ركزت على معانات الأمهاة والحوامل وكيفية حصولهن على خدمات الصحة الإنجابية
لقاءات وتصوير/ بشير الحزميتعاني العديد من النساء النازحات من أبين في مخيمات النزوح غياب خدمات الصحة الإنجابية وتعرض العديد من الأمهات والحوامل لمشاكل صحية ضاعفت من حجم معاناتهن وهو ما أكدته العديد من النازحات اللاتي مررن بتجارب حمل وولادة في مخيمات النزوح بعدن .صحيفة (14أكتوبر) خلال جولة لها في مخيمات النزوح بمحافظتي عدن ولحج لتلمس أوضاع النساء النازحات من محافظة أبين والتعرف على حجم معاناتهن وكيفية حصول الأمهات والحوامل على خدمات الصحة الإنجابية التقت بعدد من النازحات وأزواجهن وعدد من القائمين على رعايتهن ومقدمي الخدمات وخرجت بالحصيلة التالية: الأخت نعمة ثابت حسن من نازحات أبين في مخيم الموشكي بمحافظة عدن قالت إن الجانب الصحي في المخيم مغيب تماما وأنها خلال فترة الحمل والولادة لم تحظ بأي عناية من أي جهة كانت . وعندما تواجه مشكلة صحية فإن زوجها هو من يقوم بنقلها إلى اقرب مركز صحي للمخيم ويتم علاجها على نفقته الخاصة رغم ظروفه الصعبة وأنه أحيانا لا يجد ما يواجه به نفقات العلاج والمعاينة فتضطر للبقاء في المخيم حتى يستطيع تدبر ذلك .وأضافت بالقول : خدمات الصحة الإنجابية في المخيم غير متوفرة بما فيها برامج التوعية ، وخلال فترة الحمل واجهت العديد من المشاكل الصحية وسوء التغذية ولكن الحمد لله مرت فترة الحمل بسلام وتمت الولادة داخل المخيم تحت إشراف إحدى قريباتي لأن ضيق الحال وعدم قدرة زوجي على دفع مصاريف الولادة في المستشفى أجبرنا على أن تكون الولادة في المخيم.وأوضحت أن المخيم لا تتوفر فيه طبيبة أو قابلة وأن جميع الحالات التي مرت بحمل وولادة في المخيم قد عانت مشاكل صحية عديدة وان من كانت حالتها خطيرة فأن أمام الزوج احدى خيارين إما أن تبقى زوجته في المخيم وتلد فيه وتواجه قدرها أو يتم نقلها إلى المستشفي وعليه أن يتدبر أمر توفير مصاريف ونفقات العلاج والولادة .الحوامل دون رعايةوتشاطرها الرأي أم نعمان حسن نازحة من أبين وتقيم معها في المخيم نفسه فتقول: منذ أن جئنا إلى المخيم لا نعرف شيئا عن خدمات الصحة الإنجابية وأجهل تماما ما تعنيه هذه الكلمة كوني حديثة عهد بالزواج ولم أنجب بعد ، ولم يسبق أن زارتنا في المخيم أي طبيبة نساء أو قابلة وكل النساء الحوامل في المخيم لم يحظين بأي اهتمام لا من تغذية ولا من رعاية صحية ، وبعض الأزواج كان يناضل لتوفير ما يمكنه من نقل زوجته إلى المستشفى لمتابعة حملها وعمل الكشافات التلفزيونية لها أو الولادة في المستشفى إذا كانت حالتها خطيرة أما من لم يقدر على تدبير أي مبلغ للعناية بزوجته الحامل فأنه يبقيها في المخيم دون أي رعاية صحية و يظل يناضل من اجل توفير لقمة العيش الأساسية له و لأسرته وهذا هو حال معظم من في المخيم.وتضيف أم نعمان بالقول : صحيح أن هناك أشخاصا من جهات ومنظمات عديدة ومسئولين يزورون المخيم ويعدوننا بتوفير كل شيء لكن بعد أن يذهبوا لا يتحقق من وعودهم شيء .