أكدت أن أغلب القبلات في السينما ليست حقيقية وتقوم على (الخدع)
حاورها: العباس السكري:على مسرح حياة نجمة مصر الأولى نبيلة عبيد، حكايات سينمائية ودرامية ومسرحية، ترجمت خلالها مشاعر وأحلام فتيات جيلها وأجيال أخرى، بتنقيبها في قضايا المجتمع والمرأة والعاطفة، فهي الزوجة العاشقة في (العذراء والشعر الأبيض)، والصحفية الجريئة التي تقف ضد الفساد في (قضية سميحة بدران)، وفتاة الشارع البلهاء في (تووت توت)، والمرأة القاتلة في (التحدي)، سينما نبيلة عبيد ألقت الضوء على كل قضايا المرأة والعصر والأبناء ومراحل المراهقة في سلسلة أفلامها (اغتيال مدرسة) و(هدى ومعالي الوزير)، و(عتبة الستات) و(أبناء وقتلة) و(أرجوك أعطني هذا الدواء) وغيرها.التقينا نجمة مصر الأولى، في حوار خاص تحدثت فيه عن سينما الماضي والحاضر، وكشفت عن أواصر صداقتها بالكاتب إحسان عبدالقدوس، ومدى تأثير رواياته على حياتها الفنية، وذكرت خلال الحوار اعتزازها بآخر أعمالها الدرامية (كيد النسا)، معتبرة إياه بأنه ساهم بشكل كبير في انتزاع ضحكات الجمهور في وقت ماتت فيه الابتسامة والضحكة.* بعد سينما (فاتن حمامة) و(سعاد حسني) وسينما (نبيلة عبيد)، أين ذهبت (سينما المرأة) الآن؟** اختفت ملامحها بشكل واضح في الفترة الأخيرة، ولم يعد هناك بريق يلمع لأي نجمة في أفق سينما المرأة، بدليل أننا لم نر في الفترة الأخيرة نجمة أثبتت وجودها واحتلت مكانة سينمائية مميزة، مثل كبار النجمات اللائي ظهرن في المراحل السابقة، بدءا من راقية إبراهيم ومديحة يسري، مروراً بجيل فاتن حمامة وسعاد حسني ومريم فخرالدين، إلى جيلنا، لكني أعتقد لو أن بعض نجمات تلك المرحلة اختارت روايات تحمل مضمونا ورؤى وأفكارا وقضايا تمس المجتمع المصري، وعجلة الإنتاج دارت بشكل قوي ووفرت لهم الإمكانيات المناسبة، ربما تعود سينما المرأة من جديد، ومن هنا أطالب الدولة بالتدخل الفوري لإنقاذ صناعة السينما من كبوتها، حتى تعود الريادة السينمائية لمصر وسط العالم العربي، مثلما كانت على مدار سنوات طويلة.* لو أخذت النجمات الحالية (الروشتة) التي وصفتها لإنقاذ سينما المرأة، هل سنرى نماذج مثل نادية لطفي وهند رستم، على الشاشة مرة أخرى؟** بالطبع لا، لأن كل نجمة تحمل بداخلها حالة فنية خاصة، ولها طابع خيالي تمتاز به، إضافة إلى الاختلاف في الفكر والرؤى، لذلك من الصعب إعادة إنتاج نجمات الزمن الجميل مرة أخرى، وبالمثل النجوم الحاليون لن يتكرروا في الأعوام المقبلة، وبصراحة التكرار مش (حلو).* (أرجوك أعطني هذا الدواء) و(أيام في الحلال)، كيف ترسم بطلة روايات إحسان عبدالقدوس ملامح سينما كاتب المرأة؟** من مجاملة القدر لي أن أصبح بطلة لروايات الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، الذي كان يكتبها بفكره وأعصابه ونبضاته وواقعيته في الحياة، وسينما عبدالقدوس كانت نماذج متفردة في الحياة العامة، حيث كان الكاتب يطرح قضايا المجتمع بمرآة الحقيقة والصدق، وينقب داخل عاطفة المرأة بحياء شديد، وكان رأسه مثقلا بهموم المرأة بشكل خاص، وكان عقب انتهائه من كتابة القصة يهاتفني تليفونيا ليخبرني أن هناك قصة ستنشر على صفحات الأهرام ويطلب مني قراءتها، أو يرسلها لي، لإبداء الرأي فيها، وكنت أقرأها جيدا وأدرس الشخصية، ثم أقوم بعرضها على المنتج وينفذ العمل، وعندما كان يرشحني عبدالقدوس لأي دور أقبله على الفور بلا تردد.* قدمت أعمالا للعالمي نجيب محفوظ منها (الشريدة) و(سمارة الأمير)، ما الفرق بين سينما أديب نوبل وسينما عبدالقدوس؟** أكثر من عمل قدمته للأديب العالمي نجيب محفوظ على الشاشة، وأضافت الكثير لمشواري السينمائي، وبعيدا عن الفرق بين سينما أديب نوبل وسينما إحسان، أعترف بأنني (اتهزيت) سينمائيا بعد رحيل إحسان عبدالقدوس، لما بيننا من كيمياء في طبيعة الأعمال السينمائية التي قدمناها طوال مشوارنا معا.