ماذا أضاف الإعلام اليمني إلى حياة الشباب؟ انتقادات لاذعة يوجهها الشارع
استطلاع/ أسماء حيدر تمثل اليمن قلباً كبيراً يضم مختلف الاتجاهات والتوجهات الإعلامية بمختلف وسائلها وتفرعاتها المتعددة، كالصحف والمجلات والإذاعات والقنوات الفضائية الحكومية أو الخاصة، وصاحب تطور التكنولوجيا الحديثة تطور هذه الوسائل وظهر ذلك جليا في آلية سير عملها وتقديمها وتعددها الملحوظ بشكل كبير على الساحة لأغراض وغايات مختلفة . وفي استطلاعنا التالي ننطلق من زاوية شبابية بحتة في كيفية نظرتهم للإعلام المحلي ودرجة تأثيره عليهم وما الجديد الذي أضافه إلى حياتهم .. فإلى الحصيلة.لا أتابع ولا أحب متابعة القنوات ولا الصحف ولا الإذاعات المحلية على وجه الإطلاق .. بهذا الرفض بدأت لينا الشيباني (20 عاما) حديثها عن الإعلام المحلي مشيرة إلى إن هذه الوسائل بكمها الهائل لا تعنى بالشباب ولا تهتم بقضاياهم، مملة في الشكل والجوهر روتينية الطرح والمضمون.__الأوضاع تخلق الإعلامويقول أحمد القادري (ماجستير لغة عربية): للأسف أنا لا أرى لإعلامنا المحلي أي فائدة تذكر في الاهتمام بالشباب إلا ما ندر وبشكل بسيط ومحدود جدا يكاد إلا يكون خاصة إزاء هذا الوضع الراهن الذي جعل معظم الوسائل الإعلامية سواء المقروءة أو المسموعة بالإضافة إلى المحطات الفضائية تعزف تماما عن كل تطور كانت بصدده وتصب جل اهتمامها وتركيزها إلى توجهاتها السياسية أو أهدافها الخاصة، مضيفا «لهذا فأنا أميل دائما إلى متابعة القنوات العربية التي تهتم بعرض برامج شبابية وهادفة ولو أنها في ساعات محددة إلا إنها غاية في الروعة والتشويق كالتي تقدمها قناة (أبو ظبي الأولى) و(فور شباب، ون وتو)».وأكدت بشرى المنصوري - 21 عاما - جامعة صنعاء أنها تجد في الإعلام العربي قضاياها وبغيتها، مضيفة: صحيح أن بلادنا تزدحم بمختلف وسائل الإعلام الحديثة ولكن معظمها في الحقيقة موجهة ولا تمثل الناس ولا الشباب وإنما تمثل نفسها، والبرامج التي تقدمها ليست إلا توافقا مع أهدافها وغاياتها الخاصة.وتابعت حديثها: ولكن الحق يقال بأن قناة السعيدة وإذاعة الشباب هما نموذجان متميزان لهما واقع ملموس في حياتنا من خلال طرح القضايا الاجتماعية والتنموية والشبابية بأساليب راقية ومبدعة بعيدة كل البعد عن المماحكات السياسية مقارنة مع الوسائل الاعلامية الأخرى. توسيع دائرة الاختلاف أما وليد حسن راجح- 29 عاما - موظف فيقول: أي دور وأي فائدة أضافها إعلامنا المحلي العام أو الخاص إلى حياة الشباب حيث أن هناك العديد من الوسائل الإعلامية التي تدعو إلى الفرقة والشتات وتعزيز مبدأ الحزبية والطائفية وتوسيع دائرة الاختلاف بين الناس إلى درجة فقد فيها الإعلام المصداقية والواقعية. وهذا ما أكدته أمل الريمي - 25 عاما - مدرسة مادة اللغة الإنجليزيةقائلة: كم هي تلك الصحف والمجلات والقنوات التي جاءت لذلك الغرض، ولكن هذا لم يمنعني من المتابعة البسيطة للوسائل الإعلامية الأخرى التي أراها تماما بعيدة عن هذا النهج وأجد فيها بغيتي واهتماماتي مثل مجلة عروس اليمن، يمن تايمز، وآدم وحواء.. حيث أضافت إلى معلوماتي أشياء كثيرة لم أكن أعلمها في السابق.. وهذا ما أتمناه لكل الصحف والمجلات بأن لا تركز على قضية معينة وإنما تنوع في برامجها وصفحاتها بشكل يلبي جميع متطلبات وتطلعات الجمهور بطريقة قريبة من واقعه، فليس المهم التغطية بقدر ما تهمنا كيفية عرض الموضوع وربطه بواقع الشباب.عزوف الناس تقول إيمان أحمد ياسين - 26 عاما - خريجة الكلية العليا للقرآن الكريم: والله لا أتذكر أبدا بأنني قرأت أي صحيفة محلية طوال حياتي!! فمجتمعنا لا يهتم بالقراءة ولا يشجع الشباب عليها وبالمقابل فإن المواضيع الموجودة على الصحف ليست جذابة وليس لها أي أهمية في حياتي بل تراها أحيانا في وادٍ والناس في وادٍ آخر، مضيفة: أما قنواتنا الفضائية فصدقوني لو قلت لكم بأني لا أعرف إلا اسمها!!