سطور
لا أدري لماذا تبحر بي الذاكرة دائماً إلى ذاك المرفأ هناك حيث كان بيتنا على طرف الشاطئ في منطقة حجيف بالتواهي، حيث ولدت وأمضيت أجمل سنوات طفولتي وشبابي بقرب البحر حيث كتبت أجمل القصائد والمقالات .كلما سئلت عن أمر يعلق بحياتي بما هو نأتئ في سيرتي وحاضر في ذاكرتي يتقدم عالم ذلك الشاطئ الذي ترسو عليه أضخم البواخر العالمية في ميناء التواهي مزينة بأجمل الأضواء حيث يتحول البحر في منطقة حجيف إل عالم ساحر من الأضواء المختلفة التي تضيء ظلمة الليل، فيرسم الفنانون التشكيليون لوحات فنية رائعة عن الشواطئ الذهبية في عدن ويكتب الشعراء أجمل القصائد وتعود إلي معالم مدينة التواهي السياحية وتعود إلي حكايات سكان منطقتنا ووجوههم وما أنحفر عليها من تعابير وهم يدفنون في كل زوايا الأمكنة حكاياتهم.لا أقول هذا كي يتقبل سكان منطقتي المصائب دون السؤال عن الأسباب التي حجبت الشاطئ عنا وحرمت أهلي في منطقتنا من جمال البواخر التي كانت ترسو على شواطئنا لم نعد نذهب إلى الشاطئ ونحمل أقلامنا وأوراقنا لنكتب القصص والمقالات لم يعد يذهب الفنانون التشكيليون إلى الشواطئ لرسم أحلامنا وآمالنا لقد أصبحت ذاكرتي المشحونة بصور عالم طفولتي صوراً تلح وتفتح حاضر زمني.اليوم تم بناء سور ضخم يفصل بيننا وبين شاطئنا وحرمنا من رؤية البواخر الضخمة التي تدخل ميناء عدن ولكننا نحلم بعودة مينائنا الجميل ورائحة النسيم العليل نسيم البحر والأسماك التي تسبح قرب الشاطئ فيرسمها الصغار على كراسات المدرسة ، نسيم ميناء عدن يبقى ويصر على أن يسكن ميناء فضائنا .مرفأ للذاكرة أعود إليه ، أمر بذلك المكان،لا أجد شاطئ منطقتي ، لقد أصبح بيتنا مختلفاً ولكن رائحة نسيم البحر تفوح رغم هذا الجدار الأسمنتي تفوح من روحي .. روحي المحلقة فوق مرافئ عدن ، مازال الحلم يراودنا بأن يعود جمال شواطئ عدن ونوارسها وترقص الآمال على موسيقى الأمواج وتشرق الشمس من جديد وترقص الأنغام في رمش النوارس البيضاء وتبقى عدن وحدها مرافئ روحي.