مدير القسم الثقافي في صحيفة (البيان)الإماراتية لـ : 14اكتوبر
حاورته / دفاع صالح قال إن البيئة الثقافية في دولة الإمارات قد شهدت في السنوات الأخيرة نقلة نوعية في العمل الثقافي ، وأشار إلى وجود مشروعات ثقافية كبيرة ، إضافة إلى التوجه للبحث عن أفكار متميزة، وكذا المشاريع الثقافية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة ... وأكد أن الكتاب الالكتروني لم يتمكن من سحب البساط من تحت الكتاب الورقي الذي يجد كل محب للقراءة متعة حقيقية في تقليب صفحاته .. جوانب أخرى كانت موضع حديثنا مع الأخ علي عبيد - مدير القسم الثقافي في صحيفة البيان الإماراتية .. [c1] البداية [/c] حدثنا أولا عن بدايته مع صحيفة البيان ، فقال : « أنا أساسا كنت في تلفزيون أبوظبي ، وعملت فيه مدة ( 23 سنة ) تقريبا ، وقد أسست مركزا للتدريب الإعلامي في جريدة البيان ، وأتولى الإشراف على القسم الثقافي في الجريدة ، والبيان مؤسسة تصدر عنها جريدة البيان وجريدة الإمارات اليوم ، وهي عضو في المجموعة الإعلامية العربية في إمارة دبي ، والمجموعة الإعلامية العربية عبارة عن مؤسسة كبيرة تملك كل الإذاعات العربية والأجنبية الموجودة في دبي . وجريدة البيان صدرت في مايو 1980م في إمارة دبي ، وكانت فكرة صدورها تحمل توجها اقتصاديا ، كون دبي مدينة اقتصادية وتجارية بالدرجة الأولى ، لكنه بعد فترة من الصدور تم التوسع والاهتمام بجوانب أخرى مثل المحليات والسياسة والثقافة». [c1] بيئة ثقافية نوعية [/c]-كيف يمكن أن تصف المشهد الثقافي في دولة الإمارات حالياً ؟ --البيئة الثقافية في دولة الإمارات في السنوات الأخيرة شهدت نقلة نوعية في العمل الثقافي، مثلا تبنت إمارة دبي عددا من المشروعات الثقافية الكبيرة مثل إقامة دار للأوبرا ومتاحف متخصصة تشترك فيها مؤسسات كبيرة ومنها أهلية مثل مؤسسة سلطان بن علي العويس، وندوة الثقافة والعلوم فيها أكثر من مؤسسة ، وكل هذه المؤسسات يشرف عليها مجلس دبي الثقافي ، وأنا عضو في إدارة مجلس دبي الثقافي، أما بالنسبة لإمارة أبو ظبي ففيها أيضا مشروعات ثقافية كبيرة، أنشئت فيها هيئة للثقافة والتراث وفيها مشاريع كبيرة منها إقامة فرع لمتحف اللوفر الفرنسي، وهناك أيضاً فرع لمتحف الفن الحديث الأمريكي، ومتحف للأحياء البحرية ، بالإضافة للجوائز الثقافية منها جائزة الشيخ زايد للكتاب ، وجائزة العويس الثقافية، وجائزة راشد . والتوجه الآن في دولة الإمارات هو البحث عن الأفكار والمشاريع المتميزة وأن لا تكون هناك مشاريع ثقافية تقليدية ، بل مشاريع تحمل الأصالة والمعاصرة ، وهذا كله يتطلب صحافة ثقافية تواكب هذه النهضة الثقافية في دولة الإمارات بشكل عام . [c1] الملاحق الثقافية [/c]-بالتأكيد أنتم على إطلاع دائم بالملاحق الثقافية العربية، فما رأيكم بمستواها الثقافي ؟ -- أنا أعتقد أن أغلب الملاحق الثقافية تقليدية، يعني لا ترقى إلى التخاطب مع القارئ العادي، فأنا توجهي أن لا يكون الملحق الثقافي موجهاً للنخبة والمثقفين فقط ، فنحن الآن في دولة الإمارات بشكل عام وفي دبي بشكل خاص، ننقل الثقافة إلى الجمهور العادي ونقربه من الصفحات الثقافية ، ولذلك أنا ضد فكرة إصدار الملاحق الثقافية بالمعنى الحرفي للملحق الثقافي، أنا مع فكرة أن تكون الثقافة جزءاً من الصحيفة بشكل عام، نحن الآن صفحاتنا الثقافية تأتي ضمن الجريدة لكي ينتقل القارئ من المحليات إلى العربي والدولي ، وإلى السياسة والثقافة