كثرت دهاليز الظلام في العهد الإمامي البائد وتعددت مواقع سجونه القمعية في مختلف المحافظات خاصة المحافظات الشمالية والغربية من العاصمة صنعاء التي اجتهد على توسعتها وتفنن في بنائها مثل سجن (المهلهل) في خمر سجن (وشحة) في حجة وسجن (مانع) في شهارة وسجن (المشبك) في مديرية المدان في محافظة عمران.. صحيفة (14 أكتوبر) اختارت الأخير لأن أحد نزلائه كان أبو الأحرار محمد محمود الزبيري وإليكم التفاصيل :على بعد مائتي كيلو متر شمال غرب العاصمة صنعاء ترامت أطراف عزل مديرية المدان العشر التي يعيش تحت كنفها قرابة خمسين ألف نسمة وكنت قد زرتها قبل ثمانية أعوام وكان الوصول إليها في غاية الصعوبة بعد أن تقضي يومك كاملا بين صعود وهبوط وهدير محرك السيارة بينما هي اليوم في متناول اليد والوصول إليها بكل يسر وسهولة وهذا خير شاهد على أن الثورة في تطور مطرد، نستكمل رحلتنا إلى سجن المشبك الواقع شرقي عاصمة المديرية المدان وبعد أن تطأ قدماك حصن المدان ترى عن كثب سجن المشبك السجن الذي احتضن كبار مشايخ مديرية خمر حاضرة قبائل بني صريم والى جوارهم العالم الجليل والشاعر القدير أبو الأحرار محمود الزبير رحمه الله. وإذا ما أردت دخول أرجائه يدب في جسدك ارتعاش الخوف وعدم الطمأنينة لكنك مجبر على خوض متاهات دهاليزه بعد ان أصبح اثراً بعد عين. وبرغم مرور ستة عقود خلت لم يعف الدهر رسمه ليظل بقسوته بابا موصد وجداراً مخربة تخفي خلفها دهاليز تعج بصدى تعذيب الأحرار والأبطال الذين قالوا للإمام لا للبطش والتجبر ولا للجهل والتخلف وما أن تحط ركابك أمام باب خشبي عرضه تسعين سنتمترا وارتفاعه مائة وعشرين سنتمترحتى يشدك الفضول للولوج إلى أرجائه وأروقته وبحذر شديد ، كنا نتوقع بأنه آيل للسقوط ، دخلنا فتحت الباب التي لم ترحب بنا وشقت لاستقبالنا مسافة عشرين سنتمترا ورغم ذلك دخلنا أنا وأخي بكري مدير مكتب الصحة بالمديرية وأول ما استقبلتنا رواقان صغيران فصل بينهما جدار حجري جوار. فتحت مهندمة بارتفاع متر ولا ندري هل كانت بابا للحراس ام مدخلا لاستقبال من ظلموا في هذه الأرض الطيبة لدفاعهم عن كرامتهم وكرامة شعبهم وما أن تتسلل إلى الداخل تجد ساحة مكشوفة تدخلها الشمس تصل مساحتها حوالي عشرين متراً مربعا وأنت كذلك بين ركام الماضي وأكوام الحجار ترى على جهتك اليمنى عند أول دخولك غرفتين تجاورت الواحد تلو الأخرى ملامحهما بوضوح أنهما لم تبنيا لأجل استقبال نزلائها وإنما لقساة القلوب .حراس الزنزانة الكبرى القابعة خلف الغرفتين المتجاورتين بعمق ستة أمتار مازالت أثارها ترشدك إلى زنزانتين واقعتين نهاية الزنزانة الكبرى وهاتان الزنزانتان خاليتان من النور تماما ولا يوجد لها سلم بحيث تتفحصهما ولكن هناك اثراً علو جدرانه يبين أنه كان لنزلاء الزنزانة الكبرى والسجانون كانوا ينزلون على حبل صنع كسلم يرفع بعد ان يخرج السجان في شرق السجن ردهة المساجين او صالة المساجين الذين أحكامهم خفيفة على ما يبدو، لان هناك في هذه الصالة فتحتين مرسومتين على وجه علو الجدار ولا يتجاوز عرضهما او طولهما 20 سم وهي تطل على هاوية وما أن تولي بوجهك شمال الصالة تجد زنزانتين مرتفعتين لهما فتحة واحدة وأول دخولك إليها تشعر