الحركة النسوية اليمنية في عيون عدنية
استطلاع وتصوير/ مواهب بامعبدوسط المتغيرات التي شهدتها الساحة اليمنية ، أثبتت المرأة حضورا فاعلا وملموسا تمثل في مشاركتها وبقوة في أن يكون لها صوت ورأي مسموع جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل ، وقد فاجأتنا بل وفاجأت نفسها أيضا بهذه الروح الحداثية والواعية بمجريات الأحداث من حولها وذلك الوعي بحقوقها وقدراتها في إدارة وتوجيه اللعبة السياسية من حولها ، في ظل سنوات من التهميش لهذه الطاقات والإمكانات الكامنة في دواخلها على حساب تواجد نسوي تابع لأحزاب أو تيارات سياسية محددة. ومن خلال هذه اللقاءات رصدنا الحركة النسوية اليمنية في ظل التغييرات نحو بناء يمن مدني حديث في أعين بعض الشخصيات النسائية في عدن فإلى الحصيلة : الوجه الجميل للمرأة اليمنيةبروح الشفافية والحوار الراقي بدأنا حديثنا مع الكاتبة الصحفية والناشطة الحقوقية حنان محمد فارع حول دور المرأة اليمنية في خضم التحولات التي تشهدها بلادنا فقالت: إن المتغيرات التي عاشتها بلادنا وشهدتها الساحة العربية كشفت الوجه الجميل للمرأة اليمنية فقد سجلت حضورا كبيرا على ساحة هذه المتغيرات وظهر جيل جديد من النساء الشابات اللواتي أثبتن ما تمتلكه المرأة اليمنية من وعي وتطلع للحياة الكريمة فهي الأكثر معاناة وظلما فكانت هذه المجريات فرصتها لإثبات ذاتها وقدراتها وطريقها في الانتصار لحقوقها بالرغم من أن مشوارها ما يزال طويلاً من أجل نيل المزيد من حقوقها.ونوهت إلى أن أمام المرأة الكثير من التحديات فالنساء المستقلات ذات توجه سياسي يخالف البعض وغير المنتميات للأحزاب السياسية يواجهن الكثير من الإقصاء والتهميش ويتم استبعادهم من المشاركة في كافة الفعاليات بل ويحرمن من كثير من الفرص، مستطردة « سيظل قلق المرأة اليمنية قائما ما لم تتحقق الأهداف المرجوة في بناء مجتمع مدني حديث تضمن المرأة من خلاله قيام مواطنة متساوية وإلغاء جميع النصوص التمييزية وصياغة قوانين تكفل حقوقها وتعالج جميع قضاياها، ونأمل أن تكون الحكومة الحالية جادة في إعطاء المرأة حقوقها بحجم حضورها المتميز، ولا بد من تكريس حق المشاركة السياسية للمرأة وتشجيعها وتأهيلها كشريك أساسي في بناء الوطن». تراجع دور المرأة وأكدت أن المرأة في الجنوب وفي عدن خاصة فقدت الكثير من حقوقها بعد الوحدة وتراجع دورها بشكل ملحوظ في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية وتدنى مستوى وعيها فمازالت تواجه بعض الأخطاء التي فرضت سيطرتها عليها وتمكنت من تقييدها بنمط معين في الحياة العامة ومن الصعب أن تتجاوزها لوحدها مؤكدة أن رياح التغيير كانت فرصة لظهور عدد من المثقفات والناشطات العدنيات اللاتي يبشرن بجيل نسائي رائد يحتاج إلى دعم ومساندة لمواصلة المشوار، إلا أنه ما يزال الجيل القديم من النساء يرفض إفساح المجال للقادمات ، بدلا من الاكتفاء بالتوجيه وتقديم خبرتهن ، كما أن زمام الأمور لا يزال تحت قبضة نساء معينات تابعات لأحزابهن.تواجه تحديات وصراعات سياسية من جانبها قالت الأخت إخلاص محمد ناصر رئيسة قسم الإحصاء لمؤسسة المسالخ وأسواق اللحوم بعدن: شاركت المرأة العدنية على مر التاريخ مع الرجل في جميع مراحل الحياة وفي شتى المجالات وقد ساعدت أيضا في خلق المجتمع المدني، وعلى مدى العصور يوضح التاريخ أن المرأة العدنية أثبتت أنها قادرة على القيادة والريادة على أعلى مستوى والنجاح في جميع المجالات، وكانت المرأة ولا زالت جزءاً من ثقافة صناعة الحياة فكان لها الدور الفعال في أرضية المتغيرات التي شهدتها الساحة اليمنية منذ أن خرجت جنبا إلى جنب مع الرجل ، وقد واجهت المرأة اليمنية في مرحلة ما بعد ثورة التغيير في اليمن تحديات كبيرة وخطيرة في ظل الصراعات السياسية، مضيفة « ونجد أن الوضع لم يختلف كثيراً بالنسبة للمرأة قبل هذه التغييرات رغم اختلاف الأدوار التي لعبتها المرأة اليمنية في إحداث هذا التغيير وانتقالها من دور الشريك إلى دور المشارك الفعلي في الحدث الذي شاركت فيه على مستوى الاعتصامات والدفع بأبنائها نحو التغيير المنشود، وفي هذه اللحظات يجب أن تأخذ المرأة مكانتها الحقيقية في الفعل السياسي القادم بصفتها شريكاً أساسياً في التغيير، في تمكين المرأة من كرامتها وإنسانيتها وحقها الطبيعي في الحياة للنهوض بمجتمع خال من العقد السياسية.