بمناسبة مرور عام على توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.. سياسيون لـ 14 اكتوبر :
استطلاع/ وائل قباطيأجمع سياسيون من مختلف ألوان الطيف السياسي على أهمية الدور الذي لعبته المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة التي وقعت عليها مختلف الأطراف السياسية في اليمن، قبل نحو عام من الآن، في إخماد فتيل الحرب الأهلية وإنهاء الصراع السياسي والانتقال السلمي للسلطة في اليمن.ورغم تفاؤلهم بالخطوات التي تحققت على صعيد تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة أكدوا في أحاديثهم لصحيفة (14 أكتوبر) أن التحدي الأكبر أمام التسوية هو: مؤتمر الحوار الشامل الذي سينعقد في الشهر القادم والمرهون بقدرة الساسة والمجتمع الإقليمي والدولي على إقناع كل الشركاء وخصوصا الحراك الجنوبي بالمشاركة فيه لحل كافة القضايا الوطنية العالقة عبر الحوار، والسير بالبلد وفق خطوات مدروسة نحو المستقبل. واعتبر رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي خلال الاحتفال بمناسبة مرور عام على توقيع المبادرة الخليجية بدار الرئاسة بصنعاء، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، ومبعوث الأمم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر، إن «زيارة مون تمثل دفعة قوية للتسوية السياسية» في اليمن.وأضاف رئيس الجمهورية «قريباً سنعيد هيكلة الجيش والأمن على أسس وطنية بما يكفل إنهاء الانقسام، وعازمون على تطهير البلاد من الإرهاب والتفرّغ للبناء والتنمية» مؤكدا أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية ستجري في موعدها المحدد في شباط/فبراير 2014، وقال إن «الظرف الحالي لا يحتمل المكايدات السياسية المحبطة لتنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة».[c1]تهيئة الأرضية للحوار[/c]يؤكد المناضل والناشط السياسي فضل علي عبدالله ان تهيئة الأرضية للحوار الوطني يجب ان تكون في قائمة أولويات المرحلة القادمة، كون المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة لم تهيئ الأرضية المناسبة للحوار حتى اللحظة.ويرى فضل ان أقامة وتثبيت مؤسسات الدولة وبناء الجيش على أسس وطنية هي الضمانات الوحيدة لتنفيذ نتائج الحوار الوطني ومشاركة مختلف الأطراف فيه، وبالتالي القول ان المبادرة الخليجية حققت ثماراً ايجابية على الأرض، مشيرا إلى ان المبادرة الخليجية تجاهلت القضية الجنوبية وحلها، كما انه لا يمكن أن تقوم دولة مدنية في ظل وجود سلاح وجيش وحزب القبيلة، التي ترى فيها تهديداً لمصالحها وما دامت القبيلة لا تزال تتحكم بكل شيء فليس هناك أي ضمانات لتنفيذ نتائج الحوار سوى المؤسسات الوطنية.وطالب فضل علي عبدالله بان تكون القضية الجنوبية قضية أساسية في الحوار وجزءاً رئيسياً من الحل، مؤكدا ان تجاهلها من قبل الأطراف الخارجية او الداخلية لن يخدم التسوية السياسية، مبديا عدم تفاؤله بتخصيص 50 بالمائة للجنوب في قوام اللجان المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، لافتا إلى ان بعض الأحزاب التفت على قرار لجنة الحوار بتفريخ مكونات تابعة لها لتمثيل المحافظات الجنوبية في الحوار، وذلك لن يساعد في تهيئة أرضية الحوار.[c1]واقع جديد[/c]يقول رئيس تحرير أسبوعية (خليج عدن) الأخ/ عبدالرقيب الهدياني ان الحديث عن عام من توقيع المبادرة الخليجية بشأن اليمن، وما الذي تحقق هو حديث عن واقع كان اليمن فيه قد بدأ خطوات نحو الوادي السحيق والكارثة مجهولة العواقب، وبين واقع جديد اليوم حيث البلد يسير وفق خطوات مدروسة ومشهودة إقليميا ودوليا نحو المستقبل، بين بلد كان مقسما تتخطفه مجموعة قوى، حيث العاصمة صنعاء عبارة عن ثلاثة محاور واليد على الزناد وتنظيم القاعدة يسيطر على محافظتين في الجنوب ومدن رئيسية أخرى في مستنقع الفراغ الأمني والفوضى والشوارع مغلقة، كل هذه الوقائع تغيرت اليوم لصالح سيطرة الدولة وأمن البلد واستقراره.وأضاف: ما يمكن قوله اليوم ونحن على أعتاب عام من المبادرة الخليجية أننا نسير في الطريق الصحيح وتجاوزنا الكثير من الكوارث التي كنا على وشك الانزلاق إليها، فلقد جرت الانتخابات الرئاسية وتشكلت الحكومة ويجري ـ وإن كان بطيئا - هيكلة الجيش وبناؤه على أساس وطني وإزالة بؤر وعوامل التوتر، وعقد مؤتمر المانحين لدعم التنمية.