الافتتاحية
بينما كنت أتصفح أحد المواقع الإلكترونية قرأت خبراً عن أن المملكة المتحدة تحتفل بالذكرى المئوية لعدم انطفاء الكهرباء وبعد قراءتي للخبر مباشرة انقطع التيار الكهربائي عن المكان الذي كنت متواجداً فيه.لقد نسي العالم أجمع مشكلة اسمها كهرباء وانقطاعاتها المستمرة ففي الحرب العالمية الثانية كانت لندن في بداية الحرب تعيش تحت قصف وابل من القنابل من قبل الطائرات النازية إلا أن الكهرباء كانت تعمل وبنفس كفاءة ما قبل الحرب.يا سادة ياكرام إن المشاكل بين الأفراد والجماعات والأحزاب والتنظيمات السياسية يجب ألا تقحم فيها الأشياء التي تمس حياة المواطن فالمشكلة التي تعانيها عدن هذه الأيام هي عبارة عن نكبة حقيقية بكل معنى الكلمة فاللامبالاة بالبنى التحتية وعدم تأهيلها بالشكل المطلوب يسببان أضراراً لا يستهان بها لقد كانت مدينة عدن المدينة العربية التي لا تنطفئ لسبب بسيط أن من أقام محطة الكهرباء وغذى المدينة بها يعلم جيداً أنها تغطي مساحة معينة وتلبي خدمات رقم معين من المواطنين لكن في عهد ما بعد الوحدة تم العبث بمحطة توليد الطاقة الكهروحرارية بمدينة الشعب فبدلاً من أن توضع في حسبان المسؤولين والقيادات السياسية التي تعاقبت خلال الفترة الماضية مسألة بقاء هذه المحطة ملبية لخدمات المواطن في عدن وضواحيها عملوا على تدميرها بتحميلها فوق طاقتها من خلال إدراج بعض المحافظات في منظومة هذه المحطة التي يقول بعض العاملين فيها إنها سوف تنفجر في أقرب وقت إذ لم يتم صيانتها وترميمها وإزالة الثقل المحمل فوق طاقتها وجعلها للغرض المحددة له وهو تغطية حاجة سكان محافظة عدن من الكهربا ء.إن المشهد اليومي للمواطن في عدن يدمي القلب وندعو المسؤولين في وزارة الكهرباء ومؤسساتها إلى أن يلتفتوا إلى معاناة المواطنين في محافظة عدن فمنهم من قضى نحبه نتيجة عدم قدرته على تحمل شدة الحرارة وهناك فئة أخرى من الناس المرضى يعانون الأمرين أثناء انقطاع التيار الكهربائي ناهيك عن الأطفال الذين تمزق أصواتهم نياط القلوب وسط الليل أثناء انقطاع التيار الكهربائي .. وكذلك الطلاب الذين انقطع بهم السبل أثناء انقطاع التيار الكهربائي وهم منكبون على مذاكرة مواد الامتحانات إنها مأساة حقيقية لا يدركها إلا من يعانيها أو يعيش المأساة نفسها أما الذين يعيشون في أبراج زجاجية أو عيشة مختلفة فلا يمكن أن يشعروا بمأساة الآخرين ومشاكلهم لأنها من وجهة نظر من لا يعيشونها ليست بمشكلة رغم أنها مأساة حقيقية تدمي القلب.ولذلك نأمل أن نجد طريقاً سريعاً لحل هذه المشكلة العويصة التي أصبحت تأتي في مقدمة أولويات المواطن.ونرجو من الساسة ورجال الدين الذين يتمشدقون بالوحدة ورسوخها رسوخ الجبال أن يرفعوا أصواتهم في المنابر وحلقات العلم ويتحدثوا بكل صراحة وشفافية عن السبب الحقيقي وراء الانقطاعات الكهربائية المستمرة وأن يضعوا اهتمامات ومطالب المواطن نصب أعينهم دون تمييز بين هذا وذلك.