الرستن مدينة سورية تابعة لمحافظة حمص تقع شمالها، ويقع فيها سد الرستن الذي بناه جمال عبد الناصر في عام 1958م ، يعتقد بوجود كنيسة مارمارون فيها علما أن جميع سكانها الحاليون مسلمون ، وتقع الرستن في نقطة جغرافية إستراتيجية حيث أن جسرها الكبير يربط شمال سوريا بجنوبها وهو يختصر مسافة ساعتين بالسيارة وسهول الرستن تمتد من الحولة غربا إلى البادية شرقا. ترتفع الرستن 800 متر عن سطح البحر وتعتبر في جزئها الشرقي جزءاً من البادية السورية في حين أن غربها وجنوبها من أكثر الترب خصوبة في سوريا ، حيث تشتهر المدينة بالفواكه واللوزيات والحمضيات والحبوب من ناحية أخرى فان الصيف فيها معتدل أكثر من المناطق المحيطة بها بسبب وجود فتحة جبلية مقابلة لها توصل رياح البحر المتوسط إليها. اما شتاؤها فقاري شديد الحدة قد تصل درجات الحرارة الى ما دون الصفر في ساعات النهار الأولى ويمتاز سكانها بالرجولة والكرم والشهامة بالإضافة للقسوة التي أستمدوها من طبيعة عملهم في الزراعة والطبيعة الجغرافية.يرجع تاريخ إنسانها الذي كشف أثار أدواته الحجرية العالم فان لير إلى عصر الفيليفرانشي المتأخر شرقي موقع السد (على السفح الأعلى لوادي العاصي مقابل بلدة الرستن). وتنتصف بلدة الرستن الطريق ما بين حمص وحماه، حيث يمر نهر العاصي وقد عمق مجراه عن السهول المجاورة حوالي سبعين متراً ورسم انعطافاً نحو الجنوب والشرق. اختار سكان الرستن الأوائل السفح الأعلى الشرقي لهذا المنعطف وبنوا بيوتهم من الحجر البازلتي الأسود الموشى بالحجر الكلسي الأبيض بعض الأحيان أو من الحجر الكلسي الأبيض فقط ، وقد سبقهم قبل إنجاز مساكنهم هذه ساكنوا الكهوف الذين تركوا آثارهم من الأدوات الحجرية على جوانب الوادي، ترسم أراضي بلدة الرستن الجنوبية ميلاً ضعيفاً نحو العاصي في الشمال قبل أن تنحدر بشدة وتأخذ أحيانا شكل الجروف المتجهة إلى وادي (مجرى) العاصي. إن هذا الموقع الإستراتيجي (منحدر شديد شمالي، واد سحيق هو وادي العاصي في الشرق وواد متعمق على امتدادها من جهة الغرب) أعطى البلدة في الماضي موقعا حصينا جدا مواجها للمناطق الواقعة شمالي العاصي. وعلى مجرى العاصي أقيم الجسر القديم الذي يصل مناطق الشمال بمناطق الجنوب وأقيمت عليه الطاحونة التي تدار بطاقة جريان العاصي (زالت الطاحونة بعد بناء السد فوقها). تعطي أبنية الرستن الحجرية السوداء مظهراً أثريا نادراً يزيده شموخ ارتفاعها التضاريسي جمالاً. أما السد الضخم الحديث المقام شمال البلدة، الذي يفصلها عنه وادٍ جانبي يرفد العاصي من جهة الغرب فقد أضفى بعمرانه على أطراف البلدة إمكانيات الإنسان الخلاقة في تغيير معالم الطبيعة نحو الأحسن فالسد البازلتي الذي يعلو أكثر من 60 م والمفيض الأسمنتي الضخم ببواباته الفولاذية والطريق المفروش بالإسفلت الذي يعلوه والبحيرة الضخمة التي تختزن مياه العاصي والغابة المغروسة على جوانبه والمنتزه الضخم مع الخدمات السياحية بجواره ومعمل الطاقة.. كلها تبرز رياح التطور الايجابي في هذه البلدة.وسكان الرستن يشتهرون بالزراعة.شهدت وتشهد مدينة الرستن نهضة ثقافية متسارعة وقد ترجم ذلك في الارتفاع الكمي والنوعي في آليات التدريس وعدد الطلبة بمختلف المراحل الدراسية سواء منها الدون الجامعية أو الجامعية أو الدراسات العليا. لقد كان العامل الأكبر في هكذا نهضة هو اختلاف حاجيات السوق والتطور الاجتماعي الذي شمل مختلف مفاصل المجتمع.