سطور
د. زينب حزام قد نتوجه أحياناً لمشاهدة معارض فنية، يقيمها الفنانون التشكيليون، وطبيعي أن يكون للفن مذاهب ومدارس فنية، مثل الفن الكلاسيكي والتجريبي والتشكيلي. وهناك لوحات فنية تسترعي انتباهك من المناظر الطبيعية، رسماً أو تشكيلاً وتجسيداً ينقلها لنا الفنان التشكيلي بأمانة وصدق، وكثيراً ما نرتاح إليها، لأن كل شيء من الطبيعة محبوب وجذاب، وهذه فطرة الله التي فطر عليها الناس وبعض الفنانين التشكيليين يرسمون مناظر طبيعية كثيراً ما نرتاح إليها رغم الغموض في بعض الأحيان.. غير أن بعض الفنانين التشكيليين يرسمون لنا لوحاتهم من الطبيعة يسودها الغموض بحيث لا تستطيع أن تكون لها صورة ذهنية واضحة، وكان الفنان يريدنا أن نفكر وأن نعيش معه في ألوانه وأشكاله وخطوطه التي رسمها في لوحاته الفنية، وقد لا يصل المشاهد للوحة إلى ما يريد الفنان أن يعبر عنه في لوحته الفنية إلا بعد جهد وعناء، وأحياناً لا يصل إطلاقاً إلى فكرة الفنان. وأنا شخصياً من المعجبين بالفن التشكيلي ولي معرفة قوية بتاريخ الفن والفنانين وقد زرت معارض دولية ومحلية في موسكو وسوريا والهند ومصر، إضافة إلى العديد من المعارض الفنية في اليمن، وبالذات معرض الفن التشكيلي في معهد الفنون الجميلة بعدن ( بيت الفن )، ولا استطيع هنا ذكر اسم فنان معين، فقد ازدحمت الصالة بعدد من الفنانين التشكيليين، وكل مايهمنا هنا في هذا الموضوع، أن نعرف أن هذه اللوحات جاءت بألوان ملائمة وممتزجة واستطيع القول إنها رائعة تعبر عن قدرات فنية ممتازة، والبعض منها جاءت غامضة وراح الفنان فيها يتفلسف، ويبدي رأيه في قضية معينة، وكلما كان للفنان رأيه وألوانه ازدادت اللوحة روعه وجمالاً. إن قسم الفن التشكيلي في معهد الفنون الجميلة بعدن، له كوادره التي تستحق الاحترام والتقدير نتيجة الجهود التي تبذل في إعداد الكوادر الفنية. [c1]معرض غني باللوحات الفنية [/c]الواقع أن معرض الفن التشكيلي في معهد الفنون الجميلة بعدن، يمكننا أن نحوله إلى متحف للفن التشكيلي اليمني خاصة أن هذا المعهد قد تجاوز عمره الثلاثين عاماً. وقد تخرج منه العديد من الكوادر الفنية والتي شاركت بالعديد من المعارض الفنية المحلية والدولية ونالت العديد من الجوائز والشهادات التقديرية ومن هؤلاء الفنانين حكيم العاقل، أحمد الرباحي، محمد اليمني وغيرهم من الفنانين التشكيليين الذين تميزوا بالعطاء الفني في عالم النحت والخط العربي والفن التشكيلي، ومع ذلك، يجب علينا أن ننهل الفن والأدب، والفكر من ينابيع التراث اليمني، وذلك من اجل المحافظة على التراث الفني الأصيل خاصة الموسيقى اليمنية وقراءة التراث اليمني خاصة من العصر الجاهلي حتى الحضارة الإسلامية، وتقديم كل جديد ومفيد للفنون اليمنية المعاصرة.. لأن المواطن اليمني في الوقت الحاضر أصبح مطلعاً على الثقافات والفنون العالمية، وهو جالس في بيته، يرى الأخبار الساخنة لأحداث العالم، ويرى أخبار الفن والثقافة، إضافة المعارض وأعمال النحت في معارض الفنون الجميلة. إن المواطن اليمني اليوم قادر على تذوق النص الفني في اللوحات الفنية والمنحوتة ويخرج من اسر ثنائية القبح ليدخل دائرة الجمال وحده، ويرفع النص الفني إلى الواقع ومستوياته الرائعة.