صنعاء/ سبأ:استقبل رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة أمس الأول بصنعاء صانع نهضة ماليزيا الحديثة ورئيس وزرائها الأسبق الدكتور مهاتير محمد والوفد المرافق له الذي يزور اليمن حاليا.وتناول اللقاء مناقشة جوانب استفادة اليمن من التجربة الغنية والخبرات الكبيرة للدكتور مهاتير محمد، لتحقيق النهوض بالاقتصاد ودفع عجلة التنمية الشاملة، والسبل المتاحة لتطبيق التجربة الماليزية والسياسات التي انتهجها لنقل بلاده من دولة نامية إلى مصاف الدول المتقدمة، خاصة في ظل تشابه كثير من الظروف والتحديات التي تواجهها اليمن حاليا مع ما واجهته ماليزيا قبل مهاتير محمد. وتطرق اللقاء إلى تجربة النهضة الماليزية، خاصة فيما يتعلق بجانبيها الاقتصادي والتنموي، وإمكانية أن تتخذها اليمن كنموذج حديث ومتقدم لتحقيق التحول والبناء المنشود، بعد دوران عجلة التغيير، والآمال العريضة التي يعقدها الشعب اليمني على ذلك في صنع مستقبل أفضل يلبي طموحات الجميع في التطور والازدهار.واستمع الأخ رئيس الوزراء إلى عرض من الدكتور مهاتير محمد حول التجربة الماليزية التي أوصلت البلد إلى ما هي عليه الآن من تطور وارتقت بها إلى مصاف الدول المتقدمة، وكيف يمكن لليمن أن تستفيد من هذه التجربة.وعبر الدكتور مهاتير عن تمنياته بالقيام بدور فاعل في خدمة العلاقات الثنائية الماليزية اليمنية، وان يقدم الاستشارات المفيدة للجمهورية اليمنية وبما يسهم في تحقيق النهوض المنشود.وأشار إلى أن هذه الزيارة تهدف للاطلاع عن قرب على الوضع الراهن في اليمن وتشخيصه بشكل دقيق، بما يساعد على معرفة الدور المطلوب القيام به، وما سأفعله من اجل النهوض بالوضع الاقتصادي اليمني وتقديم الاستشارات والخبرات اللازمة في هذا الجانب، بالاستناد إلى التجربة الماليزية التي كانت تعيش ظروفا مشابهة لما تمر به اليمن حالياً.وقال «ماضي ماليزيا كان معقدا جدا كما هو الحال الآن في اليمن، حيث كنا نعاني من البطالة والفقر وانتشار السلاح وتردي الخدمات، واعتماد الاقتصاد على مصدر واحد للدخل والمتمثل في الزراعة، فالبداية لم تكن عندنا مفروشة بالورود بل واجهنا الكثير من الصعوبات والتحديات». وأكد أن بداية النجاح الذي اعتمدته ماليزيا هو التركيز على الصناعة خاصة كثيفة العمالة لما لها من أهمية في خلق فرص عمل واسعة والتخفيف من الفقر وتنمية مستوى الدخل، وكذا جذب الاستثمارات الأجنبية وتقديم كافة المزايا والتسهيلات لها وتهيئة البيئة المناسبة لعملها، إضافة إلى الاستعانة بخبرات أجنبية للاستفادة منها في هذه الجوانب.. لافتاً إلى تركيز ماليزيا على التعليم وتسخير إمكانيات كبيرة وصلت إلى 25 بالمائة من موازنة الدولة للارتقاء بالتعليم وخاصة في جوانب الهندسة وتقنية المعلومات.وأضاف «السياسة الاقتصادية التي انتهجناها في ماليزيا كانت ناجحة بكل المقاييس واستطعنا من خلالها توفير فرص عمل فائضة بأكثر من العمالة المحلية، ما دفعنا إلى استقدام عمالة من خارج البلاد لتلبية الطلب المتزايد على العمالة نتيجة التوسع في المشاريع والاستثمارات والتصنيع».وتطرق الدكتور مهاتير محمد في سياق حديثه إلى النهج التنموي والتحديثي الذي اعتمده في ماليزيا والصعوبات والتحديات التي واجهته وكيفية التغلب عليها، وصولا إلى النهضة والتقدم الذي تعيشه ماليزيا حاليا، بما في ذلك الجوانب التي ينبغي التركيز عليها لتحقيق هذه الغاية.وأكد إن المناخ الديمقراطي ساهم في تعزيز الرقابة الشعبية وجعل الحكومات تهتم بمطالب المواطنين.بدوره أشاد رئيس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة بالتجربة الماليزية الرائدة في عملية التنمية ونجاحها في تحقيق النهضة الاقتصادية.. معبرا عن إعجابه وتقديره الكبير بالدور المحوري للدكتور مهاتير محمد في صنع نهضة ماليزيا وتقدمها، وتطلع اليمن إلى الاستفادة من هذه التجربة الغنية والمتميزة لتحقيق النهوض المنشود.ونوه الأخ رئيس الوزراء بحرص مهاتير محمد على النهوض باليمن مثلما يحرص جميع اليمنيين على ذلك.. معرباً عن ثقته بأنه لن يبخل على اليمن وشعبها بتقديم أفكاره واستشاراته المستمدة من تجربته الغنية والمتميزة لتحقيق ما نصبو إليه من تقدم وتطور.وأكد باسندوة أن ما سيقدمه من نصائح واستشارات وأفكار للحكومة اليمنية سيكون محل اهتمام وسيجد طريقه إلى التنفيذ..وقال « وكما دخل الدكتور مهاتير محمد تاريخ ماليزيا من أوسع أبوابه، فانه بما سيقدمه من خبرات واستشارات للحكومة سيدخل تاريخ اليمن أيضاً، وليثق أننا هنا سواء في الحكومة أو في كل مكان سنكون إخوة له».حضر اللقاء مستشارا رئيس الجمهورية الدكتور ياسين سعيد نعمان وعبد الوهاب الآنسي ووزراء التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي والمالية صخر الوجيه والخدمة المدنية والتأمينات نبيل شمسان وحقوق الإنسان حورية مشهور ومدير مكتب رئيس الوزراء سالم- بن طالب والسفير الماليزي لدى اليمن عبدالله فائز ومساعد مدير مكتب رئيس الوزراء السكرتير الخاص علي النعيمي.