صنعاء/ متابعات:أقدم أحد اللصوص في العاصمة صنعاء، على سرقة مشروع رواية جديدة، للروائي محمد الغربي عمران، الحائز على جائزة الطيب صالح للرواية، وأحد أبرز كتاب السرد في اليمن، ولم يتمكن الأديب عمران، من استعادتها رغم أنه أبدى استعداده أن يدفع للص مليون ريال يمني(5000 دولار أميركي) مقابل أن يعيد إليه نص الرواية، الذي كان يحتفظ به عمران ضمن ملفات حاسوبه المحمول في حقيبة تحوي أوراقه وبطاقات هويته.وأكد الروائي محمد الغربي عمران إن أحد اللصوص أقدم، الخميس الماضي، على سرقة حاسوبه المحمول من داخل سيارته، في الوقت الذي غاب فيه عمران نصف ساعة، في إحدى قاعات الأفراح، في العاصمة صنعاء، ليقدم التهاني لوزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل، لمناسبة زفاف نجله.وقال عمران، إنه يشعر بالأسى لضياع عمله الروائي، الذي عكف على كتابته مدة عامين كاملين، حيث أكد أنه اضطر إلى كتابته مرتين، بحثاً عن تجويد الرواية التي لم يبق على اكتمالها سوى صفحات قليلة، مشيراً إلى أنه على استعداد لدفع مبلغ مليون ريال يمني (5 آلاف دولار أميركي) مقابل أن يعيد إليه اللص نص روايته، عبر نسخه في قرص مضغوط، أو إرساله ببريد إلكتروني، مؤكداً أنه سيمنح اللص أيضاً الحاسوب والمتعلقات الأخرى المادية التي كانت بمعيته.وعن طبيعة العمل الروائي المفقود، قال الغربي إنها رواية يتجاوز حجمها 400 صفحة، عالج فيها قرابة عشرين عاما من تاريخ اليمن، إبان الحكم الإمامي في الأربعينات والستينات، وما تلاه من قيام الثورة اليمنية في عام 1992، متطرقاً فيها إلى ظروف المجتمع آنذاك وحياة القصور، وطبيعة الثورة اليمنية،إضافة إلى أثر الصراع العربي عليها، وكذلك الصراع العالمي بين الكتلتين الرأسمالية والاشتراكية. ويضيف الغربي عمران راوياً مشاعر الفقد التي يحس بها جراء ضياع روايته (لم أحزن على فقدان كرت السيارة، أو بطاقتي الشخصية أو بطائق عضوية لعدة منظمات، ولا على صور كثيرة ومواضيع جمعتها فيه (المحمول)وخزنتها خلال سنوات، كل ذلك لا يهم، فقط ما جعل جسدي يتعرق بشكل غريب إحساسي بفقد ما أنجزته للمرة الثانية من مشروع الرواية، ولو أن اللص ذكي بما فيه الكفاية، لتواصل معي وفاوضني على قيمة نسخة من مشروع الرواية، لدفعت له ما أستطيع دفعه (مليون ريال يمني) على أن يأخذ بقية غنيمته).إلا أن الروائي الذي حاز جائزة الطيب صالح للرواية، عن روايته المثيرة للجدل (ظلمة يائيل)، قال إنه وبعد انتظار يائس لعودة عمله الروائي، قرر أخيراً، شراء حاسوب محمول جديد، وشرع في كتابة الرواية من جديد، متوقعاً أن يستغرقه ذلك قرابة العام، حيث يحاول تذكر الأحداث التي نسجها وأبطال الرواية الذين رسمهم بدقة وعناية، محاولاً أن يحاكي النص المفقود، ومتمنياً أن يتجاوزه إلى الأفضل.
|
ثقافة
الروائي الغربي عمران..وضياع آخر مشاريعه الروائية
أخبار متعلقة