بمناسبة مرور عام على توقيع المبادرة الخليجية.. عدد من الشخصيات الإعلامية والشبابية والوطنية لـ :14اكتوبر
استطلاع/ بشير الحزميأكد عدد من الصحفيين والمثقفين والشباب أهمية الدور الذي لعبته المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة التي وقع عليها مختلف الأطراف السياسية في اليمن قبل نحو عام من الآن في إخماد فتيل الحرب الأهلية وإنهاء الصراع السياسي والانتقال السلمي للسلطة في اليمن من خلال العديد من الإجراءات المنفذة .وقالوا في استطلاع صحفي أجرته الصحيفة معهم إنه على الرغم من النجاحات التي حققتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة إلا أنها لم تحقق حتى الآن تطلعات الشارع اليمني وتحل كل المسائل الخلافية وأنه ما يزال أمام اليمنيين محطات صعبة ينبغي تجاوزها من خلال نبذ العنف ونشر ثقافة التسامح وطي صفحة الماضي والقبول بالآخر.. فإلى التفاصيل: الزميل عادل البعوة صحفي بصحيفة 26 سبتمبر قال : من وجهة نظري الشخصية اعتقد انه بعد مرور عام من التوقيع على المبادرة الخليجية قد تحقق الكثير منها ، لكن الأكثر لم ينفذ بعد. وعلى سبيل المثال تحقق منها تنازل الرئيس السابق عن الرئاسة وإجراء انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة وفاق وطني وتشكيل لجنة عسكرية ووقف إطلاق النار والحرب التي كانت قائمة حينذاك. لكن بالمقابل لو عدنا إلى تفاصيل الآلية التنفيذية لوجدنا أن أسباب التوتر الأمني والسياسي ما تزال قائمة ،فأقطاب الصراع السياسي ما يزالون في الواجهة، السلاح ما يزال جاهزا والمدن تتكدس بالأسلحة، حكومة الوفاق لم تعمل وفق ما حددته الآلية التنفيذية ، اللجنة العسكرية لم تنفذ ما حدد لها في الآلية ، وان كانت قامت بعمل كبير في جوانب أخرى لا يمكن إنكارها. وربما لمس المواطن التحسن الشكلي في خدمات الكهرباء وفي توفير المشتقات النفطية وفي المحاولات البطيئة لإعادة أعمار وإصلاح ما خلفته الحرب وترميم البنية التحتية،ومع ذلك فما تزال تلك الانجازات مهددة فالكهرباء مثلا يعتدى عليها باستمرار، حوادث التقطع والاختطاف في أوجها ،الانفلات الأمني حدث ولا حرج، هناك خفايا كثيرة يخطط لها السياسيون ربما يجهلها الكثيرون. ونحن بحاجة إلى عمل كثير للالتحاق بالجدول الزمني الذي حددته المبادرة الخليجية المحددة بعامين للوصول إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية وجيش موحد ونظام سياسي يتفق عليها الجميع وحل لمجمل القضايا المعقدة، وهذا لن يتحقق إلا بإرادة سياسية كبيرة ،وبدعم وتأييد شعبي واسع، وبرقابة وإشراف دولي مستمر. [c1] معيار نجاح المبادرة [/c]ويقول الزميل الصحفي منصور الجرادي رئيس مؤسسة وجوه للإعلام والتنمية : المبادرة الخليجية أو «التسوية السياسية» كانت نتاجاً لحوار طويل في خضم الثورة بين الأطراف السياسية في اليمن، والدول الراعية لها ، وجاءت في وقت كانت الأوضاع فيه مستعرة، ومتصاعدة، وكانت رغم الفعل الثوري، مهمة لإعادة الهدوء والسكينة إلى اليمن. وفي ظني أن المبادرة الخليجية، كانت مهمة لليمنيين، لكنها لم تكن كافية، ما لم يتبعها فعل حقيقي في تنفيذ بنودها التي تنص صراحة على التغيير الشامل، تغيير نظام وتغيير مظالم وعودة الحقوق، وتوحيد الجيش، ومغادرة الفاعلين السياسيين الذين أوصلوا البلد إلى حافة الانهيار أماكنهم ، وترك اليمن بسلام.