كان لها دور بارز في تحقيق أهداف الثورة وتطلعاتها المستقبلية
أحمد راجح سعيديسجل التاريخ للحركة الطلابية في جنوب الوطن اليمني أنها كانت في طليعة فئات الشعب المناضل وساهمت مساهمة فعالة في مقاومة المخططات والمشاريع الاستعمارية البريطانية كما ساهمت بدور كبير في المعركة القومية ضد الأحلاف الاستعمارية المشبوهة.ويمكن القول إن الحركة الطلابية في جنوب اليمن قد بدأت في الظهور مع تفتح الوعي الوطني وبداية اليقظة القومية فهي لم ترتبط بتاريخ محدد لأنها كانت دوماً وأبداً في مقدمة الحركة الوطنية، ولقد بذلت محاولات عديدة لتطبيقها في فترة متأخرة من خلال تشكيل نواد وجمعيات واتحادات طلابية خاصة في مدينة عدن إلا أن ذلك مع الأسف لم يتحقق لها نتيجة تعرضها للتيارات السياسية المتعارضة مداً وجزراً ما تسبب في إعاقة توحيدها في اتحاد عام يعبر عن المصالح المشتركة للقطاع الطلابي وعن تطلعاته الوطنية المستقبلية. ولقد ساهمت الحزبية المتعدددة الهوية في تمزيق الحركة الطلابية إلا أنه ورغم ذلك بذلت في الفترة الأخيرة محاولة لتكوين اتحاد لطلبة الجنوب في مدينة عدن غير ان هذه التجربة سرعان ما انقسمت على نفسها وتشعبت إلى جناحين معبرة بهذا الانقسام عن التجنح للحركة الطلابية نفسها،وفي حضرموت أدت الحركة الطلابية دوراً بارزاً في تنظيم نفسها حيث بذلت لمحاولات عدة تكوين نواد طلابية في جميع المدارس الابتدائية والمتوسطة أكان في حضرموت الداخل أم في الساحل استطاعت ان تجسد وحدتها من خلال اتحاد طلاب حضرموت الذي شارك في جميع الاحداث النضالية من تاريخ المنطقة إلا أنه أي الاتحاد هو الاخر واجه المد والجزر نفسهما في تجارب التيارات السياسية المتعارضة الهادفة إلى السيطرة عليه غير أنه وبعد الاستقلال الوطني تم تشكيل اتحاد طلابي جديد ملتزم بأهداف الثورة وتطلعاتها باعتبار الطلاب طلائع المستقبل ومشاعل التقدم. [c1] دور الحركة الطلابية في مناصرة القضايا الوطنية والقومية[/c] تعتبر الحركة الطلابية القاعدة الحقيقية للعمل الوطني والقومي فهي التي ساهمت بوعي في جميع الأحداث النضالية لارهاب المستعمر وشراسته سقط من ابطالها في معركة النضال الوطني كوكبة من الشهداء في مقدمتهم قاسم هلال» و»هشام زوقري» وغيرهم من الشباب الذين رووا بدمائهم تربة الوطن وشجرة الحرية التي يقطف شعبنا اليوم ثمارها اليانعة فالحركة الطلابية هي التي قادت المظاهرات مع الحركة العمالية عام 1956م ضد العدوان الثلاثي على مصر وهو التي قادت المسيرات الشعبية حينما تقرر الزحف الجماهيري على المجلس التشريعي المزيف وهي التي خرجت تستنكر مشروع الاتحاد الفيدرالي 1955م ـ 1956م وهي التي قامت بجمع التبرعات لثوار الجزائر.كما تحملت بجدارة تحريك الشعب في كل المناسبات التاريخية والأحداث النضالية التي شهدتها ساحات الجنوب عبر مرحلة النضال وهي التي خرجت في 5 يوليو 1967م يوم العدوان الإسرائيلي على الأمة العربية لتعبر عن مواقفها القومية بكل وسائل المقاومة الشعبية التي تعد بكل المقاييس مفخرة للشعب اليمني إجمالا إن الحركة الطلابية بحق هي الوجه والمرآة الحقيقية للحركة الوطنية التقدمية في الجنوب من خلال الدور التاريخي الذي أدته في كافة المستويات لدفع الثورة نحو تحقيق أهدافها الوطنية والقومية .