الإستراتيجية الوطنية للصحة الإنجابية..
عادل عثمان البعوةرغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة اليمنية وشركاؤها من المانحين ومنظمات المجتمع المدني من أجل الارتقاء بالوضع الصحي للسكان خلال العقدين الماضيين إلا أنه لا يزال من أهم الاحتياجات التي لم تستطع وزارة الصحة العامة والسكان تلبيتها نظرا لقلة الموارد وارتفاع معدل النمو السكاني .وخلال السنوات الماضية عملت الحكومة على تنفيذ سياسة صحية ووضعت استراتيجيات كثيرة ومتعددة من خلال الرؤية الإستراتيجية لليمن 2025م التي مهدت بدورها لإعداد إستراتيجية الصحة الوطنية2010 - 2025م .ونظرا للارتفاع المتصاعد في معدل النمو السكاني فقد برز مجال الصحة الإنجابية كأولوية في جميع تلك الاستراتيجيات ، ومن هذا المنطلق عمل قطاع السكان على مراجعة شاملة للإستراتيجية الوطنية الأولى للصحة الانجابية 2006 - 2010م وتحديثها بما يتوافق مع الإستراتيجية الصحية الوطنية.[c1]الرؤية والرسالة[/c]تقوم رؤية الإستراتيجية الوطنية الثانية للصحة الإنجابية 2011 - 2015م على هدفين رئيسيين هما ضرورة حصول جميع الأسر اليمنية على خدمات الصحة الإنجابية بغض النظر عن أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية وتحسين استفادتها منها من خلال تقديم خدمات تنظيم الأسرة ذات الجودة العالية لتمكين الأزواج من تحديد عدد الأطفال الذي يريدون في الوقت الذي يريدونه للمساهمة في الحد من النمو السكاني ، وكذا الرعاية الصحية المتواصلة للأمهات والأطفال حديثي الولادة بما في ذلك الرعاية التوليدية الأساسية طوال فترة الحمل وعند الولادة وما بعده لتحقيق المستوى الصحي الأفضل للجميع.أما رسالة الإستراتيجية فتتلخص في تسريع تحقيق مجموعة من الأهداف الوطنية والدولية للصحة الإنجابية المتفق عليها وقياس التقدم باتجاه تحقيق أعلى مستوى من الصحة الإنجابية لجميع السكان في اليمن ، والذي سيتحقق من خلال دمج الأنشطة التنفيذية داخل النظام الصحي والشراكة مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والشركاء وتوفير بيئة داعمة وممكنة لهم. [c1]هدف الإستراتيجية[/c]تهدف الإستراتيجية الوطنية الثانية للصحة الإنجابية إلى خفض نسبة وفيات الأمهات وحديثي الولادة وخفض معدل الخصوبة من خلال زيادة الاستفادة من الخدمات الصحية المقدمة للأمهات وحديثي الولادة ، بما في ذلك خدمات الطوارئ التوليدية والوليدية، وتحسين جودة خدمات صحة الأم والوليد وتخصيص وتوزيع الكوادر بصورة أكثر فاعلية وتقوية بيئة التدريب قبل وأثناء الخدمة ووضع برنامج إلزامي للتدريب المستمر في الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة القائم على معيار الكفاءة. كما تسعى الإستراتيجية التي أعدها قطاع السكان بوزارة الصحة العامة والسكان إلى تعزيز الشراكة مع المجتمعات المحلية في صنع القرار وتعزيز قدرة مكاتب الصحة بالمحافظات وتقوية ثقافة الصحة الإنجابية في المدارس الثانوية والأندية الشبابية وإنشاء ودعم مراكز الصحة الإنجابية في الجامعات والمرافق الصحية وتنظيم حملات إعلامية لزيادة الوعي المجتمعي حول مزايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة.و تركز الإستراتيجية الوطنية الثانية للصحة الإنجابية على إنشاء نظام إحالة فعال وتوسيع نطاق توفير خدمة صحة الأم والوليد على أساس منزلي ومجتمعي وتحفيز العوامل الكفيلة بزيادة الطلب على خدمات صحة الأمهات والمواليد ، وتعزيز آلية الرصد والتقييم لواقع خدمات الصحة الإنجابية، بالإضافة إلى إنشاء نظام الإشراف الدائم.