بانقباض وامتعاض لما عاناه الأبطال هاهنا في هذا السجن العتيد. وعند خروجنا من أقبية المشبك حاولنا معرفة زنزانة أبو الأحرار الشهيد الزبيري فقد اختلفت المدان عن مكان سجنه وموقع زنزانته بعضهم يقولون شرق الحصن والآخر يقول زنزانته فوق إسطبل الخيول والبغال الى جواره بركة مكشوفة في غاية الجمال كانت تستخدم لشرب المياه، وهذا ما أكده احد الحاضرين يحيى البكري نقلا عن محمد يحيى شاوش سجن المشبك رحمه الله وهو يروي لنا قصة حدثت مع شيخ الأحرار الزبيري فيقول كان العسكر ذات يوم منشغلين بتنظيف البركة من الطحالب فكانوا يقدحون الماء قدحا بدلو الماء في مشقة فاقترب من احدهم، وقال بسخرية لماذا لا تأتون بأغصان البصل وتسحبون الماء بجوف غصنه إلى الخارج دون عناء وضحك وأردف قائلاً: أن خرطوم الماء لا يكلف الإمام شيئاً بدلا من هذا العناء الممل وكان الإمام يسمع، أراد الرجل في حديثه هذا أن يدلل لنا بان الزنزانة الموصوفة هي مكانه، وبعد الوصول الى هناك حاولنا ركوب أعمدة خشب سقف الإسطبل التي مازالت مسطرة علو جداره للوصول إلى زنزانته المنفرده علو الاسطبل فوجدناها غرفة طولها مثل عرضها مترين ضبطا وارتفاعها متران وأربعون سنتمترا ولها منفذان، والغرفة مقضضة بقضاض حميري وكأنه جص حديث ابيض بينما يقول الأخ بكري بكري أن أباه رحمه الله اخبره أن الشهيد الزبيري كان حبيس زنزانة أخرى وهي قابعة فوق عقدين تطل على هاوية وهي اقرب إلى الأصح ورحنا نجوب أرضيتها وجدناها بذات أبعادها كسابقتها بطول وعرض مترين، لكن سقفها لم يرتفع سوى متر وقليل. وكان حمامها داخلها ولها منور ( طاقة صغيرة ) واحدة عكس الأولى والى جوارها غرفة بثلاثة جدران واغلب الظن أن الأخ بكري قد أصاب كبد الحقيقة ..المدان اليوم والإنجازات فيهاوإذا أردنا مقارنة الماضي بنعم الثورة فعلينا أن نسأل كبار مسئوليها وهو الأخ مدير عام المديرية الذي تحدث بكل شفافية ووضوح قائلا : في البداية أود أن اشكر صحيفة ( 14 أكتوبر) التي أراها الرائدة في تنوع الموضوعات الصحفية المقروءة لاسيما تحت قيادة الصحفي البارع الأخ الأستاذ احمد الحبيشي رئيس التحرير ومن خلال صحيفتكم الموقرة، انقل إلى قيادتنا السياسية أسمى آيات التهانئ ،مناسبة مرور هذه الذكرى الخالدة والعزيزة على قلوب أبناء شعبنا اليمني في عيده الوطني عيد الثورة الخالدة السادس والعشرين من سبتمبر. افتتاح طريق السكيبات - المدان المربوط بمديريات المحافظة الشمالية والغربية والذي يبلغ طوله ثمانية عشر كيلو مترا وعرضه ستة أمتار، بتكلفة بلغت ملياراً ومائتين وأربعة وثمانين مليوناً بتمويل مشروع الطرق الريفية ولدينا الطرق المنجزة طريق المركز الحصن رأس الجبل قرن جمع بتمويل الصندوق الاجتماعي للتنمية بتكلفة سبعة وعشرين مليون ريال، وكذا طريق المدان الصاية بني عوف بتكلفة ثمانية وعشرين مليون ريال، والعمل توقف فيها لعدم كفاية المبلغ المعتمد بتمويل الصندوق الاجتماعي للتنمية وبلغت نسبة الانجاز 50 % وتم مسح طريق بيت الثلايا إلى بيت القبيب ورصه بالحجارة التقليدية بتكلفة ثمانية ملايين ريال وتمويل المجلس المحلي، ومثلها تم تنفيذ طريق المدان بيت الثلايا رص ومسح بتكلفة احد عشر مليوناً بتمويل المجلس