وأكد أن الأهم من كل هذا أن اليمن عبر شبابه وساحات الثورة فيه حققوا التغيير دون إقصاء الشركاء بل حققوا الشراكة الوطنية الحقيقة التي يجب أن تسود أي وطن قابل للاستمرار، واستطاعوا أن يحصلوا على تأييد دولي بقرارين دوليين فاعلين ، والمجتمع الدولي بنفسه وعبر مبعوثه الخاص يتابع ويراقب هذه التحولات لحماية التسوية من أي عثرات وعراقيل، ولعل حضور بان كي مون الأمين العام لأكبر مؤسسة دولية إلى صنعاء بهذه المناسبة كانت رسالة جلية وقوية أن المجتمع الدولي راض عن خطوات التغيير ويدعمها ومصر بكل ثقله على إتمام العملية إلى نهاية الشوط.وأشار إلى ان التحدي الأكبر أمام التسوية هو مؤتمر الحوار الشامل الذي سينعقد في الشهر القادم وقدرة الساسة والمجتمع الإقليمي والدولي على إقناع كل الشركاء وخصوصا بعض الأطراف في الجنوب على أن الطريق الوحيد لنيل الحقوق وحل كافة القضايا الوطنية العالقة عبر الحوار، وأن البديل سيكون مجهولا ومخيفا. [c1]مدخل نحو الهدف[/c]وبحسب عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي البرلماني السابق/ صالح ناجي الحربي فان المبادرة الخليجية جاءت في ظرف استثنائي وهدفت إلى نزع فتيل الاحتراب بين أقطاب السلطة السابقة، الاحتراب الذي أريد به إلهاء الرأي العام والمجتمع الدولي والإقليمي، ورحبت بها القوى السياسية من منطلق حرصها على سلامة الوطن وحقن ما يمكن حقنه من الدماء. ويؤكد الحربي انه لكي يكون هناك حوار وطني جاد ومفيد تشارك فيه جميع الأطراف المعنية يجب التسريع بتنفيذ حزمة واسعة من الإجراءات لإثبات حسن النوايا والتمهيد الفعلي للدخول في الحوار الوطني، التي حددتها الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني بـ(14) نقطة ووسعتها اللجنة الفنية للحوار بحيث أصبحت 20 نقطة وهي بالتأكيد لا تعني حل القضية الجنوبية بقدر ما هي مدخل نحو الهدف.وأضاف: المشكلة ليست في المبادرة بل بأطراف الصراع في صنعاء التي لا تريد معالجة قضايا البلد بقدر ما تبحث عن مصالحها وتعزز مواقعها في السلطة وتستأثر بالمزيد من الثروات، فالأطراف المتصارعة في الشمال لا تستطيع تجاوز أزمتها فكيف لها ان تساهم في معالجة القضية الجنوبية التي هي أهم القضايا.[c1]نقاط إيجابية كثيرة[/c]واعتبر د. محمد عبد الهادي أستاذ الإعلام بجامعة عدن ان نقاطاً كثيرة إيجابية تحققت من المبادرة الخليجية في جزئها الأول.وقال: نفهم أن هناك عراقيل كبيرة تقف أمام إكمال المبادرة ومنها الحوار الوطني القادم وهيكلة القوات المسلحة وإعادة الأمن والاستقرار وهذه العملية مرهونة بما سيقدمه المانحون من دعم للمجالات الخدمية، وأوضح الرئيس أنه ليس هناك تمديد ويجب أن تنجز المهام من قبل الجهات المحلية والمجتمع الدولي في وقتها المحدد وهذا ما نؤمله جميعاً.وأضاف: الواضح أن الرئيس يضع الجميع بمن فيهم الشعب أمام كل ما يعترض تنفيذ المبادرة الخليجية واعتقد أن الأخ رئيس الجمهورية زاهد في الاستمرار في السلطة لهذا ناشد المجتمع الدولي بالمساعدة لإزالة التحديات التي تقف أمام المبادرة واعتقد أن الناس لديهم نوع من الإحباط من استمرارية تردي الخدمات خصوصاً في محافظة عدن في مجالات الكهرباء والمياه والنظافة والصحة ناهيك عن الانفلات الأمني فعدن يجب أن يكون لها اهتمام أوسع يلمسه الناس، والوضوح والمكاشفة اللذان تحلى بهما الرئيس قابلهما الشارع بنوع من الارتياح والاستحسان.[c1]بداية التعافي[/c]يرى خالد حيدان رئيس الدائرة الإعلامية في حزب التجمع اليمني للإصلاح بعدن، أن المحافظات الجنوبية كغيرها من مناطق اليمن بدأت تتعافى بشكل تدريجي بعد مرور عام من تنفيذ المبادرة الخليجية.وأشار إلى أن اللجان التي تحضر للحوار الوطني أقرت بأن قضية أبناء الجنوب في سلم أولويات الحوار، وهناك إشارات ايجابية كثيرة مطمئنة لمعالجة أوضاع الجنوب ورفع الظلم عنه وإرجاع الحقوق والنظر بروح المسؤولية للنقاط العشرين المقدمة من قيادة الحزب الإشتراكي كخارطة طريق.واضاف: المطلوب في المحافظات الجنوبية لإنجاح الحوار الوطني هو أن يشعر المواطن الجنوبي بعودة أجواء الاستقرار المعيشي التي افتقدها من بعد الوحدة وحرب صيف 94م ومن كل النواحي سواء الأمنية أو الاقتصادية أو الخدمات العامة مثل التعليم المجاني والعلاج المجاني واستقرار أوضاع الماء والكهرباء ومختلف الخدمات، وإعادة المسرحين من أعمالهم بواسطة التقاعد المبكر والقسري بحيث يعود كل إلى منصبه ومكانته التي كان عليها قبل 94م أو ما يوازيها وكذا إعادة توزيع الأراضي التي استولى عليها النافذون والفاسدون بغير وجه حق وتوزيعها على أبناء المناطق ذاتها .