والمنوعات على اعتبار أن هذه الصفحات تخاطب كل القراء، لكن عندما أعزل الثقافة عن بقية الموضوعات كأني وجهتها إلى فئة معينة، ولذلك فالقارئ العادي يحس أن هذا ليس موجها له، كالملحق الاقتصادي الذي دائما ما يحس القارئ أنه موجه فقط لرجال الأعمال والبنوك، والشيء نفسه قد يتصوره القارئ حول الملحق الثقافي، فأنا برأيي أن الثقافة يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من الحياة العامة، فالأكل ثقافة والرياضة ثقافة واللبس ثقافة حتى طريقة المشي ثقافة، وكل شؤون الحياة يجب أن تتحول إلى ثقافة وأن لا نجعل الثقافة مجرد إطار جامد . [c1] الإعلام واللغة [/c]-برأيك إلى أي مدى استطاعت وسائل الإعلام العربية المختلفة المحافظة على اللغة العربية الأم ؟-- اللغة العربية يجب أن تكون هم الجميع، وهي ليست قضية الصحافة والإعلام فقط ، بل هي قضية التعليم والمجتمع بشكل عام ، يمكن تكون هذه المشكلة غير محسوسة في بعض المجتمعات العربية ، نحن في الإمارات ـ وتحديدا في دبي ـ معظم السكان غير عرب ، لذا فقد أصبحت العربية في مجتمع الإمارات مهمشة ، وحتى الآن في قطاع التعليم أصبحت اللغة العربية هي اللغة الثانية ، وفي قطاع الأعمال والفنادق كذلك . الاهتمام باللغة العربية مسؤولية كل فرد فينا ، والصحافة الثقافية تلعب دورا كبيرا على اعتبار أنها معنية بالدرجة الأولى بالإبداع ، والإبداع وسيلته الأساسية هي اللغة ، فإذا لم تهتم الصحافة الثقافية باللغة ، فمن باب أولى أن بقية الأقسام تهتم بها بالتأكيد » .[c1] تحديات الصحافة العربية [/c]وعن أهم التحديات التي تواجه الصحافة العربية في الوقت الراهن ، قال : « هناك تحديات عديدة تواجه الصحافة العربية، أهمها تحدي التقنية ، فأنا ألاحظ في معظم الصحف العربية أن هناك تخلفاً في هذا الجانب، لعله راجع إلى العجز في الإمكانيات المادية بطبيعة الحال ، وغير التحدي التقني، هناك تحد في مواكبة أحدث النظريات الصحفية في مجال الإخراج ، وفي مجال التحرير، وفي مجال عرض المادة الصحفية بشكل عام ، فهناك صحف عربية ما زالت متخلفة كثيرا من ناحية الإخراج ، وأسلوب التناول واللغة المستخدمة ، والترهل الموجود في المادة الصحفية المقدمة للقارئ . وأضاف : (هناك تحد تقني ومهني ، وتحد آخر يكمن في المنافسة مع وسائل الإعلام الأخرى ، ما عادت الصحيفة هي المتنفس الوحيد للمواطنين ، فمن الناحية الإخبارية هناك الفضائيات ومواقع الإنترنت والخدمات الإخبارية ، حتى رسائل SMS أصبحت تنافس الصحيفة في الخدمة الخبرية ، والحقيقة أن الصحافة مجالها الأكبر لم يعد الخبر ، وإنما التحليل والرأي والمقال والتحقيق ). وأشار إلى أن هناك تحديات أخرى ، لكنه ـ كما يقول ـ ضد فكرة أن وسيلة تأخذ جمهور وسيلة أخرى . وأردف قائلا: “ فحين تم اختراع التلفزيون قيل أنه سيأخذ جمهور الراديو ، لكن ذلك لم يحدث فقد بقي لكل وسيلة جمهورها المتابع لها ، وإن حدث بعض التأثير ، والكتاب الالكتروني لم يستطع أن يقضي على الكتاب الورقي فالمحب للقراءة يجد متعة في تقليب صفحات الكتاب ، فالمتعة ليست فقط في المادة المكتوبة بقدر ما هي في الشكل الذي يحتوي تلك المادة “[c1] أمنية [/c]في ختام هذا الحوار القصير قال الأخ علي عبيد : “ أتمنى أن أرى كل الصحف العربية مواكبة للتطور والتقدم التقني والمهني في مجال التحرير والإخراج وعرض المادة الصحفية ، أمنيتي أن تقدم الصحافة العربية نفسها للقارئ بشكل أفضل من الواقع الذي نعيشه “ .