دور المرأة في المرحلة القادمة وأثناء جولتنا وقفنا وقفة قصيرة مع الدكتورة إيمان محمود ناصر رئيسة مؤسسة لبيك للتنمية الشبابية حيث قالت: بالنسبة لدور المرأة في المرحلة الجديدة والقادمة فقد أصبح دورها مهماً جدا وقد أثبتت خلال فترة السنة ونصف السنة أنها قادرة على إنجاز الكثير من الأعمال المهمة التي تتعلق بمسار حركة النظام والدولة، وخاصة فئة الشباب لأن المرأة قد أخذت جزءاً من دورها في كل مرحلة من المراحل وخصوصاً في مرحلة الاستقلال والتحرر من الاستعمار وكان هناك عدد كبير من النساء اللواتي برزن بمشاركتهن في التغيير.وفي سياق حديثها أوضحت أنه خلال مجريات الأحداث العام الماضي أضحت المرأة قادرة على العطاء بالمسؤولية التي تنتقل من جيل نسائي رائد إلى جيل آخر هو أيضاً رائد بالمسؤولية وعبر هذه العقود، ولهذا نحن لم نستنكر من هذه المرحلة الجديدة القادمة أن يكون هناك عدد كبير من النساء والشابات المشاركات في ساحات التغيير وغيرها من الساحات الشبابية وهذا له أثر إيجابي على المرحلة بشكل عام.وتابعت: ما نرجوه هو أن يظل هذا الحماس في العطاء والزخم من هؤلاء الفتيان ونحن كقيادات وكوادر نسائية لدينا خبرة في مختلف المجالات وعلى أتم الاستعداد لتقديم كل الدعم المعنوي لان الشباب بحاجة إلى الوعي والتوجيه الصحيح.مسؤولة عن صناعة الحياةكما التقينا بالأخت مها عوض من اللجنة الوطنية للمرأة وناشطة حقوقية في مجال المرأة حيث قالت: صار هناك وعي عال بين النساء اليمنيات وخصوصاً في عدن، وهناك دور يجب ألا يغيب مثل ما كان حاصلاً بشكل نسبي وتجميلي في المرحلة السابقة، مضيفة « الآن أصبح الوعي أفضل مما كان عليه سابقا ما يساهم في وجود النساء في كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية المدنية حقوقية وقانونية تخصصية وكيفما ما كانت، حتى في إطار الحركات الشعبية استطاعت النساء أن يظهرن قدرتهن وإرادتهن في التعبير الحر عن آرائهن وأن يشاركن بشكل قوي في فرض هذه الآراء وأن يطالبن بأن يكون لهن حضور يشرف بمقدار وجودهن وحجمهن النوعي وكفاءتهن التي كانت تغيب دائماً من صانعي القرار في إطار السلطة الأبوية التي كانت تهمش دور المرأة.وقالت: الآن صارت الفرصة أكبر أمام المرأة للمشاركة ونؤكد ضرورة المشاركة ونأمل أن يستمر هذا الزخم دون أي تراجع.ونتمنى أن تكون لدينا قوة نسائية تتشكل في قوة ضاغطة للمطالبة بحقوقها والوصول إليها.دورها مشرفمن جانبها قالت د. فائزة عبد الرقيب محاضرة في جامعة عدن : النساء بحاجة إلى مثل هذا التغيير في الواقع الذي تدهور فيه حال المرأة اليمنية وتراجع خلال السنوات العشرين الماضية ما أثر سلباً على المرأة اليمنية من الناحية القانونية الخاصة بالمرأة وحقوقها وعلى وجه الخصوص نساء عدن رغم أننا رائدات ومازلنا رائدات في مختلف المجالات إضافة إلى ذلك كانت المرأة رائدة في المجال السياسي حيث خرجت إلى المسيرات والمظاهرات وحملنا السلاح وأخفينا الثوار على مستوى الخليج والجزيرة العربية. وأضافت قائلة: إن المرأة العدنية كان لها دور مشرف ومازالت تحتل رقماً صعباً رغم تهميشها بطريقة ممنهجة خلال السنوات الماضية، من حقنا أن نحصل على كل ما نستحقه في إطار دولة مدنية حديثة ، مضيفة « المرأة أصبحت مسؤولة عن صناعة الحياة شأنها شأن أخيها الرجل كما تقع عليها مسؤولية أن تجعل المجتمع اليمني في أجمل صورة». ونختتم لقاءاتنا بلقائنا مع الأخت / لارا علي يحيى الحمدي موظفة حكومية تحدثت قائلة: أعيدت للمرأة حقوقها وحضورها السياسي، فها نحن اليوم نجد المرأة في كل اللجان والتكتلات ، وقد ألغيت بعض المفاهيم التي كانت سائدة في المجتمع ومنها مسيرة المرأة من بيتها إلى قبرها فقط .