وأضاف الآن عمر المبادرة الخليجية عام ونفذ القليل من بنودها رغم أهمية ما نفذ، وتبقى الأهم وهو الحوار الشامل على قاعدة مصلحة اليمن أولا، ومن ثم وهو أهم المهم توحيد الجيش اليمني المفكك حتى الآن، وهذا يجب أن يسبق عملية الحوار إذ لا حوار قبل توحيد مصدر اتخاذ القرار في الجيش. وسيبقى الحوار وهيكلة الجيش وإعادة التدوير الوظيفي في الوظائف وإقالة الفاسدين، والاستجابة لمطالب الشباب التي خرجوا من أجلها إلى الشارع، والتحاور مع الشباب لا مع الأطراف المعنية بافتعال المشاكل والأزمات لليمن، هو المعيار لان تمر هذه المبادرة إلى شاطئ الأمان. صحيح أن تحديات كبيرة تواجه البلد، لكنها ليست مستحيلة الحل، ولا بد أولا أن يكون هناك تفريق بين الغث والسمين من حيث المطالب، والتفريق بين ممثلي الشعب والممثلين عليه، ولا بد أن تستوعب المبادرة غير الموقعين عليها، وهو المعيار الحقيقي الثاني إن لم يكن الأول للنجاح.[c1] المشهد صعب [/c]أما الزميل خالد الشهاري صحفي بوكالة الأنباء اليمنية سبأ فقد تحدث من جانبه وقائلا: إن المبادرة الخليجية حتى الآن لم تحقق ما يصبو إليه المواطن اليمني إلا في بعض الجزيئات التي لا تلامس هموم وتطلعات الشعب الذي خرج ينشد التغيير لأن المبادرة مثلت طوق النجاة ومظلة للفاسدين بحماية دولية وإقليمية ومحلية . فالمؤسسة العسكرية ما تزال منقسمة إلى ثلاثة مكونات الأول الحرس الجمهوري و الثاني الفرقة أولى مدرع و الثالث المعسكرات التي تم سحبها من الحرس الجمهوري والفرقة أولى مدرع .فأصبح كل فريق متمرساً وراء جيشه. كذلك الحوار الوطني إلى الآن لم نعرف ولم نستطع تحديد موعد انعقاده وكيف وأين سيعقد . لذلك برأيي المبادرة الخليجية لم تحقق المطلوب بقدر ما حققت أهداف وتكتلات قوى أخرى كانت تسعى وبشتى الوسائل إلى ذلك.المبادرة الخليجية لم تحقق على الأرض ما حققته في الإعلام والنشرات الإخبارية فهي اهتمت بمسألة الاجتماعات هنا وهناك وتركت جوهر العمل في ارض الواقع . لذلك فالمشهد اليمني مازال صعبا ومعقداً وإذا لم نتدارك الأمر بكل جدية وإخلاص ستسوء الأمور وسنعود إلى نقطة الصفر لان المبادرة لاتزال حبراً على ورق واهم بنودها لم تنفذ .[c1] نجاحات وإخفاقات [/c]من جهته يقول ماجد على الجبلى موظف حكومي أن توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في مدينة جدة السعودية قبل عام قد حظي باهتمام محلي وإقليمي ودولي كونها كانت المنفذ الوحيد للخروج باليمن من حرب أهلية طاحنة لا تحمد عقباها. ومن منطلق الحكمة اليمنية تجلت رؤية واضحة في الاتفاق والتصالح وتقديم تنازلات من جميع الأطراف لكي يتم بعدها التصالح والتوافق والخروج من هذا المأزق الضيق.