المحلي ولدينا طريق الرجم بيت البحشي رص ومسح وشق بتكلفة اثني عشر مليون ريال وتمويل المجلس المحلي، وهي قيد الانجاز. أما الطرق التي وضعنا لها حجر الأساس بمناسبة أعيادنا الوطنية هي طريق بني عوف بكلفة أكثر من ثلاثين مليون ريال بتمويل الصندوق الاجتماعي للتنمية وكذا طريق فخاذ - معمرة - المدان - بكلفة تقديرية تصل إلى أكثر من اثنين وخمسين مليون ريال بتمويل مشروع الطرق الريفية وطريق الجلول - المخارشة - بيت زاهر بتكلفة اثنين وأربعين مليون ريال بتمويل الصندوق الاجتماعي. الحقيقة ان الدولة لم تستثن أي مديرية او قرية او عزلة في هذا المجال، رغم تباعد العزل والقرى فيما بينها ولكن نستبشر خيرا بالأخ المحافظ الشيخ كهلان أبو شوارب في تنفيذ بعض احتياجات المديرية، لتنفيذ طريق البياضة - الفكر - وادي بني جمعان وطريق بيت مبارك الخلاصيص بيت الشريف وطريق المعمر أركان وطريق بيت مروان وبيت قماش وطريق بيت شامخ العماش المخارش .الحواجز والخزاناتتم تنفيذ حاجز الوادي الداخلي بني جمعان بتكلفة مائة وثمانين مليون ريال بتمويل من وزارة الزراعة والري، وخزان القشبة الصاية بتمويل من الأشغال العامة بكلفة ثلاثين مليوناً وخزان البياضة بتكلفة مماثلة بتمويل الزراعة والري وخزان بني عامر بتمويل الزراعة والري وخزان المخرط بتمويل الصندوق الاجتماعي للتنمية وخزان القفف بيت أبو سليم بتمويل الصندوق الاجتماعي للتنمية وخزان بيت مبارك بتمويل الصندوق الاجتماعي .مياه الريفتم حفر أربعة آبار في المدان وهي بيت شامخ -قفع - الشامية بتمويل الهيئة العامة لمياه الريف وسوف يبدأ قريبا العمل في مد الشبكة إلى كافة القرى المعنية. كما يبدأ حفر بئرين خلال أعيادنا الوطنية احداها في بني عامر والأخر في المعمرة وسوف يتم الإعلان عن مناقصة لتنفيذ خزانين بالمدان والشامية مع وحدات الضخ بتمويل المجلس المحلي .الكهرباءلدينا مولدان اثنان قدراتهما الإنتاجية اثنين ميغاوات، والطاقة الإنتاجية الحالية مائة وعشرون كيلو وات ولدينا ضغط عال بقدرة احدى عشر ألف كيلو وات وبلغ عدد المشتركين في استهلاك الكهرباء أربعمائة مشترك وخمسة وستين جامعاً تستهلك الكهرباء وهي لا تعمل في النهار، وذلك لشحة الإمكانيات ونحن اتفقنا مع قيادة المحافظة ورئيس الهيئة العامة للكهرباء ليكون محولاً عاماً في مطار القفلة، ليغطي كلا من العشة والقفلة وشهارة والمدان ونحن مدرجون من ضمن مشروع الطاقة الرابع الذي سيغذي كل قرى وعزل المدان وهو بتكلفة إجمالية تصل الى واحد وعشرين مليار ريال ولدينا محول رفع واحد بقدرة ألف ومائتي كيلو ومحولات الخفض 12 محولاً بقدرة ثمانمائة وخمسين كيلو وات ، ويتم تنفيذ المرحلة الأولى لتمديد الشبكة الكهربائية لمولد المديرية وتشغيلها حيث ان التغطية الكهربائية موجودة بنسبة 60 % لقرى المديرية وهي عزل المدان وعلمان والمخارشه وبيت جلول ورأس الجبل وبيت زاهر وبيت مروان وبيت المعافا والبكرين وبيت الجرافي والمرحلة الثانية ستبدأ في تنفيذ مد الشبكة الكهربائية لعزل وقرى بني جمعان ومعمرة وبني عامر والحواز، حيث سيبدأ مد الشبكة الكهربائية لها قريبا بتمويل الهيئة العامة لكهرباء الريف. الصحة العامةتم تنفيذ ثلاث وحدات صحية في