قطوف رمضانية
إن العبادات الإضافية التي نفعلها سويا لنحقق الهدف من استثمار هذا الشهر الكريم، وعبادات النصف الثاني من رمضان عبادات مميزة، نجعل لكل واحدة منها يوم مخصص ونسميه بحسب نوع هذه العبادة ونحاول من خلالها الوصول إلى القلب الخاشع المخبت ..1.يوم الصوم الحقيقي: الصيام أيها السائر إلى ربه ثلاثة أنواع: صوم العوام، وصوم الخواص، وصوم خواص الخواص:•فأما صوم العوام: فهو الامتناع عن الطعام والشراب، وسائر المفطرات من الفجر للمغرب.•صوم الخواص: هو ترك ذلك، مع حفظ الجوارح من مخالفات الله عز وجل.•صوم خواص الخواص: هو ترك كل ما هو شاغل عن الله تعالى من حلال أو حرام.والنوع الأخير هو هدفنا في اليوم الأول، فتأهب من الفجر أن هذا اليوم يوم مختلف، فكما صامت جوارحك عن الطعام والشراب وسائر المعاصي، ستدرب قلبك اليوم على الصوم عن الشهوات، وعقلك على الصوم عن التفكير فيما سوى الله، ولن تخطو خطوة واحدة في أي أمر من أمور الدنيا أو الآخرة إلا ولك فيها نية صالحة، تحول العادات إلى عبادات، وستحرص على التفكير فيما يرضي ربك فحسب، والامتناع عن التفكير فيما يغضبه.2. يوم إفطار الصائم: واجبك هذا اليوم أن تقوم بدعوة أحد أصدقائك أو أقاربك إلى مائدة الإفطار في بيتك أو في أي مكان؛ ناويا بذلك أن تطبق حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من فطر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا).ويا حبذا لو جمعت بعض التمرات لتعطيها للمارة في الطريق عند المغرب ليفطروا عليها؛ فإن لم تستطع هذا أو ذاك، فتبرع بجزء من مالك غير الصدقة اليومية لأي مسجد يقيم مائدة الرحمن أو يطعم المساكين.3.يوم إيثار محاب الله: سيكون هدفك في هذا اليوم أن تؤثر محاب الله على محابك؛ بأمرين:أولا: أن تخالف هوى نفسك؛ بألا تكسل أو تصاب بالخمول، وستكون اليوم أول الذاهبين إلى صلاة التراويح، وستتبرع بأي شيء عزيز عليك من ملابس أو طعام أو غيره مما تحبه، مستحضرا قول الله تعالى: ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).ثانيا: أن تخالف هوى الناس بعدم الانحراف معهم أو الانجراف وراء ما يطلبونه منك فيما لا يوافق الحق، أو فيما يعطلك عن طاعة الله عز وجل؛ فلن تستجيب لصديقك الذي يطلب منك شراء سيجارة له، ولن تستجيب لصاحبك الذي يريدك أن تخرج معه للخيمة الرمضانية، ولن ترد على رنات تلك الفتاة التي تطاردك، ولن تدخل على الإنترنت وتتحدث فيما حرم الله، وغيرها من الأمور التي تهواها النفس ويوسوس لها شياطين الإنس، واعلم أن ما ستشعر به من ألم جراء مخالفة النفس وهواها ومخالفة الناس في المعصية؛ سيبدله الله لك به حبا وودا وقربا تجد حلاوته في قلبك.