وأضاف وبفضل الله وجهود دول مجلس التعاون الخليجي تم التوصل إلى هذه المصالحة والتوقيع عليها وعلى آليتها التنفيذية المزمنة. ولكن يقال أحيانا تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن فبالرغم من تجنيب اليمن ويلات الحرب الأهلية وإجراء الانتخابات الرئاسية التي نص عليها بند واضح في المبادرة وتشكيل حكومة وفاق وطني وتشكيل اللجنة العسكرية لإعادة الأمن والسلام ورفع جميع المظاهر المسلحة والمتاريس وكل أشكال التسلح ولكن تبقى العديد من تطلعات الشعب اليمني سراباً في سراب فلا أمن تحقق بالشكل المطلوب ولا فرص عمل وجدت كي تحسن الظروف المعيشية لآلاف الأسر ولا يزال الفساد يعبث بمدخرات ومصالح الأمة وثروات الوطن ولا تزال الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة وغيرها تئن تحت مظلة الفساد والمفسدين. فلا مطالب الشباب تحققت ولا الفاسدون ذهبوا وعوقبوا . والعجيب أن بعض المسئولين اليمنيين سواء من هم محسوبون على النظام السابق أو من هم محسوبون على ثورة الشباب لا يهمهم إلا تكوين الثروة . وأصبح المواطن اليمنى لا يثق في احد بل وأصبحنا نتمنى أن يؤتى لنا بحكومة صينية أو يابانية حتى تتحقق لنا الحياة الكريمة والعيش الرغيد.فلقد نجحت المبادرة الخليجية في إبعاد اليمن من دائرة الحرب ولكنها أخفقت في العديد من الجوانب بل وجعلت من اليمن كعكة تتقاسمها الأحزاب والشخصيات التي لا هم لها سوى مصالحها الشخصية . كما أخفقت المبادرة الخليجية في وضع إستراتيجية للانتعاش الفعلي بالاقتصاد اليمني من خلال الدعم المباشر بالمال وتوفير فرص العمل للشباب اليمنيين بدلاً من الاستعانة بالعمالة الهندية والبنغال في تغطية الثروة البشرية العاملة التي تحتاجها الدول الخليجية بشدة ووضع خطة أمنية حقيقية وفاعلة في جدول زمني بدلاً من صرف الكثير من المبالغ المالية في اجتماعات ورحلات فاشلة لأعضاء اللجنة الأمنية والعسكرية التي لم تحقق حتى نسبة 50% من الأمن والاستقرار في الوطن.فالشعب اليمني يتطلع للحقائق والأفعال لا للأقوال والتصاريح والخطب الرنانة التي لا تمت إلى الواقع بصلة. ومن منطلق الخروج باليمن من دوامة الحرب والفقر والمجاعة فأننا نطلب من جميع الساسة رعاة المبادرة الخليجية ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن الاهتمام بمصالح وحقوق وتطلعات جميع اليمنيين التي تتمثل في الحياة الأمنية والعيش الكريم.[c1] الوضع معقد [/c]أما الزميل أمين الصفاء صحفي بصحيفة (الشارع) فقد تحدث من جانبه وقال: بعد مرور عام على توقيع المبادرة الخليجية أرى أن الوضع لا يزال معقداً نتيجة عدم استكمال إجراءات هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية ناهيك عن أن بعض المؤسسات والقطاعات المدنية تتطلب إعادة النظر إليها بصورة سريعة وخصوصا القريبة إلى المواطن وحياته اليومية بحيث يستشعر المواطن التغيير الذي حدث في اليمن .. الجانب الأخر المؤشرات والمعطيات التي حدثت وتحدث حاليا توحي بمدى تعثر التفاهمات السياسية بين فرقاء الأطياف والمكونات السياسية في البلد وهذا معناه أن الوضع لا يزال معقداً .المواطن كان يأمل حلولاً لمشاكله وقضاياه اليومية قضايا قطع الطرقات، قضايا المعيشية التي يعاني منها المواطن بين الحين والأخر نتيجة انهماك القادة والساسة في تقاسم المناصب والمناصب ا لعليا.