واكدت أن النساء في المخيم يواجهن متاعب كثيرة ولهن احتياجات عديدة ولا يهتم بهن أحد.متمنية أن تحضى النساء النازحات بجزء ولو يسير من الرعاية والاهتمام.معاناة أمهاتأما الأخت النازحة مريم محمد يحيى التي وتعرضت لمخاطر خلال الحمل والولادة فقد روت قصتها بالقول: لقد كنت أعاني من تسمم الحمل وواجهت خلال الحمل مشاكل صحية عديدة وقد زرت الطبيبة في المستشفى لأكثر من عشرين مرة وعملت حوالي 15 جهازا تلفزيونيا (كشافة تلفزيونية ) لمتابعة وضع الجنين وكل هذا تم إجراؤه في عيادات خاصة خارج المخيم علي نفقتي الخاصة ، ففي كل زيارة أقوم بدفع ألف ريال للمعاينة وألفي ريال للجهاز التلفزيوني وقد نصحتني الطبيبة بأن ألد في المستشفى حفاظا على حياتي وقد تمت الولادة بالمستشفي وكانت طبيعية والحمد لله .وأضافت مريم: لقد كانت معاناتي خلال الحمل كبير، حيث كنت أقوم بالإعمال المنزلية في المخيم بالإضافة إلى عملي كمسئولة نظافة في المخيم وحين احتاج إلى مراجعة طبيبة لمتابعة الحمل فأن علي أن أتوجه إلى العيادة لأنه ليس هناك اهتمام صحي بالنازحات في المخيم ولم تزرنا أي فرق صحية خاصة بالنساء والولادة. وأوضحت مريم إن العديد من النساء في المخيم تعرضن لمخاطر خلال فترت الحمل والولادة ولم يقدم لهن أي اهتمام أو رعاية وأن العديد منهن لم يتمكن من زيارة الطبيبة في المرافق الصحية خارج المخيم خلال فترة الحمل وتمت ولادتهن داخل المخيم دون أي إشراف طبي بالرغم من أن حالة بعضهن خطرة ويفترض أن تكون ولادتهن في المستشفى أو على يد قابلة مدربة غير أن ذلك لم يتم نتيجة الظروف المادية الصعبة .وقالت مريم أن النساء في المخيم حصلن قبل أشهر عديدة علي حقيبة نسائية مقدمة من صندوق الأمم المتحدة للسكان وتحتوي على بعض الاحتياجات الخاصة بالنساء وقد قوبلت هذه الحقيبة بارتياح واسع في أوساط النازحات واستفدن منها كثيرا وخففت جزءا يسيراً من معاناتهن غير أن انعدام الخدمات الأساسية من لقمة العيش قد جعل من هذه الحقيبة شيئا ثانويا . وأعربت مريم عن قلقها من إجراءات إعادة النازحين إلي مناطقهم قبل تطهير المناطق من الألغام وإعادة بناء ما خلفته الحرب وعدم توفير المتطلبات الأساسية للعيش، وقالت: كيف سنعود وديارنا مهدمة والى أين سنذهب فإذا كنا نعاني ونحن هنا في المخيم فكيف سيكون الحال ولا مأوى لنا .الوضع المعيشي سيئوتقول بصرا حميد أحمد ربيع نازحة المخيم ذاته أنا حامل في الشهر الخامس بتوأمين وقد عملت جهازاً تلفزيونياً في مركز صحي خارج المخيم على نفقة زوجي و هذا الحمل هو الثاني . حيث ولدت بنتاً قبل أن أحمل بالتوأمين ولكنها ماتت وهي في الشهر الثاني من عمرها . والحمد لله حتى الآن كل شيء تمام وبعض الأحيان اشعر بتعب في الليل .