* برأيك السينما المصرية حالياً تغيرت عن الماضي، وهل طرأت عليها ثقافة جديدة؟** أرى أن جمهور السينما هو الذي تغير كثيرا عن جمهور العهد الماضي، ورواد السينما الذين يدخلونها اليوم مختلفون عن رواد السينما الذين كانوا يدخلونها في الأعوام السابقة، وأتمنى أن تزدهر ثقافة السينما في الأعوام المقبلة.* ألم ينتبك الحنين إلى السينما هذه الأيام؟** أنا بعشق السينما، وقطعنا معا مشوارا طويلا تخلله الأمل والصبر، ودائما ما ينتابني حنين لها، وأريد أن أخبرك بأنني أحضر حاليا لعمل سينمائي، لكن ملامحه لم تكتمل حيث مازال في مراحل الكتابة، وأتمنى أن يكون استكمالا لمسيرتي الفنية.* تعتزم بعض شركات الإنتاج حاليا تنفيذ مسلسل عن قصة حياة الزاهدة (رابعة العدوية) لو عرض عليك تجسيد دورها ستقبلين؟** لا.. من المستحيل الآن أن أقوم بتجسيد شخصية الزاهدة (رابعة العدوية)، لأن الشخصية تمر بمراحل عمرية مختلفة، تتمثل في فترة الصبا وفترة الشباب ثم الزهد والعبادة، ولذلك لا أستطيع تقديم العمل، كما لا يمكنني الحكم عليه إلا إذا تم إذاعته ومشاهدته، وتقييمه في النهاية يخضع لرأي الجمهور.* بعد تكريمك من نادي (ليونز القاهرة) على دورك في الجزء الثاني من مسلسل (كيد النسا) كيف تقيمين شخصية (حلاوتهم)؟** بصراحة مطلقة أنا بعشق شخصية (حلاوتهم) جداً، ومنذ قراءتي للورق أبديت إعجابي به لدرجة لم أطلب من السيناريست حسين محرم تغيير كلمة واحدة من نص السيناريو، أو زيادة حجم الدور ومساحته، بل لأول مرة أتخذ قرار قبولي تجسيد الشخصية دون مشاورة أحد، وربما يرجع هذا إلى إيماني بالدور، ورغم تقديمي لشخصيات من هذه النوعية في أعمال سينمائية منها (الراقصة والطبال) و(حارة برجوان)، لكن شخصية (حلاوتهم) كانت مختلفة لمزجها بين العصبية والهدوء في آن واحد، والشخصية نجحت بدليل أن الباعة في المحلات كانوا يبتاعون (تي شيرتات) و(فوانيس) تحمل اسم (حلاوتهم) في كثير من المناطق الشعبية.* لكن بعض نقاد الدراما عارضوا تقديمك هذه الشخصية؟**أقدر رأيهم النقدي وأحترمه، لأنه نابع من قلقهم على تاريخي الفني من جهة، وحبهم لي من جهة أخرى، لكنى لست دارية بوجهة نظرهم المعارضة لتقديمي الشخصية، ومع ذلك أحترم رأيهم جميعا، وأكرر أنني سعيدة بتقديم شخصية (حلاوتهم) لما تحمله من خفة دم، وخفة روح.* حدثينا عن الجو العام الذي أحاط بأسرة العمل أثناء التصوير واستقبالهم لك؟** جو غمره الألفة والمحبة طوال تواجدنا في مواقع التصوير، وكنت سعيدة جدا بالعمل مع أبطال الجزء الأول، ولطالما اعتبرت نفسي (ضيفة) عليهم، لكنهم غمرونى بالحب والمودة والاحتواء، ولم تكن هناك خلافات من أي نوع مثلما تردد، بل كان الوئام والانسجام عاملا أساسيا، واستطعنا تقديم وجبة كوميدية للمشاهد وانتزعنا منه الضحكات في الظروف الكئيبة التي كانت تمر بها البلاد.* تردد أن هناك جزءا آخر من مسلسل (كيد النسا)، ما صحة ذلك؟** لا يوجد جزء ثالث من العمل، حيث أكد لي مؤلفه حسين محرم أن الأحداث انتهت بانتهاء الجزء الثاني، وعموما لو كان هناك جزء آخر سأشارك في بطولته لأن شخصية (حلاوتهم) ارتبطت بالجمهور والجمهور ارتبط بها.* ما رأيك في هجوم بعض المشايخ وسبهم لفنانين مثل إلهام شاهين وقذف يسرى وعادل إمام؟** أولا، الهجوم على الفن وأهله أمر مرفوض بالمرة، والفنانات يقمن بأداء أدوارهن حسبما تتطلب شخصية العمل وسيناريو الأحداث، وأغلب القبلات في السينما ليست حقيقية، وتقوم على الخدع، وهناك ما يقرب من خمسين عاملا من فنيين ومصورين ومهندسي صوت وإضاءة يحضرون تصوير المشاهد كاملة، فكيف يكون هناك ما يدعي للسباب والقذف، وأتعجب من توجيه الشتائم للفنانين وانتقادهم على أداء أدوارهم، ولا أعتقد أننا نعيش حاليا في زمن (الشيطان يعظ)، لأن هذا العصر ذهب ولن يعود مرة أخرى، والفيلم السينمائي كان يعبر عن حقبة زمنية معينة من تاريخ مصر وهو عصر الفتوات.