استطلاع / وضاح صالح عانى قطاع التعليم الفني والتدريب المهني خلال الفترة الماضية إهمالا كبيرا أدى إلى تدني مخرجاته المتخصصة رغم أهمية القطاع الذي تعلق عليه آمال كبيرة جدا في امتصاص البطالة التي تسيطر على السواد الأعظم من الشباب اليمني حاملي الشهادات المختلفة والمؤهلين مهنيا من خلال الدورات أو خريجي المعاهد المتخصصة لذلك بادرت القيادة الجديدة لوزارة التعليم الفني والتدريب المهني في صياغة آلية جديدة لعمل الوزراة في دعمها لهذا القطاع الحيوي والمهم من خلال برامج وخطط حديثة ستنفذها على ميادين العمل المختلفة إيماناً منها بأهمية قطاع التعليم المهني في القضاء على البطالة والمساهمة الفاعلة في الدفع بعجلة التنمية إلى خطوط متقدمة من التطور والمنافسة.سطور هذا الاستطلاع تسلط الضوء على نشاط الوزارة إزاء الامتحانات النهائية النظرية الفنية والمهنية التي دشنتها الوزارة أمس الأول الثلاثاء وتبرز الكثير من الأرقام والحقائق إزاء ذلك:في البداية قال وزير التعليم الفني الدكتور عبدالحافظ نعمان ان الوزارة تولي العنصر البشري جل اهتمامها باعتباره حجر الزاوية ليتبوأ مواقع رائدة في المجتمع فبهم تنهض الاوطان داعيا طلاب وطالبات المعاهد المهنية إلى ان يبذلوا قصارى جهدهم بالتركيز على طبيعة المادة والاستفادة مما يتلقونه في حياتهم المهنية . [c1] المرأة في قطاع التعليم المهني [/c]وأشاد الدكتور نعمان بالمرأة ومشاركتها مع اخيها الرجل في بناء الوطن من خلال تزايد اعدادها في مختلف التخصصات المهنية والتقنية بما يسهم في خلق شراكة متجانسة بين الذكور والإناث، معربا عن امله ان تكون هناك اعداد كبيرة من الملتحقات بالعمل المهني في المستقبل .وشدد نعمان على أهمية إيلاء التعليم الفني والتدريب المهني أهمية أكبر والوصول به إلى الريف ليسهم هذا القطاع الحيوي والمهم بدوره في التنمية مؤكدا ان القطاع الطلابي رغم صغره في الوقت الراهن سوف ينمو ويتكاثر ويمتلك الثقة بذاته من أجل أن يؤسس لنهضة علمية حقيقية في المستقبل القريب.وأضاف: لقد راينا رموزا من الطلاب والطالبات في مراكزهم الامتحانية التي تدشنها الوزارة هذه الايام وإن كانت قلقة ومتوترة إلى حد ما لأن أمامها أوراق امتحانات لكن أنا على ثقة بأن قدرتها من خلال اطلاعنا نحن في الفترة السابقة التي قضتها وهي تدرس وما وفرناه لهم من إمكانيات بسيطة، لكن على بساطتها تمكنوا من تعظيم هذا الاسمهم كي يعود إيجابيا على محصلتهم العلمية، وأنا على ثقة بأن هذا القطاع الطلابي سينمو ويتعاظم ويؤدي دوره في المستقبل القريب. [c1] طلاب الريف [/c]وبالنسبة للطلاب القادمين من الارياف اشار الوزير نعمان إلى أهمية إيلاء التعليم الفني والمهني في الريف اهتماما خاصا، وقال: طلاب الريف الذين يأتون إلى المدن من الضرورة بمكان أن نذهب إليهم، وبدل أن نستقطب كل شباب الأرياف إلى المدن علينا أن نتوسع بحيث يكون دورنا في الأرياف للنهوض المتوازي، أما إذا بقينا نحن ننتظر وصول الأعداد الكبيرة سنجد أنفسنا في ورطة وأزمة كبيرة وحتى نتخلص من مثل هذه الورطات المصطنعة الناتجة عن سوء التخطيط علينا أن نذهب إلى الأرياف كي نمارس نشاطنا المهني والتقني ونستوعب هذه القطاعات الواسعة من الشباب الواعد في تلك المناطق.