ويضيف فارس حسن أحمد زوج بصرا بالقول: الوضع المعيشي في المخيم سيئ وما نعانيه هو انعدام المتطلبات الأساسية للعيش من غذاء ودواء ، وكل ما اجنيه من عملي كحمال علي باب الله أوفر به ما نقتات به . وبالطبع زوجتي حامل وتحتاج إلى غذاء سليم وراحة وأيضا إلى متابعة الحمل وزيارة الطبيبة في المركز الصحي من وقت إلى أخر وكل ذلك يتطلب مالا ولكن من أين لنا ذلك والظروف لا يعلم بها إلا الله فيوم أجد عملا ويوما أعود كما خرجت. وقال لو كان هناك رعاية صحية وعناية بالنساء الحوامل في المخيم لخفف ذلك من عنائنا الكثير فأحيانا يواجه رب الأسرة ضغوطات نفسية نتيجة عدم قدرته علي تأمين لقمة العيش له ولأسرته فكيف الحال مع وجود نساء حوامل وأطفال صغار .خدمات غير متوفرةوتتفق مع ما طرحته مريم الأخت رندة صالح أحمد وهي نازحة حامل في الشهر التاسع وتعاني من مشاكل صحية ومخاطر في الحمل حيث تقول: لا توجد في المخيم أي خدمات للأمهات والحوامل . وبالنسبة لحالتي فقد كان الحمل من بداياته الأولى طبيعيا ولكن منذ تعرضت لحادث سقوط علي الأرض وأنا حامل في الشهر الثامن بدأت أعاني من نزيف وخروج سوائل وبدأت مشاكل الحمل تزيد وكنت أعاني من فقر دم وهبوط في الضغط .ويضيف باسل احمد زوج رندة: لقد نصحتنا الطبيبة التي زارتها زوجتي بأن ترتاح وتتغذى بشكل جيد لكن من أين سأوفر الغذاء المناسب لزوجتي وظروفي صعبة إذا كنت غير قادر على توفير قيمة العلاج ونفقات المعاينة والجهاز التلفزيوني ومصاريف الذهاب والعودة إلى المستشفى لان حالة زوجتي تتطلب الرعاية والاهتمام ومراجعة الطبيبة بين وقت وآخر إضافة إلى أن موعد الولادة قد قرب ولابد أن تلد في المستشفى وتحت رعاية طبية كما نصحتنا الطبيبة فمن أين سأوفر الغذاء اللازم لزوجتي ولقمة العيش لي ولأسرتي ومتطلبات ذلك كله وما زال يثقل كاهلي دين لم استطع أن أسدده وأنا يوم بعمل وآخر بدون عمل . .ونفى زوج رنده أن تكون زوجته قد تلقت أي خدمات صحة إنجابية أو مشورة في المخيم أو حظيت بأية رعاية أو اهتمام منذ بداية الحمل. النازحات معاناة مستمرةاحمد غالب محمد عبده نائب رئيس لجنة إدارة مخيم مدرسة الموشكي في دار سعد بمحافظة عدن قال: في المخيم تعاني النازحات من مشاكل عديدة نتيجة الإهمال وغياب الرعاية الصحية وتواجهنا مشكلة إذا حدثت حالة ولادة متعسرة أو مضاعفات لأم فإننا نواجه صعوبة كبيره في نقلها إلى المستشفى وتوفير سيارة لإسعافها إلا إذا كان زوجها قادرا فيتم إسعافها إلى المستشفى القريب من المخيم. وأوضح أن عدد الأسر في المخيم كان قد بلغ 90 أسره غير انه ونتيجة للإهمال وعدم تأمين احتياجات النازحين فإن العديد منهم قد فضل الخروج من المخيم والبحث عن مكان آخر .وقال: بلغ عدد حالات الولادة في المخيم نحو 20 حالة سواء التي تمت ولادتها في المخيم نفسه من قبل الجدات الشعبيات أو اللاتي تم نقلهن إلى المستشفى وولدن هناك على نفقة أزواجهن، مؤكدا أن أكثر ما يعاني منه النازح هو توفير لقمة العيش . وأن العديد من المضاعفات التي تعرضت لها الحوامل في المخيم كان نتيجة سوء التغذية وتحمل المرأة الحامل أعباء منزلية تفوق قدرتها .