حوار/ جمال عبدالناصرمرت النجمة ياسمين عبدالعزيز بمراحل متعددة في مشوارها الفني ولم تصعد لدور البطولة مرة واحدة فمنذ ظهورها الأول في عالم الإعلانات وبوادر النجومية ظاهرة عليها، كما أن ذكاءها الفني جعلها لا تتوقف عند محطة واحدة أو عند دور واحد في الأدوار التي قدمتها، فبدأت بالفتاة الشقية ثم الرومانسية، كما قدمت الأكشن ولكنها وسط هذه الأدوار جميعا كانت الكوميديا بداخلها وظلت تتدرج في أدوارها ما بين السنيدة للنجم كما في أفلام (رشة جريئة) و(صايع بحر) و(زكى شان) ثم المشاركة في البطولة الجماعية مع عدة نجوم كما في (الرهينة) و(ثمن دستة أشرار) و(حريم كريم) حتى منحها المنتجون فرصة البطولة المطلقة، فأثبتت نفسها وحققت نجاحاً كبيراً منذ فيلمها الأول (الدادة دودى) فأشاد بها النقاد كبطلة نسائية تتحمل البطولة المطلقة في زمن ندرت فيه البطولات النسائية، ثم أكدت ياسمين نجوميتها في فيلمها الثاني (لثلاثة يشتغلونه) وحققت الملايين وها هي في فيلمها الأخير (الآنسة مامى) تثبت أن نجاحها واختيارها للكوميديا الاجتماعية المعتمدة على الأطفال ذكاء فني، فقد تحولت ياسمين لكوميديانة جيلها، وأصبحت معشوقة الأطفال والأسرة المصرية وينتظرون أفلامها كل موسم سينمائي.وفي حوار الآتي شامل حول تجربتها الأخيرة (الآنسة مامى) وأسباب رفضها تقديم المسلسلات التليفزيونية واختفائها الدائم وسر رغبتها في الابتعاد عن السياسة وإظهار توجهاتها.- كيف وجدتِ ردود الفعل على فيلمك الجديد (الآنسة مامى)؟- - الحمد لله الفيلم حقق نسبة مشاهدة جيدة جدا ووصلت إيراداته حتى الآن لرقم الـ12 مليوناً ونصف، كما تلقيت ردود أفعال جيدة جدا والجميع سعيد بالفيلم، ويوميا أتلقى اتصالات هاتفية كثيرة جميعها تحمل كلمات إعجاب وإشادة سواء من زملائي بالوسط أو من الجمهور العادي.- وهل ستتخصصين في تقديم نوعية الأفلام الكوميدية الاجتماعية مع الأطفال؟- - هذه النوعية من الأفلام غير موجودة في السينما المصرية، وعندما قدمت فيلم (الدادة دودى) وحقق نجاحا كبيرا، قررت أن أستمر في تقديم تلك النوعية من الأفلام، لأنه لا يوجد أحد يهتم بتقديم قضايا الأطفال ومشاكلهم في السينما منذ فترة طويلة وسعادتي لا توصف عندما أشاهد ضحكة طفل مع أسرته في السينما، ولكن هذا ليس معناه الاستمرار في تقديم تلك النوعية، فربما بعد فترة أقدم مثلا فيلم أكشن أو رومانسي، وبالمناسبة الفيلم ليس موجها للأطفال فقط، ولكنه فيلم عائلي يتعمق في المشاكل الاجتماعية ويناقش مشكلة الانفصال بين الزوجين، وضرورة أن يكون هناك حوار بين الزوجين قبل اتخاذ أي قرار وإضحاك الطفل أصعب من إضحاك المشاهد الكبير، فطفل اليوم ذكي جداً وعندما يضحك تكون ضحكته ضحكة بريئة جداً.- كيف تختارين موضوعات أفلامك خاصة ما يخص الأطفال والأسرة؟- - اختيار موضوعاتي يأتي بعد احتكاكي مع الناس في الشارع واطلاعي على مشكلات الكثير من أصدقائي، فاختياراتي دائما تكون مبنية على نماذج حقيقية من أرض الواقع، على الرغم من أن الوصول إلى شريحة الأطفال بعمل سينمائي أمر صعب والأصعب هو كيفية إضحاكهم، وتتم كتابة السيناريو من خلال ورشة عمل فتخرج منها الأفكار ثم يشرع السيناريست في كتابتها.- ماذا كان رد فعل ابنتك (ياسمين) حينما شاهدت الفيلم؟- - ياسمين معجبة بالفيلم ولكنها معجبة جداً بالفنانة إيمان السيد أما ابني (سيف الدين) فعمره عام ونصف.- هل الاهتمام والعناية بأطفالك كانت عائقا لك في مشوارك السينمائي؟