لم تكن تحلم بالزواج بقدر ما حلمت بإكمال تعليمها ، كانت مفعمة بطموح غامر بالرغم من انتمائها إلى أسرة فقيرة وفي الوقت ذاته يتيمة الأب . ما كانت تتوقع أنها ستساق إلى عريسها وهي لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها فاجأها عمها بالموافقة على الزواج بشاب مستهتر يكبرها سنا بعشرة أعوام ، ولم تجد بدا من إن توافق خشية أن تتعرض للأذى والضرب .تزوجت إلى أسرة كثيرة العدد وصارت عمل ليلا ونهارا دون مراعاة لعمرها وقدرتها البدنية .بعد مرور عامين من الزواج تجد نفسها حاملا ولم تجد الوقت والمساعدة للعناية بنفسها حتى زوجها ما كان ليهتم بها أو بحملها ؟لم تحظ بالرعاية والحب من أسرة زوجها أو زوجها مقابل جهدها المتفاني في خدمة الأسرة وساءت حالتها الصحية بسبب ضعف التغذية .وفي بداية الأشهر الأولى للحمل عانت من نزيف مهبلي شديد مصحوب بمخروج يشبه النسيج وكذلك بالألم والأوجاع .في بداية الحمل لم تستطع إدخال أي طعام إلى جوفها سوى قليل من الماء وبدأت تشكو من صداع حاد ، استمرت تنزف لأيام والزوج المستهتر لا يحرك ساكنا .ولولا تدخل الجيران وحث الزوج ونهره وإشعاره بأنه يجب إسعافها لكانت ضحية القسوة والإهمال .أسعفت إلى احد المراكز الصحية وهناك تم الكشف عليها وإعطاؤها علاجات مهدئة للألم ثم نصح بتحويلها إلى أحد المستشفيات .في المستشفى أخذ الكادر الطبي الخاص بالطوارئ التوليدية يجتهد لمساعدتها ، واظهر الكشف الطبي والأشعة التلفزيونية إن حملها عنقودي ولولا لطف من الله لكانت في عداد الموتى بسبب النزيف ومخاطر هذا الحمل العنقودي الذي تعرضت له .بينما هي في حالة تشبه الإغماء والفتور الشديد سمعت من الكادر الطبي أنها بحاجة إلى تدخل سريع لإخراج الحمل وتنظيف الرحم بواسطة الشفط ، وعمل كشوفات وفحوصات متكررة للتأكد من عدم بقاء مخلفات للحمل الخطر . سمعت أيضا أنها قد يستدعى استئصال الرحم .زاد خوفها ولم يطمئنها احد أو يشرح لها ما يحدث ، ليس لها غير الدعاء إلى الله .وفعلا تم إجراء عمليات متعددة لها كتنظيف الرحم ثم بعد ذلك رأى الأطباء أن استئصال الرحم ضروري في حالتها .ظلت في المستشفى مدة شهرين ونصف وزوجها لم يكلف نفسه عناء شراء إبرة واحدة بحجة انه فقير معدم ولا يملك مالا .كانت الرحمة في قلوب الكادر الطبي ارحم من عائلتها وزوجها حيث تكاتفوا لشراء الأدوية وتوفير جميع المستلزمات الطبية ووبذلوا كل ما بوسعهم لإنقاذها .حذر الأطباء من إهمال المراجعة لأنه قد ربما تعود بانتكاسات خطرة .لم يكن الذنب ذنبها عندما أرغمت على الزواج صغيرة ، عديمة الخبرة في إدارة مسؤوليات حياتها الزوجية .لم تمت لكن ثمن الظلم الذي وقع عليها كان باهظا فقد حرمها من الأمومة مدى الحياة . قصص حقيقية من واقع المجتمع اليمني / التحالف الوطني للأمومة المأمونة .
|
ومجتمع
لو يعرف عمي
أخبار متعلقة