ونفى تماما وجود أي رعاية صحية في المخيم ووجود قابلات للعناية بالنساء الحوامل أو الإشراف على حالات الولادة التي تتم في المخيم باستثناء بعض الفرق التي كانت تأتي لتقديم أدوية سوء التغذية للأطفال ، مرجعا سبب عدم زيارة العديد من النساء الحوامل إلى المرافق الصحية لمتابعة الحمل إلي الظروف الاقتصادية للنازحين وعدم توفر الإمكانيات المادية وتركيز جهود النازحين على توفير لقمة العيش.مخيمات بدون رعاية صحيةمن جانبه يقول الأخ عدنان محمد حبيب رئيس لجنة النازحين بمنطقة دار سعد بمحافظة أبين: رغم انه كانت تأتينا من وقت لآخر فرق صحية للعناية بالنازحين إلا أن الوضع الصحي بشكل عام في المخيمات سيئ لأن النازح عندما يتعرض لأي مشكلة صحية لا يجد من يقدم له الخدمة وما عليه إلا الذهاب إلى أي مرفق صحي خارج المخيم وعلى نفقته الخاصة.وأضاف : لقد جرت عدة ولادات لأمهات داخل المخيم دون أي إشراف طبي ولم تتلق أي امرأة خلال الحمل أو الولادة أو ما بعد الولادة أية رعاية أو خدمات صحة إنجابية ولم يكن هناك تواجد لأي طبيبة نساء وتوليد أو قابلة في المخيمات ومع ذلك ولله الحمد فان اغلبهن جرت ولاداتهن بشكل طبيعي ولم يواجهن أية مشاكل صحية أو مضاعفات . لكن هناك حالات تعرضن لمخاطر وتم نقلهن إلى المستشفى وتمت ولادتهن في المستشفى إما طبيعيا أو بعمليات قيصرية وطبعا علي نفقة أزواجهن.وأوضح أن معظم من يعيشون في مخيمات النازحين بعدن هم من الطبقة الفقيرة والمعدمة التي تعيش على أقل من دولار في اليوم ، وبالتالي فإن الكثير منهم رغم معاناتهم في تأمين لقمة العيش لأسرهم يعجز عن توفير الرعاية الصحية المطلوبة للنساء الحوامل والأطفال ولهذا نلاحظ أن الكثير من الحالات لا يتم نقلها إلى المرافق الصحية خارج المخيم رغم أن الحالة تستدعي ذلك وهذا كله نتيجة للوضع المادي الصعب لتلك الأسر، مؤكدا أن النازح بشكل عام والأمهات والحوامل بشكل خاص لم يحظوا بأية رعاية صحية باستثناء فترة الشهرين الأولى من بدء النزوح إلى مخيمات النازحين في عدن.وقال إن معظم ما واجهته النساء الحوامل هو سوء التغذية فضلا عن أن خدمات الصحة الإنجابية في المخيمات غير موجودة نهائيا.وأضاف: نثمن عاليا الدور الذي يقوم به صندوق الأمم المتحدة للسكان وجمعية رعاية الأسرة اليمنية في توزيع الحقائب النسائية للنازحات من أبين لكن أعتقد انه في ظل غياب الخدمات الأساسية ولقمة العيش والخدمات الصحية بشكل عام فإن هذه الحقائب رغم حاجة النساء إليها لا تمثل بالنسبة للنازحات أهمية وبالتالي نلاحظ أن الجميع في المخيم رجالا ونساء وأطفال لا يتحدثون إلا عن لقمة العيش وكيف يتم توفيرها .