نص
محمود البيضاني :في الساعة السادسة وست وعشرين دقيقة من يوم الجمعة 27 يوليو المنصرم، الموافق الثامن من رمضان 1433هــ ، جلسنا على مائدة الإفطار في دار الإذاعة منتظرين أذان المغرب، وكان في الجانب الهندسي كل من الزملاء عبدالله علي سعيد، مراد قباطي ولطفي خالد، وفي إستيديو البث المذيعتان لولة محفوظ ومرفت العبسي ومنفذ الفترة حسن شيباني، وإذا بالخبر يأتي من منطقة الشيخ عثمان ومن دار حمود علي “ المذيعة القديرة نبيلة حمود فارقت الحياة” - (إنا لله وإنا إليه راجعون)-، خبر كان له وقع الصدمة في النفوس وهز مشاعرنا بوفاة المذيعة نبيلة حمود صاحبة الصوت المميز في الأداء الإذاعي، ونحن في إذاعة عدن نعزي أنفسنا ونعزي مستمعينا الكرام بهذا الفراق الباغت.بيان النعي كان له الأثر الأكبر على المذيعين وكل الزملاء والمستمعين، حتى الميكرفون الإذاعي تأثر على فراق نبيلة حمود، التي تربعت على عرش الميكرفون وقلوب المستمعين منذ الفترة المزدهرة للإذاعة بقيادة الإعلامي البارز العملاق الشهيد جمال الخطيب رحمه الله، وهي التي كانت علاقتها بالمستمعين الكرام علاقة مميزة في جميع البرامج المقدمة بصوتها، وماذا أقول وماذا أكتب وأنا في حزن شديد بهذا المصاب الجلل، والفراق الذي باغتنا فجأة ليأخذ نبراساً في إذاعة عدن، من الذين امتازوا بالتواضع والطيبة والسجايا الفاضلة، كيف أبكي الأستاذة والمديرة نبيلة حمود في وداعها الأخير؟، بماذا أرثيها وأعزي زوجها الوفي أمين مقبل ونجلها أيمن وبناتها وكافة آل حمود، الذين نزلت عليهم وعلينا هذه الفاجعة وتلقيناها جميعا بقلوب حزينة وخلفت وراءها جروحاً غائرة في قلوب محبيها وزملائها، إنها مشيئة الخالق سبحانه وتعالى فنحن ودائعه ولابد يوما أن ترد الودائع.رحلت نبيلة حمود بعد معاناتها من مرض القلب ومتاعبه، رحلت الإنسانة الغالية والوفية والحنونة، رمز المحبة وعنوان الإخاء والتواضع والقدوة الحسنة والبسمة والبشاشة الدائمة، عاشت معظم حياتها في خدمة الإذاعة وخدمة المستمعين الأكارم هذه ميزة حظيت بها عزيزتنا نبيلة حمود التي انتقلت إلى الواحد الأحد الفرد الصمد، بعد حياة حافلة بالنجاح وبالأخلاق العالية والإستقامة، وكانت هي محل حب موظفي “إذاعة عدن” ومستمعيها الكرام، وظهر ذلك جلياً أثناء موكبها الجنائزي من خلال الحضور الذي امتلأ به مسجد “النور الصغير”.وأثناء التشييع ودعنا نبيلة حمود، المذيعة المميزة والإعلامية الشهيرة المحبة لزملائها وجيرانها وأهلها، إنها الدنيا التي نلهت وراءها وهي دار الفناء، أما الآخرة فهي دار البقاء ورحلت نبيلة حمود يا كل الزملاء في إذاعة عدن ولا نملك إلا أن نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون)، آملين أن يتقبلها الولي القدير قبول الأبرار ويغفر لها ذنوبها ويسكنها فسيح الجنان.