قصة قصيرة
ـ حدثت زوجها حسن، عن امرأة تواجه الحياة وحدها، بعد أن طلقها الزوج، وترك لها البيت لتعيش فيه مع أولادها، وهي الآن تبحث عن عمل، يتوافق مع مؤهلها الجامعي، لأن صفية يجب أن تؤمن مصدر رزق لتدبير شؤون بيتها وتربية أولادها.همَ حسن بفكرة ليساعد بها صفية، في البحث عن وظيفة لها، في مكتب محاماة، أو شركة عقارية تتمتع بسمعة طيبة، تابع حسن باهتمام حديث زوجته ابتهال، وهي تشرح تفاصيل قصة صفية، دون أن تترك لحسن، فرصة ليبدي من خلالها رأيه للوقوف إلى جانب صفية، ومحنة أسرتها، وواصلت ابتهال سرد الحديث..ـ مسكينة صفية.. امرأة مكافحة، كلما وجدت وظيفة، وعلم زوجها السابق بها، ذهب إلى مقر عملها، وتسبب لها بمشاكل، توقعها في مواقف حرجة مع أصحاب المكاتب والشركات، تفضي في الأخير إلى فصلها من الوظيفة لتعود من جديد للبحث عن وظيفة.. وهكذا..حسن وهو يستمع إلى حديث زوجته، ظل يراقب انفعالاتها المشفقة على حال صفية، وحاول أن يناقش ابتهال، في بعض الآراء والحلول لإصلاح الصدع، ولملمة شمل الأسرة، وإنهاء كل الخلافات.. بدأ يتفاعل إيجاباً مع المشكلة، وحديث زوجته، وخاصة أنها الجلسة الحميمية التي افتقر إليها، منذ أكثر من عام مضى،بسبب انشغالها بمتابعة المسلسلات التركية المدبلجة، من أولى ساعات الليل، إلى فجر اليوم التالي، ثم ذهابها إلى فراش النوم، معلنة أنها ستنام كعادتها، إلى عصر اليوم نفسه، وعلى كل أفراد أسرتها التزام الهدوء، وإذا حاول أحدهم أن يصحيها، استخدمت (الفيتو) بلعلعة لسانها.. مستفزة مشاعر أولادها وأبيهم، الممتزجة مع طعنات الجوع، وفي الأخير يلجؤون إلى حنان (التونة) المعلبة، وشفقة الروتي الشاحبة لإشباع بطونهم!واصلت ابتهال سرد تفاصيل المشكلة، وقد وصلت إلى حد اكبر.. لأن صفية، استوقفها زوجها السابق في الليلة الماضية، ونشب بينهما شجار أدى إلى دفعها بقوة، لترتطم صفية بواجهة أحد المحلات، والناس ينظرون إلى المشهد، باستغراب شديد، وكيف أن صفية هربت منه، وهو يصرخ متوعداً مطلقته، ومانعاً خروجها من البيت، أو البحث عن وظيفة.أمسك حسن بخيط الحديث، وبدأ يطرح فكرته لمحاولة التدخل، لحل مشكلة صفية، رغبة في تطبيب خاطر زوجته.. معتقداً أن المشكلة تهمها أيضاً.ابتهال طمأنت زوجها قبل أن يكمل حديثه، أنها ستنتظر تطور الأحداث بعد مشاهدة الجزء الثاني من المسلسل، ليتخذ بعدها القرار المناسب!!عدن/ 21 نوفمبر 2012م