الوضع في لحج مختلفأما في مخيمات النازحين بمحافظة لحج فالوضع يختلف تماما حيث عبر العديد من النازحين عن ارتياحهم لمستوى الخدمات الصحية المقدمة للأسر النازحة وأكدت العديد من النساء الحوامل أنهن حظين برعاية صحية وتواجد للفرق الطبية المتنقلة والقابلات داخل المخيمات كما قدمت المرافق الصحية الرعاية والاهتمام المطلوب للحالات التي تصلها من النازحين عموما والأمهات والحوامل خصوصا و هذا ما أكدت عليه الأخت فاطمة محمد البواش (نازحة من أبين) التي أعربت عن شكرها للقائمين على القطاع الصحي في محافظة لحج وإدارة مخيمات النازحين والمنظمات الدولية على ما يقدمونه من رعاية واهتمام . وقالت اليوم نحن نتسلم الحقيبة النسائية المقدمة من صندوق الأمم المتحدة للسكان وجمعية رعاية الأسرة ونشكرهم عليها لأنها تحتوي على احتياجات خاصة بنا وتوفيرها لنا يعني الشيء الكثير . خدمات إنجابية مجانيةوتتفق معها الأخت سعيدة محمد أمين وهي نازحة في مخيم مدرسة الزهراء بمحافظة لحج فتقول: لقد زارتنا إلى المخيم العديد من الفرق الطبية والقابلات وكان يتم تقديم الخدمات الصحية الإنجابية والمشورة وخلال فترة الحمل الذي مررت به كانت الفرق الطبية تزورنا في المخيم وتقدم لي النصائح وكانت أعاني من نزول في وضع الجنين وتم نصحي بالراحة والولادة في المستشفى لأن الولادة لن تتم إلا بعملية قيصرية وعندما حان وقت الولادة ذهبت إلى المستشفى وتم عمل قيصرية لي وكانت الخدمات التي تقدم لي مجانية والآن والحمد لله أنا وطفلي في صحة وعافية .وأعربت سعيدة عن فرحتها بحصولها على حقيبة فيها أغراض خاصة بالنساء تم توزيعها على النساء في المخيم من قبل جمعية رعاية الأسرة وهذه الحقيبة فيها أشياء مهمة بالنسبة للمرأة خصوصا وأن الوضع المادي للأسرة لا يسمح بتوفيرها. ويؤكد صالح محمد الجريري زوج النازحة سعيدة ما روته زوجته ويقول: لقد تلقت زوجتي رعاية واهتماما كبيرا في المخيم خلال فترة الحمل والولادة وقد تم تقديم كل ما تحتاج إليه من رعاية صحية وخدمات إنجابية سواء في داخل المخيم أو في مستشفى ابن خلدون خارج المخيم . وأشكر كل من ساعد زوجتي ووقف إلي جانبها لتتخطى هذه المرحلة بسلام. خصوصا أنني معاق لا أقدر على العمل وأقتات من عمل بسيط وهو تحميل ركاب في الفرزة . عيادات متنقلة واهتمام متزايدالأخ عمر أبو بكر السقاف من مكتب الصحة بمحافظة لحج الذي التقيناه في احد مخيمات إيواء النازحين بلحج قال إن العربة المتنقلة التي تقدم خدمات الصحة الإنجابية كانت طوال الفترة الماضية متواجدة وتتنقل بين مخيمات النازحين في محافظة لحج وقد قدمت خدمات عظيمة للأمهات والحوامل . وكان هناك أيضا نزول مستمر للطبيبات إلى مختلف أماكن تواجد النازحين وقد قدمن خدمات الصحة الإنجابية والمشورة . وأضاف أن مكتب الصحة بمحافظة لحج قام بدور مع النازحين علي أكمل وجه وذلك في تقديم الرعاية الصحية اللازمة لأسر النازحين و قدم العلاجات. وأيضا خدمات الطوارئ التوليدية كانت متوفرة ومجانية والولادات التي كانت تتم في مستشفى ابن خلدون بما فيها العمليات القيصرية للنازحات.وأكد أهمية توزيع الحقائب النسائية للنازحات كون الأسر النازحة هي اسر منكوبة وقد تركت وراءها عند النزوح كل ما تملك من ملابس وخلافه والبعض منهم لا يملكون مصادر دخل وهذه الحقيبة بما تحويه من أغراض نسائية خاصة ستلبي الجزء اليسير من احتياجات النساء .