وتواصل الوزارة بمختلف قطاعاتها متابعة سير الامتحانات النهائية النظرية في المعاهد المهنية والتقنية بجميع مستوياتها وتذليل كافة الصعاب التي تواجهها حيث قال القائم بأعمال وكيل مساعد قطاع المعايير والجودة رئيس لجنة الاختبارات المهندس سعيد الخليدي ان عدد المعاهد المشاركة في الاختبارات نحو 79، في حين تبلغ عدد التخصصات 84 موزعة على 16 دبلوم مهني و 27 ثانوية مهنية و 41 دبلوم تقني، بينما تبلغ عدد مواد الاختبارات 35 دبلوم التدريب المهني و 110 الثانوية المهنية و 171 الدبلوم التقني . [c1] إشكاليات [/c]وحول الاشكاليات التي واجهت سير الامتحانات قال الخليدي ان العملية سارت على ما يرام رغم بعض المشاكل التي واجهتها في بعض المراكز منها ما ورد من رئيس المركز الاختباري في الضالع من محاولة اشخاص دخول قاعة المركز الاختباري منتحلين شخصيات طلاب في المركز ما ادى الى شجار وإطلاق اعيرة نارية الا انه تم حل المشكلة وإخراجهم من المركز بعد تدخل السلطة المحلية .فيما رفضت طالبات قسم برمجة حاسوب في معهد نقم دخول اختبار مادة برمجة انترنت بحجة ان الاختبار لم ينزل فيما تم تدريسه لهن، مع العلم ان هذا التخصص وهذه المادة نزلت في اكثر من عشرين مركزاً اختبارياً ولم نتلق شكوى حول ذلك . وفيما يخص شكاوى بعض الطلاب عن وجود مواد لم يتم تدريسها لهم أوضح الاستاذ سعيد الخليدي القائم بأعمال الوكيل المساعد لقطاع المعايير والجودة ورئيس لجنة الأختبارات أن هذه المشكلة تكمن في إدارة المعاهد التقنية والمهنية حيث يحصل إيلاء بعض المواد لمدرسين غير مختصين وبالنسبة للمناهج فهي موحدة وأعدت الأختبارات وفقاً لهذه المواد الأقليمية وبالتالي أن كانت هناك مشكلة تحصل في بعض الأقسام والتخصصات يطلب من الطلاب رفع شكوى بالموضوع وتحول إلى المختصين لدراستها وإن كانت الشكوى خارج المنهج تعالج المشكلة وأن كانت المشكلة من المنهج المقرر فما على الطالب إلا أن يستوفي في البرنامج.وأشار الخليدي إلى أن هناك مشكلة تكمن في أن وزارة الخدمة المدنية تعطينا مدرسين دون تدخل وزارة التعليم الفني والتدريب المهني بينما نحن في الوزارة لنا خصوصية فيفترض أن الدرجات الوظيفية الخاصة بنا نوعية فلابد من تدخل الوزارة لاختيار الدرجات الوظيفية فعلى سبيل المثال في الفترة الأخيرة عندما تم استيعاب ما يقارب 60كان نصيب الوزارة عدداً منهم لكنهم غير مختصين ومؤهلين للقيام بعملية التدريب فيلزمنا إعادة تأهيلهم من جديد ولذا فنحن نطالب بأنه بشأن الدرجات التي تخص وزارتنا لابد من أن يرضخ المتقدمون لمعايير محددة .وعن آليات الاختبارات يوضح الأستاذ الخليدي «أنه تم تشكيل لجنتين للاختبارات: لجنة النظام والمراقبة تهتم بإعداد أرقام الجلوس والوثائق التنظيمية لسير عملية الاختبارات ودفاتر الإجابة على الأسئلة ،ولجنة المطبعة السرية التي تهتم بإعداد الاختبارات والنماذج ومظاريف الأسئلة»..مؤكداً أن كل رؤساء المراكز استلموا الوثائق كاملة وفقاً لوثائق تسليم وتوقيعات وعن الأسئلة فلم يتم تسليمها لهم إلا قبل يومين من بدء الاختبارات لضمان عدم تسربها.وأوضح الخليدي أن تأخر الاختبارات لهذا العام إلى شهر شوال بينما كان من المفترض أن تبدأ قبل شهر رمضان جاء نظراً لإضرابات المدرسين المطالبين بالعلاوات السنوية وتسوية مستحقاتهم الأمر الذي جعلنا نؤجل الاختبارات لإتاحة الفرصة للطلاب لاستكمال البرامج الدراسية .