- - تربية الأطفال صعبة جداً ولكني أستطيع الموازنة بين بيتي وبين عملي بالسينما، لكني في النهاية أعشق الأطفال، والأمومة كانت حلما بالنسبة لي والحمد لله حققته.- هل هناك مواقف بالفيلم من واقع ما يحدث مع ياسمين وأولادها؟- - نصف أفلامي مقتبسة من مواقف وحكايات من واقع ما أعيشه مع أطفالي ومن احتكاكي بالأطفال، فالواقع يحمل الكثير من الحكايات التي ننهل منها في السينما.- لماذا لم تمنح ياسمين ابنتها فرصة للمشاركة في أعمالها؟- - أمنعها تماما من الظهور في أي عمل أو الذهاب معي خلال التصوير، لأني أرفض دخول أولادي الوسط الفني، وأريدهم أن يعيشوا حياة بسيطة وطبيعية، وأن يبتعدوا عن الأضواء والشهرة لحين نضجهم واختيارهم ما يحبون أن يفعلوه فيما بعد، فأنا أريدهم أن يعيشوا حياة طبيعية بعيدة عن الأضواء وأنا ضد دخولهم مجال الفن، فالفنان محروم من أشياء كثيرة فلا يستطيع الذهاب لمكان ويتصرف بحريته، ولكني لن أمنعهم عند سن معين يستطيعون فيه اختيار ما يرغبون، وسوف أمنحهم النصيحة ولهم في النهاية الاختيار عندما يكبرون ويعون.- لماذا نجحت فقط الأفلام الكوميدية فيما بعد الثورة أكثر من نجاح الفيلم أو إخفاقه؟- - لأن الناس تشبعت من الأحداث والكثير منهم يعاني من مشاكل وتوتر، ولذلك فالجميع يبحث عن الابتسامة والضحك فيتوجه للفيلم الكوميدي.- ولكن لماذا تعتبرين النجمة الوحيدة التي يدفع بها المنتجون في السينما كبطلة مطلقة تتحمل نجاح أو إخفاق الفيلم؟- - لا أستطيع الحديث عن نفسي ولكن هذا الأمر لم يأتِ من فراغ، لكنه نتيجة تراكمات كثيرة والمنتج أذكى مما نتصور ويدفع بالنجم الذي يشعر أن له جمهوراً، وسيحقق معه النجاح بغض النظر عن كونه ممثلا أو ممثلة والنجاح والصعود للنجومية له مواصفات خاصة، فمن يتحمل المسؤولية في فيلم ويصبح البطل لابد أن تكون لديه قدرة على اختيار ما يقدمه وتوقيت تقديمه ويعرف متى يظهر ومتى يختفي، وقبل كل ذلك الموهبة والقبول، وهذه منحة من عند الله ولكن في النهاية النجاح عملية جماعية ولا يوجد نجم ينجح بمفرده، فالمنتج والمخرج وطاقم العمل من فنيين وحتى عامل البوفية، الجميع لا بد أن يعمل بروح العمل الجماعي.- هل من الممكن أن تقدمي تجربة البطولة الجماعية مرة أخرى؟- - طبعاً لا يوجد ما يمنع من المشاركة في فيلم بطولته جماعية مادام السيناريو جيدا وبيني والأبطال المشاركين انسجام، ولكن لا بد أن يكون لكل ممثل مساحته ودوره وتأثيره في الفيلم، والسينما العالمية بها ذلك الأمر فالمنتجون هناك يجمعون كما كبيرا من النجوم في عمل وينجحون بهذه الصيغة، والسينما المصرية في فترات سابقة بها هذه التجارب الناجحة ففيلم (غزل البنات) به أكثر من 10 نجوم مثلاً.- نلاحظ أنكِ تتعاملين في كل فيلم مع منتج مختلف فما السبب؟- - الموضوع يخضع لعملية العرض والطلب وكل منتج له ميزة تختلف عن الآخر، كما أن السوق السينمائي متغير وفى فيلمي الأخير (الآنسة مامى) تعاملت مع أحمد السبكى وكريم السبكى الذي كانت تقع عليه المسؤولية الأكبر، وهو بالمناسبة منتج واعٍ جداً ومتفهم لطبيعة العملية الإنتاجية.- بعيداً عن السينما ألا تفكر ياسمين عبدالعزيز في خوض تجربة تقديم مسلسل تليفزيوني؟