القوى المدنية المصرية ترفض تصريحات مرشد الإخوان وتؤكد أن القضاء سيثبت من الجاني في أحداث «الاتحادية»
القاهرة / متابعات :رفضت القوى المدنية تصريحات الدكتور محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين التي نفى فيها حكمه للبلاد، كما اتهم القوى السياسية بأنها تمارس ما سماه بـ«فساد واستبداد وإجرام»، وتأكيده على أن الإخوان سيدافعون عن الدستور مهما وصلت التضحيات.وقال الدكتور وحيد عبد المجيد، عضو جبهة الإنقاذ الوطني، إن هذه اللغة تغلق مجال الحوار، والرد عليها لا يليق قائلا: «نرجو أن تكون هناك لغة أفضل من ذلك، خاصة إذا كانت هناك نية سابقة للخروج من الأزمة الجالية».وقال عبد الحميد: « أنهم طالبوا بندب قاضى تحقيقات محايد للتحقيق في أحداث الاتحادية، وأضاف: «أعلنا سابقا أننا ضد العنف والتاريخ عرف جيدا من الذي بدأ بالعنف وكل هذا واضح ولا يمكن إنكاره».وأشار إلى أن القوى السياسية لا تطالب بإسقاط الرئيس إنما تطالب بتصحيح المسار واستبعاد مسودة الدستور المشوه وإلغاء الإعلان الدستوري.وقال أحمد بهاء الدين شعبان مؤسس الحزب الاشتراكي، إن هذا الحديث متوقع فلا يمكن لمرشد الإخوان الذي ربى ميلشيات إرهابية، وقام على رعايتها طوال السنوات الماضية أن يدافع عن الديمقراطية والحرية، ولا يمكن لمرشد عاش في كهوف وجحور أن يحرج من هذه الدائرة.وتابع أن اتهامه للقوى السياسية بأنها فساد واستبداد وإجرام فهو حديث يجب أن تتهم بها جماعة الإخوان ذاتها، فاستبدادها واضح في الإعلان الدستوري، ومشروع الدستور الذي أنجز بشكل واضح، واتهامها واضح في قتل الشهداء والمصابين بجمعة كشف الحساب وأحداث الاتحادية.واعتبر بهاء الدين شعبان أن فساد الجماعة عنوانه الأساسي التعامل مع النظام السابق والدليل على ذلك أنه قام تعيين 8 من النظام السابق بوزارة هشام قنديل الحالية، وأبقى على كل أجهزة النظام السابق دون حساب.وأشار إلى أن كل العالم شاهد على بلطجية الإخوان وهدمهم لخيام المعتصمين السلميين أمام قصر الاتحادية وأنهى شعبان تصريحاته قائلا: «إن خطاب بديع استمرار لأكاذيب جماعة تكشفت حقيقتها بأسرع ما يمكن حيث اكتشف الشعب خداعها».وقال إن اتهام القوى السياسية وجموع الشباب بإسقاط نظام باع قضيتها، والزعم أنهم يتقاضون أموالا من الخارج هي اتهامات مبارك نفسها ، ولكن هذا الأمر ليس غريبا، فالإخوان ينتمون لمدرسة واحدة تقوم على الاستبداد ومعاداة الحرية وعدم الإيمان بالحوار الحقيقي الجاد والذي يعرف أن الوطن شراكة للجميع.وقال ممدوح حمزة الناشط السياسي والمهندس الاستشاري إن بديع عليه أن يقول ما هي الأدلة التي يملكها ليثبت صحة كلامه وتابع قائلا: «أرجو أن يقول من أين له كل هذا من مقر في المقطم يقدر بملايين وعلاقاته بالحكومات الأجنبية مع اختلاف الأيدلوجية، ماذا يحدث في سيناء ومن يدفع ثمن الأتوبيسات التي تأتي بالمتظاهرين».وأكد حمزة أنه ضد الاعتداء على المقرات وعلى المنازل خاصة لما لها من حرمة، رافضا حديث بديع بأنه ليس من يحكم مصر قائلا، لا أصدقك مكتب الإرشاد يحكم مصر، وهو يحاول الآن أن يتملص المسئولية من الخطأ الذي وقعوا فيه.وأشار إلى أن القضاء والتحقيقات هي التي ستثبت من المسئول والجاني في الأحداث الأخيرة وعن حديثه بأنهم سيدافعون عن الدستور قال هذا هو ما يريدونه، دستور لفئة تحكم مدى الحياة.كما طالب الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور بندب قاض للتحقيق في وقائع القتل والتعذيب التي حدثت في محيط قصر الاتحادية وقال في تدوينه ظهر أمس على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: مطلوب فورا من وزير العدل ندب قاض للتحقيق في ملابسات القتل و التعذيب في محيط الإتحادية.. كفانا بيانات مغلوطة والإختفاء وراء اللهو الخفي.من جهته أكد المستشار محمود حلمي الشريف المتحدث الرسمي لنادي القضاة المصري أن اعتذارات القضاة تتوالى لإعفائهم من الإشراف على الاستفتاء الشعبي على الدستور المقرر إجراؤه في 15 ديسمبر الجاري، مشيرا إلى أن نادي القضاة يتابع الأزمة الجارية ومستجدات الأحداث، ويأمل في أن تنتهي في أسرع وقت ممكن، وأن يغلب الجميع المصلحة العليا للوطن.وقال «الشريف»:إن القضاة يشكون من اللجنة العليا للانتخابات التي ستشرف على الاستفتاء، نتيجة عدم استطاعتهم التواصل معها سواء عن طريق التليفون أو الفاكس، موضحا أن النادي يتلقى اعتذارات مستمرة من القضاة من خلال الفاكس أو بالتليفون، وفى سبيله لإرسال هذه الاعتذارات للجنة العليا للانتخابات.ويواصل القضاة، اعتصامهم الرمزي بمقر نادي القضاة الرئيسي بالقاهرة لليوم الثالث عشر على التوالي، مشددين على أنهم لن يتراجعوا عن موقفهم، حتى يتم إلغاء الإعلان الدستوري «المنعدم» بحسب وصفهم، وإنهاء كافة آثاره.وكان الهدوء قد ساد صباح أمس السبت محيط قصر الاتحادية بمصر الجديدة وذلك في أعقاب مظاهرات حاشدة شهدها محيط القصر طوال أمس الجمعة إحتجاجا على الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية في 21 نوفمبر الماضي والاستفتاء على الدستور.من جهة أخرى, شهد محيط الاعتصام لوحات فنية رائعة من رسامي الجرافيتي الذين قاموا برسم تابلوهاتهم المعبرة على الجدار الخرساني الذي تم نصبه أمس أمام نادي هليوبوليس وعلى بعض أسوار قصر الاتحادية.