خالها الموسيقار احمد الراحل دون أن يودع. والى كل الذين أحبتهم.. هذه هي سماح بإهدائها التي ستصبح دكتورة صيدلانية ورغم دراستها الشاقة إلا أنها لم تترك واقعها المجنون فإنها تقفز فوق الواقع بحلوه ومره ، وقصصها التي نشرتها في مجموعتها الأولى تجعلنا نصب كل ما كتب على الواقع وسماح عضوة في الصالون الأدبي تعز وقد اصدر الصالون الأدبي كتاباً بعنوان ( نصوص بلون الفجر) وكان لسماح نصيب منه بقصتين قصيرتين والكتاب جمع ست عشرة فتاة من عدن وتعز واب وذمار وصنعاء وحضرموت ، وكان لأنثى السرد باع تناولن جميعاً واقعهن المعاش. سماح بمجموعتها الأولى التي تحتوي على أربع وثلاثين قصة وأقصوصة لم يتجاوز النص صفحة واحدة أو اقل من ذلك وعلى واحد وأربعين صفحة ترمي سنارتها في الواقع لتصطاد قصة أو تعزف ليكون لحناً وترسم قصة.. لم يخن الزمن سماح لواقعها الذي خرجت منه. سنتكلم عن الشمعة الثامنة التي هي عنوان مجموعتها وهي القصة التي كانت معجونة بين الحب والفرقة وبين الفرح والبعد والفائزة بالجائزة.تقول في قصتها ، بعد أن تناولت وجبة الغداء بمفردها بدأت بتنظيف المنزل، فأزالت الأوساخ عن الجدران فنظفت منزلها بهمة .. انه يوم الإجازة الذي تمنت إن يأتي وعند تنظيفها لجدار غرفتها المجاورة رأت التقويم وكان التاريخ في ذلك اليوم 2/21 نظرت إليه ونظفت بجانبه ثم التف إعصار التاريخ في عقلها وسألت نفسها ماذا يعني لي هذا التاريخ ؟ عرفت اخيراً ماذا يعني هذا اليوم . تقول في قصتها : قامت واعدت الطعام على المنضدة وأصلحت حالها وانتظرت قدومه راحت تبحث عن الشموع لم تجد سوى سبع شمعات ذهبت لتبحث عن الشمعة الثامنة فوجدتها شمعة تصغر جحماً . تقول: ذهبت لتتزين مر الوقت ولم يأت رمت نفسها على السرير بكل زينتها ولم تأبه. القصة توحي إلى الفرح والفرقة والبعد .اخيراً يرن جرس التلفون تظنه جارتها النمامة، ليكون على التلفون بعد أن اعتذر لها انه سيأتي ليكون اليوم المنتظر. قال لها انه اليوم وليس الأمس لقد نزع ورقة التاريخ هو.. القصة لها أبعاد كبيرة من حيث مدلولاتها. في أخر القصة يقول لها : انهضي عزيزتي كما أنت وأطفئي الأنوار وأضيئي الشموع واتركيني أرى بريق عينيك في الشمعة الثامنة. لقصص سماح نوع من الارتقاء إلى الواقع كما في قصتها متقاعد أو حرمان نعمة وكثير من قصصها التي في المجموعة وقارئ المجموعة يتبين له أن سماح قد خاضت الواقع بكل ألوانه جديده وقديمه لقد وضعت النقط على الأحرف فجعلت سرد المرأة يظهر بوضوح . إن واقع المرأة اليوم أحسن حالاً من الماضي، فالمرأة أصبحت متعلمة وقادرة على أن تضع نفسها في المكان المناسب فهي الأم والزوجة والأخت والبنت، وأصبحت المرأة الطبيبة والمدرسة والمهندسة والقادرة على العطاء في ميادين العمل.. شكرا لك على الإهداء لهذه المجموعة سماح تعتبر واحدة من هؤلاء نقول لسماح مبروك لك المجموعة.. الجديدة ومزيداً من العطاء لك ولأنثى السرد.