وأشار الخليدي إلى أن ما يميز الاختبارات لهذا العام عن الأعوام السابقة أننا حاولنا أن ندخل جميع الطلاب الذين تبقت عليهم مواد من الأعوام السابقة منذ العام 2006 - 2007م في مختلف التخصصات لتصفي دور الإكمال.وقال الخليدي أن رؤساء المراكز الإمتحانية ونوابهم يعينون بقرار وزاري من قبل الأخ وزير التعليم الفني والتدريب المهني فرئيس المركز الاختباري من غير المركز الموجود به بينما النائب يكون أحد الإداريين في المعهد نفسه.وأما عن المراقبين والملاحظين فنفس الكادر الذي ينفذ الاختبارات هو من يرتب عملية الاختبارات فيوجد في القاعة 30طالباً وطالبة بمعدل مراقبين اثنين.وأشار الخليدي إلى وجود 12معهداً خاصاً فالطلاب الذين يدرسون فيها تتم اختباراتهم النهائية في معاهد حكومية وليس في معاهدهم الخاصة كما تتم في الاختبارات الاعتيادية.[c1] دور الإعلام [/c]الى ذلك قال علي النويهي مدير عام الاعلام إن الوزارة قامت ببذل قصارى جهدها في الاعداد الجيد من أجل بتسهيل كافة الاجراءات الكفيلة بإنجاح عملية الاختبارات في عموم المحافظات. وهناك تواصل دائم مع كافة المراكز الاختبارية من اجل الاطلاع على سير تنفيذ الاختبارات وتذليل الصعوبات والمشاكل الفنية الطارئة ان وجدت، وسوف يتم موافاة الجانب الاعلامي بكل المستجدات. وأنا ادعو الجميع إلى التعاون لإنجاح الاختبارات النهائية وتهيئة الظروف الملائمة لأبنائنا الطلاب من اجل ان يتموا اختباراتهم على اكمل وجه.واضاف: ننتهز هذه الفرصة لنعبر عن خالص شكرنا وتقديرنا للجانب الاعلامي لتفاعله وتغطيته لمثل هذا الحدث المهم واهتمامه بطلاب التعليم الفني والمهني. وإنني ادعو كافة الشركاء المعنيين بقطاع التعليم الفني والمهني إلى المساهمة الفاعلة من اجل دعم هذا القطاع المهم. حيث أن التعليم الفني والتدريب المهني يعتبر الأرضية التي يمكن أن تستند عليها خطة التنمية الشاملة للوصول إلى بناء مجتمع إنتاجي متطور، وهو المحرك الأساسي لعجلة التنمية الاقتصادية وأحد أهم وسائل الاستقرار والسلم الاجتماعي، حيث انه يلعب دورا بارزا في مكافحة الفقر والبطالة، و تحسين مستوى دخل الفرد والأسرة. بل انه يلعب دورا محوريا في عملية الاستقرار الاجتماعي والسياسي واستتباب الأمن وذلك من خلال استيعاب جميع مكونات المجتمع من مختلف الشرائح والفئات العمرية. حيث يمكن لقطاع التعليم الفني والمهني تأهيل وإعادة تأهيل مختلف شرائح المجتمع بغض النظر عن الجنس أو العمر، وخصوصا فئة الشباب، الفئة الأكثر تأثيرا في الحياة السياسية والاقتصادية، وذلك من خلال انخراطهم في سوق العمل والمشاريع الصغيرة ومساعدتهم في القضاء على الفراغ المهني وعدم الانزلاق في منعطف الإرهاب والأفكار الهدامة والمتطرفة.[c1] آراء المشرفين والمراقبين [/c]إلى ذلك يقول الأستاذ علي شهران (مشرف): بعض الطلاب أشتكوا وجود مشاكل منها أن بعض الطلاب لم يدرسوا بعض المواد فكان هناك قضية من اللجنة العليا للاختبارات بأن المواد التي لم يتم تدريسها يتم رفع تظلمات بشكل جماعي ويوقع عليها جميع الطلاب ورفعها للإدارة العامة للاختبارات لحلها .