العام الماضي، وهي وحدة بني عام ووحدة الصاية ووحدة الواسطة والآن جار العمل في تنفيذ وحدة صحية في منطقة قصابة بتمويل المجلس المحلي. الجانب التربويإجمالي المدارس في المديرية(52) مدرسة نسبة، تعليم الفتاة يصل إلى 70 % في كل الأعوام. لم يكتمل الكادر التعليمي بسبب نقص التخصصات ونقص في المعلمين في بعض المناطق كون المخرجات فيها قليل ولدينا كل عام مشكلة الكتاب المدرسي حيث تم تغطيته في العام الماضي بنسبة 70 %. وكان النقص في الصف الأول وخاصة القراءة لم توزع في العام الدراسي الماضي. لدينا مدراس غير مسجلة وهي تستحق التسجيل ونرجو من إدارة التربية العامة أن تعتمد خططنا لتسجيلها وفي مجال الاستثمار في التربية، تم ترميم وتأهيل مدرسة 7 يوليو بتكلفة إجمالية اكثر من سبعة ملايين ريال بتمويل المجلس المحلي، وترميم واستكمال مدرسة بيت شامخ جار العمل فيها بتكلفة مماثلة بتمويل المجلس المحلي، بناء مدرسة المعرش بني جمعان بتكلفة اثنى عشر مليون ريال بتمويل المجلس المحلي وسيبدأ العمل في تنفيذ مدرسة الخير بني عوف بتمويل الصندوق الاجتماعي كما سيبدأ العمل في تنفيذ مدرسة الدروب بتمويل الصندوق الاجتماعي. وسوف يبدأ العمل أيضا في مدرسة الفاتح البكرين بتمويل الإشغال العامة. جانب الاتصالاتتم تنفيذ المرحلة الأولى للاتصالات السلكية واللاسلكية المكونة من سبعمائة خط بواقع 60 % من سكان عاصمة المديرية ولا زلنا نطالب بتنفيذ المرحلة الثانية لتغطية قرى معمرة وبني جمعان والحوار. الموارد الماليةتم في بداية هذا عام 2008م حتى شهر يوليو توريد ستة ملايين ومائة وثلاثة وثلاثين ألف ريال كإيرادات محلية وتوريد ثلاثة ملايين ومائة وستة وأربعين ألف ريال إيرادات مشتركة والموارد العامة مشتركة زائد دعم مركزي رأسمالي ثمانية وعشرون مليوناً ومائة وثمانية وعشرون ألف ريال. الصعوبات والمعوقاتللمديرية شواخصها المميزة عن المديريات الأخرى، والاهتمام بها يقلل كثيراً من المشاكل، خاصة إننا نعاني من عدم وجود مجمع حكومي، حيث قمنا بمتابعة المحافظة ووزارة الإدارة المحلية وتمكنا من الحصول على أرضية موقع لإقامة المشروع وبرغم حاجة المديرية القصوى لهذا المبنى لكن لا توجد الإمكانيات لتنفيذ المشروع، لأنه يحتاج الى مبالغ كبيرة وهذا يعود إلى الإدارة المحلية وليس المجمع الحكومي وحده الذي نحتاجه وإنما نطالب بتنفيذ مبنى محكمة المدان وهذا مهم جدا وبمجهود شخصي حصلنا على الأرضية، ولكن لا توجد الإمكانيات لتنفيذ المشروع. وننتظر من وزارة العدل تحمل نفقات تنفيذ المشروع لان تنفيذ هذا المشروع يحل كثيراً من قضايا الثأر بل انه يقضى تماما على القطاعات. أيضا نعاني من عدم وجود موظفي سكرتارية للمجلس المحلي. كما أن اغلب المديريات لديها أندية، ونحن بدأنا نبحث عن إنشاء ناد رياضي للمديرية ونعاني من عدم وجود فروع للمكاتب التنفيذية بالمديرية مثل مكاتب الإعلام والزراعة والسياحة والضرائب والخدمة المدنية والمعلومات، نعاني من شحة المياه وقلة النفقات التشغيلية للمجلس المحلي وهذا جانب أساسي لنتمكن من استكمال بناء التنمية بالمديرية .
مشاهد من زنزانة أبي الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري
أخبار متعلقة