ردا على ما نشر في (14 أكتوبر) للأستاذ نجيب يابلي
الثقافة يا صديقي نجيب في مدينة كمدينة عدن هي الهوية هي التاريخ هي المناخ وأساس التواصل الاجتماعي ، واختيار موظف عام رسمي يحتل قمة هرم الثقافة كممثل إداري حكومي في عدن أمر صعب على الشخص الذي يتم أختياره، فخادم الثقافة في عدن يجب إن يتمتع بمزايا تتناسب مع فرادتها ولو بالحد الادنى ، ولعل المتتبع لمفهوم الثقافة يقف في حيرة من امره امام الحشد الكبير من المفاهيم التي يتبناها فريق هنا وفريق هناك. ولكننا هنا نتحدث عن الثقافة التي يفترض بها أن تكون رسمية ، بالرغم من إن الثقافة الرسمية لا تستطيع العمل الا بالثقافة المستمدة من الارث الجماهيري ، لتؤثر وتتأثر بالناس ، اتفق معك بأن نظرة المشرع الى الثقافة نظرة رجل القبيلة الى قيم المدينة والمدنية ، اتفق معك بأن المناخ العام للمجتمع السياسي في الجمهورية اليمنية غير مشجع لتطوير الفنون الابداعية المختلفة ، ولعل هذا الوضع الذي خلق ثقافة (رسمية ) لاتحمل مضمونا على الاقل في عدن، بناء رسميا مهشما مبعثرا ومشوها ، عناصره بين السلطة والمعارضة، مطلوب منهم ادارة الاحتفالات التنكرية ، وفق خطة مركزية لأهداف هذه الاحتفالات التي لا تعبر عن هوى الناس ومشاعرهم الحقيقية ، بمشهد أقرب الى صورة الطير الذي يرقص مذبوحا من الالم . وفي مثل هكذا ظروف تضيع الرؤي ويتعثر الفعل وينكفئ الجيد على ذاته منتظرا مرور الروائح الكريهة ، والحقيقة لاتلتبس على من يملكون وضوحا في الرؤية ، او يتمتعون بزاوية رؤية تمكنهم من الحكم ، لهذا لا اريد التنقيب على سلبيات الاخ رامي نبيه مدير عام مكتب ثقافة عدن الحالي ، ولكني أشفق عليه من تحمل هذه المسؤولية في ظل امكانياته المتواضعة، في هذه الظروف غير الطبيعية ، والوقوف بالكلمة والتشجيع والتقويم خلال هذه المدة الزمنية القليلة من توليه المنصب أمر واجب . وقد انطلقت من هذه الزاوية التي أشرت إليها أنت في مقالك الذي أكدت فيه انك تسمع لغطا وترى فوضى، انطلاقا من مبدأ إتاحة الفرصة رغم إن الأمر بيّن ، أما بخصوص إن الاكروبات وإنتاج الفنون يقولون كلاما مغايرا ، فماذا عساهم أن يقولوا؟ وحالة المبدع كما أشرت أنت في بداية مقالك يعوضون مداخليهم في إحياء الحفلات , ومع هذا نشرت مقابلة بعد مقالتك لأحد هؤلاء - الشاكرين – يشكو حال وضع ادارته في عهد الاخ رامي ، بالطبع لايخلو الامر من منتفعين فرديين مبدعين يعانون العوز ،يجب إن نتساءل عن استراتيجية لانتشال وضع الفرق كالمسرح ، يجب أن نتحدث عن فكرة أو خطة لإعادة الروح لفرقة الإنشاد ، يجب إن نفعّل هيكل أجور المبدعين المجمد . يجب أن نجعل من قرارات مكتب ثقافة عدن لها صفة المؤسسة إذا كان ثمة قرارات او لها صفة القرارات - يمكن يتبناها مكتب ثقافة عدن - منذ سنوات خلت ؛ومكتب الثقافة فاقد القرار والرؤية وليس فقط في عهد الأخ رامي الذي ورث واقعاً هشاً لينفخ في هشاشته ويصبح اثراً بعد عين، وبحكم عملي كنائب لمدير عام مكتب الثقافة ، رأيت الأمور بوضوح حاولت أن اغلق البؤر النتنة، إلا إنني فشلت ، نصحته بكل حب دون جدوى ، وربما كما يقول المثل (وافق شن طبقة) ، بمعنى أن الواقع افرز رجالاً على هذه الشاكلة ولكل زمان دولة ورجال لهذا قررت ياصديقي نجيب طلب إعفائي من منصبي هذا حتى لا أكون ساكت على الحق وأتمنى إن لا يكون قد التبس علي الأمر. [email protected]