- - يعرض الكثير من سيناريوهات المسلسلات علي ولكني عندما أفكر في خوض تلك التجربة لا بد أن أقدمها بمفهوم مختلف عما يقدم، فأنا لا أبحث عن الشهرة ولست في حاجة لفلوس، ولذلك فلدي شروط عديدة عندما أشرع في تقديم مسلسل، أولها: السيناريو الجيد المكتوب بتكنيك السينما من حيث السرعة وعدم التطويل بالإضافة لاستخدام التكنيك السينمائي في التصوير، وهذه جميعها شروط معقدة تحتاج لنوعية مختلفة من المنتجين ولكنها لو نفذت سوف تكون مختلفة جداً وناجحة جدا ولو توفرت هذه العناصر فلن أتردد في خوض التجربة لأنني لا أتنازل عن النجاح في أي عمل أقدمه، فأنا أعشق مهنة التمثيل ولا أحب فكرة التواجد لمجرد التواجد، وذلك مبدأ عندي منذ أن دخلت عالم الإعلانات وعمري 13 عاما، فعندما كنت أقدم إعلانا لشركة شيكولاتة مثلا لا أكرر نفسي وأقدم إعلان شيكولاتة مرة أخرى.- ما رأيك في موجة المسلسلات التركية وهل تتابعين تلك الأعمال؟- - أنا ضد الدراما التركية تماما وأعتبرها مؤامرة على الدراما التليفزيونية والسينما المصرية، فهذه الأعمال التركية عندما يتم تسويقها في الفضائيات المصرية والعربية تؤثر على سوق الإنتاج، لأنها للأسف تباع بأرقام زهيدة جدا وأقل من المسلسلات المصرية، وهذا قد يؤثر سلبا على كمية الأعمال المنتجة، الأمر الذي يؤثر على العمالة المصرية لأن السينما والمسلسلات بالبلدي كده (بتفتح بيوت ناس كثيرة).- ولكن لماذا حققت المسلسلات التركية نجاحا ونالت إعجاب الناس وحققت نسب مشاهدة كبيرة؟- - لأن صناع تلك المسلسلات محترفون جدا واستطاعوا أن يقدموا للمشاهد المصري والعربي ما يفتقده من موضوعات رومانسية في ديكورات مبهرة ومناظر طبيعية خلابة ومريحة جدا للعين، فقد اهتموا بالصورة جداً وفي المقابل اهتم صناع الدراما المصرية بتقديم صور العنف والبلطجة والشخصيات المشوهة التي تحمل السنج والمطاوي وتستخدم في لغتها الألفاظ الخادشة للحياء، فافتقاد الناس للرومانسية جعلهم يتجهون للمسلسلات التركية، وهذا جعلها أيضا وسيلة للسياحة في تركيا، فالمسلسلات روجت للسياحة واتجه المشاهد الخليجي لتركيا من أجل مشاهدة ما يراه في المسلسلات.- كيف استطعتِ استعادة رشاقتك بعد الحمل والولادة؟- - أحرص دائما على ممارسة الرياضة بانتظام وتناول الطعام باعتدال وخلال الفترة الماضية كنت حريصة على التدريب من خلال برنامج وضعه لي الكابتن نور خطاب أختصاصي التأهيل الرياضي والغذائي وقد بذل معي مجهودا جبارا.- لماذا لا تبدي ياسمين عبدالعزيز أي آراء سياسية في الأوضاع الحالية؟- - أنا مهنتي ممثلة ورصيدي هو حب الناس الذين يدخلون أفلامي ولا أحب أن أحسب على فريق ضد فريق والسياسة لها من يجيدونها وبصراحة شديدة لا أحبذ الكلام في السياسة، فالفنان وضعه مختلف ولو قمت بإبداء رأيي في أي حدث من الأحداث من الممكن أن يغضب جمهوري الذي يوجد ضمنه من هو ليبرالي وآخر إخواني، وسوف أخسر جمهوري بسبب تصريحاتي، فلماذا أخسر جمهوري الذي يحبني فحرصي على جمهوري هو الذي يجعلني أبتعد عن إبداء أي آراء في أي حدث، وأنا بشكل عام لا أجيد التحدث في السياسة.- ما أخبار عملك الفني المقبل سواء للسينما أو للدراما التليفزيونية؟- - حاليا أستمتع بردود أفعال فيلمي وأتابع بشغف ما يحققه من إيرادات، ولم أستقر بعد على موضوع محدد ولكني أتمنى تقديم كل الشخصيات وكل المواضيع التي تقدم رسالة بجانب العنصر التشويقي الترفيهي، فالسينما والمسرح والمسلسلات في النهاية هدفها المتعة للمشاهد وخروجه من همومه بمشاهدة عمل فني محترم.
|
فنون
ياسمين عبد العزيز: مهنتي التمثيل.. وسعادتي لا توصف عندما أشاهد ضحكة طفل
أخبار متعلقة