داريا هي مدينة سورية عريقة تقع بالقرب من دمشق، وردت بالتاريخ حيث قاوم معين الدين أثر الفرنجة وصد الحصار الذي فرضته قواتهم في داريا، كما تقع في ريف دمشق غرب العاصمة بحوالي 8 كيلومترات، وهي قريبة جداً من حي المزة الدمشقي ومدينة معضمية الشام، كما أنها تعد أكبر مدن الغوطة الغربية.يعود تاريخ المدينة إلى فترات قديمة، حيث أنه مرتبط بتاريخ دمشق نفسها، ومعَ ذلك فإنها هي نفسها استوطنت منذ فترات مبكرة، وكانت أكبر قرى الغوطة على أيام الفتح الإسلامي. وأما اسمها فهو مشتق من كلمة «دار»، وفي عام 2011، أدت الاحتجاجات التي اندلعت في المدينة إلى سقوط عشرات القتلى واعتقال المئات من الأهالي.داريا هي كلمة سريانية تعني البيوت الكثيرة، مشتقة من كلمة دار، والنسبة إليها داراني.تشير بعض المصادر التاريخية أن داريا تعود إلى ما قبل الميلاد ويرتبط وجودها بوجود دمشق التي هي أقدم عاصمة بالتاريخ. وداريا تعني الدور الكثيرة وكان موقعها إلى الجنوب من مقام ومسجد عبد الرحمن العنسي المعروف بأبي سليمان الداراني ما يعرف بأرض حلاش وبداريا مقام أو قبر النبي حزقيل كما يروى، ويذكر أن عبد الله بن ثوب المعروف بأبي مسلم الخولاني قدم داريا بعد الفتح الإسلامي ونزل بها لوجود قبيلة يمنية استوطنتها قبل الإسلام هي بني خولان المتوفىعام 62هجري. كانت داريا معقلاً للغساسنة إلى أن جاء الفتح الإسلامي بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح عام 635م ، فكانت هي أكبر قرى، أهل اليمن بغوطة دمشق وأقاليم الشام وتأثرت داريا بمعظم الأحداث التي اعترت الحكم الأموي والعباسي وما جرى خلالهما من أحداث سياسية وعسكرية وخاصة. بمنازعات الخلافة كون داريا تقطنها قبائل يمنية ((خولان وعنس)) وأخرى قيسية. وتعرضت داريا للحرق نتيجة تلك المنازعات عام 126 هـــ وكذلك عام (67 1) هـــ بعصر هارون الرشيد وثارت الفتن بين القيسية واليمانية أو ما يعرف بفتنة أبي الهيذام حيث حرقت ونهبت وفي عام (233) هـــ تأثرت داريا بالزلازل. تقع داريا ضمن محافظة ريف دمشق إلى الجنوب الغربي من مدينة دمشق وقلما تذكر دمشق بكتاب إلا وتذكر داريا، تبعد عن دمشق حوالي 8 كم فهي أكبر مدن الغوطة الغربية ومركزها ترتفع عن سطح البحر 719م. يحدها من الشمال حي المزة ومعضمية الشام، ومن الغرب جديدة عرطوز ومن الجنوب صحنايا وأشرفيتها، ومن الشرق حي كفر سوسة وحي المزة وحي القدم.يوجد عدد من المنشآت الصناعية في مدينة داريا، وتوفر المرافق الخدمية الضرورية بالمدينة. كما أن معظم سكانها يعملون بالزراعة وبعضهم في المهن الحرة، خاصة مجال الجوالات بالإضافة إلى تربية الماشية وغيرها من المهن.