وهذا ما برهنه بوجه آخر أيضا محمد الشامي - 30 عاما - تاجر تجزئة، حيث قال إن بعضا من الوسائل الإعلامية اتخذت من مواقعها بؤراً تقذف في قلوب الناس القلق والخوف والاضطراب بالإضافة إلى كونها منبع لإثارة الفتن وتأجيجها بدلا من أن تكون مرآة صادقة للحقيقة وطاولة تحتضن كل الأطراف على جسر من المصداقية ولا شيء سوى المصداقية. وبين الشامي أن هذا سبب رئيسي في فقدان الناس الثقة بها واللجوء إلى البديل للابتعاد عن هذا الزيف المتعمد للحقائق والواقع.نقدر الجهود المبذولة ومن زاوية أخرى أوضحت الكاتبة لمياء عبد السلام أن هناك قفزات نوعية لقنواتنا الفضائية والصحف والإذاعات المحلية مقارنة بما كانت عليه في السابق، وهذا بلا شك يتضح جليا في البرامج الشبابية الثقافية التي بدأت تعنى بها قناة السعيدة والتي كان لها في نظري حق الصدارة والأسبقية في نوعية البرامج التي تقدمها وتعرضها.. بالإضافة إلى بعض البرامج التي تفننت في تقديمها إذاعة صنعاء وأكثر ما أعجبني فيها برنامج (واحة اليوم) وكذابرنامج (أعلام في الأدب والفن) الذي تميزت في تقديمه إذاعة عدن، ولا يخفى على الشباب وجود إذاعة متخصصة لهم بكل برامجها وموادها ومن هذا المنطلق فإن أكثر برنامج وجدته قريب لنا ومن قضايانا عبر هذه المحطة هو برنامج (ساعة من العمر).وأشار مصطفى الحكمي - 27 عاما - موزع مبيعات إلى أن الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد سيطرت على معظم المساحات الإعلامية الموجودة في الساحة المحلية، وأتمنى من جميع المؤسسات الحكومية المعنية والخاصة وجميع مؤسسات ومنظمات المجتمع اليمني إنشاء محطة شبابية مستقلة لا تقيدها حزبية ولا تدفع إلى طائفية همها في الأول والأخير الشباب وكيفية تنميتهم وتأهيلهم في الاتجاه والمسار الصحيح لأن هؤلاء هم بناة اليمن الحديث ومستقبله.الإعلام الإلكتروني أنا مشتركة بخدمة الـ(BBC) الإخبارية عن طريق الموبايل بالإضافة إلى أخبار الصحوة، هذا ما قالته أمة الإله عثمان - 28 عاما - موظفة .. وأرجعت السبب في ذلك إلى انشغالها الدائم ومحدودية وقتها الذي تقضيه في متابعة الأخبار والبرامج المتعددة، مضيفة: وأنا لا أبالغ أيضا إن قلت لكم إني من المدمنات على النت لذلك فثقافتي الإعلامية لا أقتنيها إلا من مواقعه فهو بالنسبة لي التلفاز والراديو والصحيفة والمجلة لكونه سهلاً وسريعاً من العك البرامجي الموجود في القنوات أو الدش الممل الموجود على الصفحات التي تطرح المواضيع نفسها بالشكل والأسلوب والعرض نفسه فأين هو ذلك التفنن في التقديم والكتابة والتصوير؟!! بحيث يشوق الناس إلى الاطلاع والقراءة والتثقف.إعلامنا مازال مقصراًوذهب أسامة النيري - 22 عاما - دبلوم برمجة حاسوب إلى أن إعلامنا مازال مقصرا بشكل كبير في تعاطيه مع مختلف الأمور الحياتية للناس مع تقديري واحترامي للجهود المبذولة في سبيل تنميته وتطويره عما كان سابقا ولله الحمد، ولكنه الآن أشبه بمسرحية تقليدية لها سيناريو متكرر الأحداث، مع تفاؤلي بأن الإعلام المحلي في تطور مستمر لأنه اخذ حريته نوعا ما فنأمل أن يحذو حذو الشباب أكثر.وتابع النيري: وهذا ما ألمسه الآن بشكل يسير في الإذاعات المحلية كإذاعة الشباب وإذاعة إف إم شباب التي مازالت في بداياتها موفقة نوعا ما في تمثيل الشباب، وبالمقابل هي دعوة أخرى إلى جميع الصحف والمجلات وأخص بالذكر هنا صحيفة الثورة بكونها الرسمية للبلاد والأكثر انتشارا والأقوى زخما أن تخصص صفحة بعنوان شبابيات ويكفينا من ذلك أن كانت حتى أسبوعية الطلة.