إعداد/ زكي الذبحانيمدنية بطابعٍ هش ومغرياتٍ زائفة، تسللت إلى حياة الناس فأحدثت تغييراً واسعاً في نمط عيش معظم من كان عصياً عليه في الماضي الجنوح إلى الكسل والخمول..لا شك أن التطور التقني والتكنولوجي المتسارع في شتى المناحي سهل وطوع الحياة ويسر على الناس التواصل فيما بينهم فأزاح عن كاهلهم الكثير من المشقة والعناء..هي نعم - إذن- تستحق الثناء لا النكران، ولا تبدو كذلك إذا ما سلك معها المسن المسلك الخطأ، فالحداثة بمغرياتها الفارهة قد تؤثر سلباً في أسلوب ونمط عيش الكثيرين وتفضي إلى حالةٍ من الخمول وقلة الحركة والنشاط؛ في انقياد عبثي يزداد معه الوضع سوءاً ويتضاعف التهديد على الصحة في حالة الإدمان على التدخين أو القات وعلى أيٍ من المنبهات أو المسكرات، مع الميل والانقياد لعادات وأنماط غذائية غير صحية دخيلة أضفت على الموائد والوجبات أغذية غنية في سعراتها الحرارية لا تلائم المسنين مطلقاً أو تفيد صحتهم بشيء -على الإطلاق- بقدر ما تلحقه من أضرار، بل تعد سبباً في زيادة الوزن والسمنة وما يترتب عليهما من مساوئ وخيمة فاقمت وعززت انتشار أمراضٍ مزمنة خطيرة بشكلٍ غير مسبوق كداء السكري والأمراض القبلية والوعائية واعتلالات الكبد والجهاز الهضمي.. الخ.ناهيك عن دخول الأغذية المعلبة المحتوية على مواد حافظة وكذا المعدلة وراثياً وتلك التي تحتوي على مواد محسنة للون أو النكهة إلى سلسلة الغذاء الذي يتناوله المسنون، وفي مجملها - بحسب الدراسات علمية- أضرار جسيمة تقود إلى الإصابة بالسرطان أو إلى أمراض مزمنة أخرى خطيرة قد تفتك بالمرضى في نهاية المطاف.وها هي المستشفيات من حولنا تعج بحالات حرجة غالبيتها من المسنين الذي يعانون أمراضاً مزمنة، في مشهدٍ يبعث على الأم والأسى.ولو نظرنا من حولنا إلى المسنين الأفضل حالاً والأوفر صحة سنجدهم يحيون حياةً متزنة مفعمة بالحركة والنشاط المعتدل بلا قاتٍ، بلا تدخين أو أيٍ من العادات السيئة التي تؤثر سلباً على الصحة، حياة قوامها الاتزان والاعتدال في التغذية، تتسم بنظامٍ غذائي صحي يلائم كبار السن، في صدارته الخضراوات والفواكه الطازجة والخبز الكامل غير المنخول واللبن الزبادي أو الرايب قليل الدسم..ولنا في الدكتور عبد العزيز المقالح- ذلك الشاعر الألمعي الكبير في السبعينيات من العمر- المثل الأعلى على أفضلية الاختيار لأسلوب العيش الصحي، فلا يزال علماً يسمو بشعره الجميل وعطائه الأكاديمي المتميز، فقد عرف قيمة الحياة مثابراً متزناً في نمط عيشه ومحافظاً على صحته، فتألق نجمه وسطع ضياؤه في سموات الشعر والأدب.
المسنون..وصحة بلا عناء
أخبار متعلقة