حقائب نسائية للنازحات وخلال جولتنا في مخيمات النزوح بمحافظة لحج التقينا بالدكتور فارس الوعيل مسئول برامج الإغاثة بجمعية رعاية الأسرة اليمنية الذي كان يشرف على عملية توزيع الحقيبة النسائية المقدمة من الجمعية بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان للنازحات من أبين حيث قال إن جمعية رعاية الأسرة اليمنية كانت من أول الجمعيات اليمنية التي استجابت لحالات النزوح التي حدثت من أبين نتيجة المعارك التي حصلت وكانت البداية للجمعية عن طريق تقديم الخدمات الصحية سواء خدمات الصحة الإنجابية أو خدمات الصحة العامة بشكل عام عن طريق تشغيل عيادة طبية متنقلة في محافظة لحج وعن طريق تقديم خدمات صحية للنازحين الموجودين في دار سعد بمحافظة عدن عن طريق المركز الصحي الثابت التابع للجمعية . والجمعية بدأت مع صندوق الأمم المتحدة للسكان والآن نحن مستمرون مع الصندوق للاستجابة الطارئة لتنفيذ مشروع توزيع الحقيبة النسائية على النازحات . وأضاف: نحن أيضا في محافظة أبين نقوم بتقديم خدمات الصحة الإنجابية عن طريق القابلات الموجودات في أبين ، موضحا أن توزيع الحقيبة النسائية للنازحات يأتي في إطار اهتمام الجمعية وصندوق الأمم المتحدة للسكان بتقديم خدمات الصحة الإنجابية للنازحات وهذا المشروع ينفذ في مرحلته الثالثة ويشمل توزيع 10 آلاف حقيبة نسائية للنازحات منها 4 آلاف حقيبة للنازحات في حرض و6 آلاف حقيبة للنازحات من أبين وهدفنا من توزيع هذه الحقيبة هو تخفيف ولو جزء من المعاناة التي تحدث للنساء نتيجة النزوح. وقال إن الجمعية وضمن أنشطتها لتقديم خدمات الصحة الإنجابية للنازحات بصدد إعداد دراسة وتقييم لوضع الصحة الإنجابية في محافظة أبين وتقييم الاحتياج القائم لهذه الخدمات. النازحة هي الحلقة الأضعفوللمنظمات الدولية في هذا الجانب رأي حيث تحدثت الأخت أحلام صوفان مسئولة النوع الاجتماعي بصندوق الأمم المتحدة للسكان التي زارت عددا من مخيمات النازحين بمحافظتي عدن ولحج وقيمت الوضع فقالت: الصراعات دائما تؤثر بشكل كبير على حياة الشعوب، حيث تجبرهم على ترك منازلهم وترك كل شيء هربا بحياتهم. و لكن تظل المرأة ، خاصة النازحة، هي الحلقة الأضعف و الأكثر تضررا في هذه الصراعات والأزمات الإنسانية. فالمرأة النازحة قد تكون حاملا، و تحتاج إلى خدمات الرعاية الصحية قبل الولادة، أو إلى ولادة آمنة، أو الحماية من العنف الذي قد تتعرض له في مثل هذه الظروف. لهذا من المهم جدا رعاية الأمهات في مثل هذه الظروف الإنسانية لأنهن هن من يقمن برعاية أطفالهن، فإذا بدأنا بمساعدتهن ورعاية حالتهن الصحية، سنمكنهن من مساعدة أطفالهن بشكل أفضل. فمعظم هؤلاء النسوة اضطررن لترك منازلهن بشكل عاجل مخلفات وراءهن كل شيء بما في ذلك الملابس اللائقة التي تؤثر على تنقلهن خارج منازلهن. وأضافت أنه في اليمن هناك معايير اجتماعية للبس اللائق و المقبول للمرأة و الذي يعد ضرورياً لتعزيز تنقلها