[c1] تحول تأريخي[/c]وتقول الزميلة إشراق دلال صحفية بصحيفة (الوحدة): لكي نحافظ على المكتسبات الوطنية والتنموية ونحقق المزيد لا بد من حماية السلم الاجتماعي والسيطرة الكاملة لمنع لغة البندقية .. حيث والوطن يحتاج من الجميع استشعار المسؤولية كلاً في موقعة سواء السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي .. وغيرها من مواقع البناء والتنمية وذلك في إطار الهوية الوطنية الصادقة بعيداً عن الرؤى المؤدلجة والسياسات البراجماتية الضيقة.وأضافت أن مرور عام على توقيع المبادرة الخليجية والمزمنة والالتزام بها من كافة أطياف العمل السياسي في اليمن يعد النجاح الحقيقي والذي حققته في إزالة كل مظاهر التوتر والعنف المسلح التي تسببت في خسائر بشرية ومادية وأيضا تسببت في مشاكل نفسية يصعب على المجتمع تجاوزها بسهولة .. ورغم أن التوقيع على المبادرة يعد تحولاً تاريخياً له خصوصيته ومكانته النوعية خاصة في اليمن بتعدد مناقبه الحزبية والقبلية والمناطقية .. إلا أنها ليست نهاية المطاف فأمام القوى السياسية الموقعة على المبادرة وغير الموقعة بل وعلى المجتمع ككل مهمة صعبة واختبار حقيقي لوطنيتهم في إيصال اليمن إلى الأمان .. ولن يتم ذلك إلا في إطار إرساء وترسيخ سياسة التسامح وتقبل الآخر ونبذ العنف والتطرف والقبلية والمناطقية .[c1] طوق نجاة [/c]محمد عبد الرقيب الحيدري وهو موظف حكومي قال: لقد مثل توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة قبل عام طوق نجاة لليمن وجنبها حرباً أهلية محتملة كادت تأكل الأخضر واليابس ولكن برحمة من الله وحكمة اليمنيين وجهود الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسهم الأشقاء في المملكة العربية السعودية إلى جانب جهود المجتمع الدولي تجاوزنا هذا الخطر وعبرنا بسلام إلى بر الأمان واثبت اليمنيون قدرتهم على حل مشاكلهم السياسية بالطرق السلمية من خلال قبول المبادرة ومباشرة تنفيذها وتحقيق انتقال سلمي للسلطة وتشكيل حكومة وفاق وطني ولجنة عسكرية وتحققت العديد من النجاحات على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي غير أن هناك الكثير من الخطوات والإجراءات التي من المفترض وفقا للمبادرة الخليجية أن تتم لكنها لم تتحقق وما تزال الأمور غامضة في كثير منها.واعتقد جازماً انه وبعد مرور عام على توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية فإن الأمر ما يزال صعباً ويجب على اليمنيين أن لا يسمحوا بعودة اليمن خطوات إلى الخلف وأن يغلبوا المصلحة الوطنية ويتجاوزوا الماضي ويفتحوا صفحة جديدة يسودها التسامح والوفاق تمكنهم من الدخول في حوار وطني شفاف يحقق لليمن حلاً شاملاً لكل قضاياها العالقة ويخرج بخارطة طريق مستقبلية تلبي آمال وتطلعات الشعب اليمني .وقال: إننا ندرك جيداً أن الوضع في اليمن ما يزال صعبا ومعقدا والتوتر السياسي ما يزال قائماً وكل طرف يتربص بالأخر وهناك من يحاول إفشال المبادرة الخليجية لإغراض شخصية وأخرون لمصالح خارجية ، وعلى كل اليمنيين شبابا وسياسيين وأحزاباً ومنظمات مجتمع مدني وكل مكونات المجتمع أن ينتبهوا في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة لكل المخططات التي تريد أن تجعل من اليمن بؤرة صراع إقليمي أو مرتعاً خصباً للإرهاب وتجار الحروب . فيكفي اليمنيين معاناة ، ويكفينا ما نحن فيه من فقر وجهل وتدن في الخدمات وغياب للتنمية الحقيقية الشاملة والمستدامة .