دهاليز
أبوظبي/ متابعات: أصدرت (دار الكتب الوطنية) التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كتابا جديدا بعنوان: (مع الهلال والنجم .. رحلة من بومباي إلى إسطنبول عبر الخليج العربي عام 1868) ضمن سلسلة (رواد المشرق العربي) في 636 صفحة من القطع المتوسط و32 فصلا والعديد من الرسوم التوضيحية، من تأليف الرحالة الأميركي أ. لوكر، وترجمته إلى العربية رنا صالح.الإصدار الجديد من تحرير وتعليق د. أحمد إيبش، الذي يقدم له بقوله: (رحالتنا لهذا الكتاب أ. لوكر)، رجل أميركي لا نعلم من شؤون حياته إلا ما خطته يداه في كتابه هذا. وكتابه الذي بين أيدينا يروي وقائع رحلة قام بها مؤلفها في زمن لا يحدده (ولكن تم حصره بعام 1868) من مومباي إلى اسطنبول، فيذكر بأسلوب شائق ممتع تفاعلي غني بالوصف والحركة والمشاعر الشخصية، مغامراته ومشاهداته التي يرويها بكثافة منذ انطلاقه برحلة بحرية من بومباي في الهند إلى مسقط، ومنها إلى الكويت التي خصها بوصف جميل وأنيق يندر مثاله، وذكر استقبال شيخها آنذاك عبدالله الصباح، له ولأصدقائه، وبخاصة القبطان الاسكتلندي، والكونت الإيطالي السنيور بييترو.ومن ثم يتابع الرحلة عبر وادي الفرات الأدنى، فالأوسط، ثم كركوك والموصل فجزيرة ابن عمرو ونصيبين عبر كيليكيا وصولا إلى ماردين وديار بكر، ومنها إلى بيلان وخليج الإسكندرون على البحر الأبيض المتوسط، حيث ركبوا البحر متوجهين إلى اسطنبول. وعبر هذه الرحلة الطويلة نجد كتابا حافلا بالمغامرات وقصص الصيد والغزو، ووصف البلدان والمدن والأقوام والآثار التي مروا بها).ويلاحظ د. إيبش أن المؤلف يصر بشكل غريب على عدم ذكر الاسم الكامل لشخصيات رحلته، إلا بالحرف الأول؟ أثمة سبب. وماذا يمكن أن يكون؟لم تكن هذه الرحلة الأولى للوكر في المنطقة، فهو يروي أنه في ربيع عام 1865 قد سافر من ديار بكر إلى بغداد على متن طواف نهري، بصحبة شاب أميركي يسميه السيد (J) - على عادته بعدم ذكر الأسماء صراحة - لكنه لا يبين لنا الغرض من وراء تلك الرحلة، إنما في موضع آخر يذكر أنه التقى بالرحالة الفرنسي غيوم لوجان الذي كان يقوم برحلات أثرية في المنطقة ذاتها والفترة عينها. وبالفعل، فإن للفرنسي لوجان رحلة نشرت بباريس بعنوان: (رحلة في بلاد بابل).أما العنوان الذي اختاره المؤلف للكتاب: With Star and Crescent فإن المقصود منه طبعا التورية إلى شعار السلطنة العثمانية، صاحبة السلطنة آنذاك على غالبية دول المشرق العربي. والتعبير كما يرد في التركية: ay-yildiz يعني الهلال والنجم، وغني عن القول إنه لا يزال إلى يومنا الحاضر شعار الجمهورية التركية ورايتها الخاصة.