ومشاركتها في الأنشطة العامة، ومن دون اتباع هذه المعايير فإنه يصعب على النساء الخروج من منازلهن للبحث عن قوت المعيشة. ففي مخيمات النازحين، عادة ما يكون لدى الكثير من النساء عباية واحدة أو اثنتان فقط، يتم ارتداؤها بصورة دائمة كما يتم ارتداؤها خلال مراحل النزوح. فالملابس غير المقبولة اجتماعيا تحد منها تقيد حريتهن في التنقل حال انعدام قدرتهن على تغيير أو غسل ملابسهن (حيث أن الكثيرات لا يمتلكن إلا عباية واحدة ) ما يؤدي بشكل مباشر إلى انتشار الأمراض النسائية والجلدية بشكل كبير.وأوضحت أن النساء والفتيات في مخيمات النزوح عادة ما يصبحن عرضة للعنف كما أنهن يتعرضن لمختلف الأمراض ومنها الأمراض الجلدية جراء الافتقار إلى النظافة الصحية نتيجة للظروف المناخية السيئة. وقالت إن صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن بادر بالتدخل لمساعدة أولئك النسوة في مخيمات النازحين. واحد من هذه التدخلات هو مشروع الصندوق لمنع العنف القائم على النوع الاجتماعي والذي تم تصميمه بغرض صون كرامة و خصوصية النساء والفتيات في المحيط الثقافي اليمني. وعلى هذا الأساس، بدأ صندوق الأمم المتحدة للسكان في توزيع الحقائب النسائية التي تشمل الملابس النسائية مثل العبايات والحجابات بالإضافة إلى بعض مواد النظافة الصحية (المناديل الصحية، الصابون المضاد للبكتيريا، الملابس الداخلية وغيره). ومن شأن هذه الملابس اللائقة أن تعزز من تنقل المرأة في مخيم النازحين مما يمكنها بالتالي من الوصول للقوت المعيشي لها ولأسرتها على سبيل المثال خدمات الصحة الإنجابية والماء والغذاء. مواد النظافة الصحية ستكون ضرورية للمحافظة على نظافة وصحة النساء والفتيات ، لذلك هدفنا الرئيسي هو التأكد من أنه حتى في تلك الظروف الصعبة يجب أن تحصل المرأة على خدمات الصحة الإنجابية والرعاية الصحية والحماية من العنف، ولهذا نحن نتعاون مع مقدمي الخدمات الصحية العامة والخاصة لتوفير الحد الأدنى من الخدمات المطلوبة، أو لمساعدتهم على اكتشاف ومساعدة النساء اللواتي وقعن ضحايا للعنف.وأكدت مسئولة النوع الاجتماعي بصندوق الأمم المتحدة للسكان أن النساء النازحات هن الأكثر ضعفا وضررا في أي وضع إنساني وللمرأة النازحة احتياجات كانت تتوفر قبل النزوح ولكن بسبب النزاعات المسلحة تتأثر المرأة كثيرا وتعاني عدم توفر الخدمات الصحية بما في ذلك الصحة الإنجابية و وسائل تنظيم الأسرة وحماية المرأة . وقالت: من هذا المنطلق يهدف صندوق الأمم المتحدة للسكان بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني إلى تقديم خدمات الصحة الإنجابية وتوفير وسائل تنظيم الأسرة وتقديم الحماية للمرأة بما في ذلك توزيع الحقيبة النسائية التي تتضمن أشياء أساسية تحتاج لها النساء وتعينهن على الحصول على الخدمات الحيوية منها الصحة ، الغذاء ،.. إلخ. كما يقوم الصندوق برفع توعية المجتمع في ما يخص حماية المرأة من العنف الذي قد تواجه في منطقة النزوح.