وأشار شهران إلى أن هناك بعض المشاكل الأخرى مثل تأخر بعض أرقام الجلوس نتيجة تأخيرالأختبارات التي كان من المفترض أن تكون قبل شهر رمضان.أما الأستاذ أبو بكر المقبلي الذي يعمل مراقباً في المركز الأختباري بالمعهد التقني الصناعي فيقول عن العراقيل التي قد تواجه الطلاب والطالبات في المركز الأختباري «أن هناك بعض المشاكل والعراقيل ظهرت نتيجة أن الطلاب جاؤوا اليوم بعد الأجازة الطويلة ولا يعرفون لجانهم الاختبارية إضافة إلى تأخر فتح مظاريف نماذج الأختبارات الأمر الذي أدى إلى تأخر عملية توزيع الأسئلة بالأضافة إلى أن المقبلين على المراكز كان عددهم كبيراً جداً».[c1] آراء الطلاب حول الاختبارات [/c]تقول الطالبة أفراح صالح الشميري - إدارة مكاتب - سنة ثالثة فتقول «كانت الاختبارات جيدة والأسئلة جاءت من ضمن المنهج وبسيطة»..معتبرة أن المناهج تعتمد على الحفظ أكثر من الاعتماد على الفهم والتطبيق العملي .ويتفق معها زميلها مكي يحيى الكوكباني قسم تحكم صناعي سنة ثانية ويضيف «بدأنا أيام امتحاناتنا النهائية وكانت فيها بعض الربكة نتيجة أننا درسنا معالج 87 ولكن أدخلوا علينا بعض مواد معالج 86 وسوف نقدم تظلماً إلى لجنة الاختبارات بالوزارة».وقال الكوكباني «المناهج واضحة لا إشكال فيها بحسب مقدرة المعلم على شرحها» ..متمنياً أن يحالفه الحظ وأن يكون مقبولاً في سوق العمل.أما الطالب حسن خصروف دبلوم هندسة مساحة وطرقات سنة ثانية «كانت الاختبارات جيدة غير أن بعض الغموض كان متواجداً في الأسئلة والمشكلة التي تواجهنا أنه لا توجد مناهج يمنية وإنما مناهج سعودية وللأسف هناك بعض المناهج التي ندرسها في الترم الأول والثاني وهي نفسها في كلا الترمين» ..مطالباً بمناهج يمنية وكوادر يمنية ..مشيراً إلى أن هناك مدرسين أكفاء وهناك بالمقابل مدرسون لا يعرفون شيئاً وهناك مواد من المفترض وجود معامل تطبيقية فيها ولا توجد معامل تطبيقية وإن وجدت فهي مغلقة.الطالبة فردوس عبدالرحمن جحافي طالبة بمعهد نقم لتأهيل المرأة تخصص رياض الأطفال أبدت رأيها حول طبيعة الاختبارات بقولها «أسئلة الأختبار كانت ولله الحمد سهلة ومبسطة بشكل غير متوقع وكل المناهج التي درسناها كانت واضحة لكن لدي نقطة أريد توضيحها حول تأخير موعد الاختبارات التي كانت من المفترض أن تبدأ من الساعة التاسعة وبدأنا الاختبار في الساعة العاشرة»..وتمنت فردوس من سوق العمل إستيعابهم كونهم يمتلكون قدرات وتخصصات نادرة . ومن الشكاوى والإشكاليات التي تواجه الطالبات في قسم البرمجة وجد أنه تم توزيع مادة لم يدرسوها فكل الطالبات تركن الأوراق كماهي ولم يجبن على الأسئلة وقمن برفع شكوى إلى رئيس اللجنة ليرفعها بدوره إلى الوزارة لحل هذه الإشكالية إضافة إلى ذلك كانت هناك شكاوى من بعض الطلاب أنهم لم يدرسوا بعض المواد وهذا القصور من المدرسين أثناء الدراسة كونهم لم يدرسوهم المنهج كاملاً .وتبقى الامال معقودة على القيادة الجديدة لوزارة التعليم الفني والتدريب المهني التي تبذل جهودا كبيرة خلال عام من توليها زمام الوزارة لإخراج هذا القطاع المهم من دائرة التهميش الذي عاناه الى ميدان الابداع والكفاءة والكادر المتخصص القادر على صناعة مستقبل مزدهر ووطن متطور وقادر على العطاء.
التعليم الفني والتدريب المهني.. آمال وطموحات
أخبار متعلقة