الافتتاحية
كلنا قد سمعنا ما حدث بالأمس من حادث مروع استهدف أفراد قوات الأمن المركزي وهم يقومون بتدريبات تحضيراً للاحتفال باليوم العظيم يوم الثاني والعشرين من مايو المبارك . وحينما كنت أشاهد الأخبار دهشت وتألمت كثيراً عندما رأيت جثت الجنود الأشاوس الذين طالما كانوا رمزاً حياً للحفاظ على امن الوطن واستقراره . نعم إن هذا الحادث كان امراً مروعاً قام به أولئك المرضى الحاقدون الذين ينتهجون منهج الكراهية والانتقام دون الخوف من الله والخوف من عقابه لان من قتل نفساً بغير حق كأنما قتل الناس جميعاً وكان جزاؤه الخلود بالنار عقاباً على ما فعله من منكر لقتل الأنفس التي لا ذنب لها إلا القيام بواجبها اتجاه الوطن الحبيب وحفظ أمنه واستقراره.فبأي ذنب قتلت هذه الأنفس التي لا تعلم بما جرى لها؟ أي ذنب عندما ييتم الأطفال وترمل النساء؟ وبأي ذنب قتلت هذه الأنفس جراء الحادث الشنيع الذي استهدفهم وهم يحضرون للقيام بواجبهم الوطني الصادق.أيها القراء نعلم أن من قتل نفساً بغير حق كان جزاؤه القتل لان الجزاء من جنس العمل.. قفوا أمام شرع الله وشرع رسوله الكريم صلوات ربي عليه وسلامه والذي حرم قتل النفس إلا بالحق وقد قال رسولنا الكريم بما معناه “ لان تهدم الكعبة حجراً حجراً خير من أن تزهق روح مسلم ». نعم أن هذا الأمر قتل النفس شديد الخطورة في مثل هذه الأيام التي تطاول فيها كثير من الناس بالتعدي عليها مدعياً الانتقام والكراهية والحقد فنقول للذين يقومون بمثل هذه الأعمال قفوا أمام آيات الله وأحاديث نبيه حتى لا نتعدى حدود الله نقول لكم اتقوا الله في أنفسكم واخرجوا الوطن من أزمته الحالية قائماً على مبدأ الحب والإخاء والمساواة ونبذ الكراهية والحقد والذي لا يستفيد صاحبها إلا أن ينشر الفساد والرعب وسياسة التخويف نعم فهم لا يهدفون إلا نشر الفساد في الأرض وتخويف الآمنين من أبناء المجتمع. لا يسعني في هذا المقام وأنا اكتب هذه الأسطر - رغم أن قلمي يعجز عن التعبير عما حدث - إلا أن أقول رحم الله شهداء اليمن من العسكريين والمدنيين وأسكنهم جنات الخلود والفردوس الأعلى آمين.