كالعادة ولأن قطع العادة عداوة كما يقولون.. فقد افسد فرحتنا العبث واللامبالاة التي ننتظر الوقوع بها كلما شاركنا خارجيا بسبب الاستهتار وبسبب إننا نتجاهل أبجديات الأشياء ونتوه في متاهات الجري خلف المصالح الذاتية أما سمعة البلاد ووجهها أمام الآخرين فلا يهم احداً لا بعثة ولا إداريين.كم كان الموقف مخزياً وكم تمنيت لو لم نشارك في بطولة العرب ولأن الجواب ظاهر من عنوانه فقد ظهرت الارتجالية مبكراً.. كنا نتخوف من أن تكون الارتجالية والتخبط في اللعب أما أن يصل الحال إلى نسيان أن للوطن نشيداً يجب أن يرتب له فهذا ما لا يسمح به.ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتناسى فيها الآخرون تقديم نشيدنا الوطني «رددي أيتها الدنيا نشيدي» إما بسبب إننا لم نعطهم النسخة الحقيقية أو الواضحة وهنا ينبغي ألا نلقي باللوم على الجهة المنظمة فالجيش الجرّار من الإداريين أليس فيهم رجل رشيد؟ يتواصل مبكراً مع الهيئة المسؤولة عن إذاعة النشيد الوطني تصوروا معي أن يقف اللاعبون في افتتاح مبارياتنا أمام شقيقنا الليبي ولا نسمع نشيدنا ونصبح أضحوكة كما هو قدرنا.. وعندما شاهدت الإداري يتمخطر ويمشي على استحياء نحو المقصورة رغم انه يحمل على ما يبدوا نسخة أخرى (سي دي) وكأن الأمر شيئاً عادي و لا يبدي أي تفاعل ولو بالجري وختامها نسمع النشيد بصوت لاعبينا لا بصوت الملعب.المنتخب الليبي ورغم أن نشيده جديد لم يتخط العام إلا أن عزفه كان روعة من حيث الصوت أو ترديد لاعبيه وهنا يبرز التساؤل لماذا لم يخطئ الجهاز مع النشيد الليبي كما فعل مع نشيدنا الوطني الأكيد أن معهم طاقم إداري حرص كل الحرص على تمثيل بلاده أفضل تمثيل من خلال الإعداد الجيد الذي ظهر من خلال العزف لنشيدهم الوطني.الشيخ أحمد العيسي مطالب بإنهاء مثل هكذا مهازل ويفترض به أن ينهي فوراً خدمات الشخص المكلف بالإعداد للنشيد الوطني حتى يحرص من بعده على القيام بواجبه على النحو الصحيح.. لو أن المذيع اخطأ باسم رئيس الاتحاد أو احد كبار الوفد هل كان الأمر سيمر بسلام؟ الأكيد لا وسيغضب وسيدعو إلى محاسبة المقصر.. فلماذا لا نغضب لنشيد بلدنا الذي هو عنوان واسم دولتنا.ليست لحظة عابرة تلك التي شهدها ملعب الطائف مساء السبت 23 يونيو 2012 وينبغي ألا تمر بدون عقاب فسمعة البلاد تتجلى في حسن التمثيل ومن حسن التمثيل أن نرسل الرجل المناسب إلى المكان المناسب.. إن ما حدث يجعلنا نتساءل إذا كان هذا حدث في بطولة كبيرة وفي دولة جارة وعلى الهواء مباشرة؟ فماذا يحدث في البطولات الأخرى التي لا تشهد أي نقل؟ يمكن حينها الاكتفاء بأي أغنية بدلاً عن النشيد الوطني للجمهورية اليمنية.. أي مهزلة يا سادة هذه التي نشاهدها وينفطر منها قلوب المتابعين قبل الحاضرين -في الملعب- من مغتربينا.قلت قبل بداية البطولة إني أضع يدي على قلبي كلما تذكرت أننا سنلاقي المنتخب الليبي ومرد الخوف إننا تلقينا من قبل خسارتين قاسيتين من ليبيا كانت الأولى بـ16 مقابل هدف واحد وبعدها خسارة ثانية بـ13 هدف دون مقابل.. كان توجسي وخجلي من نتيجة ثقيلة ولم أكن اعلم أن الخزي سيأتي من نشيدنا الذي لا نعطيه حقه من التقدير والاحترام.لو حدث ما حدث لإحدى الدول الأخرى وكان المنظم هو الجهة المقصرة لن تسكت تلك الدولة وسيتم الاعتذار لها.. فلو افترضنا أن الخطأ من اللجنة المنظمة -وهذا وارد فيجب أن تتقدم بالاعتذار لبلادنا وإذا لم يحدث ذلك فليس له أي معنى سوى إننا المخطئون أو أن غيرنا لا يعيرنا أي اعتبار وحينها ينبغي الانسحاب من بطولات لا نحترم فيها.اتحاد الكرة مطالب فوراً بتوضيح الأمور وبإعلان الجهة المتسببة في ما حدث فإن كانت تابعة له فينبغي عقابها قبل العودة من البطولة وان كانت من الجهة المنظمة فيجب عليها الاعتذار قبل اللقاء التالي أمام البحرين ولا نقبل بشيء غير الاعتذار.. طبعاً الاعتذار ليس للبعثة ولكن لوطن مثلته تلك البعثة.
|
رياضة
من المسؤول عن الإساءة لنشيدنا الوطني في السعودية؟
أخبار متعلقة