معاناة أمهات
فتاة كالوردة شاركت في فعاليات المدرسة في مجلس الأمهات كانت متفتحة وتشع من عينيها علامات النجاح والطموح وطرحت آمالا كبيرة وشجعت الطالبات على اقتحام الصعاب وتحقيق الغد المشرق من كلمتها :“ منكن من ستصبح طبيبة وأخرى مهندسة وأخرى كاتبة وأخرى أستاذة تضيء المجتمع بالمعرفة ، علينا ان نواجه التحديات والصعوبات التي تواجه تعليم الفتاة فالمرأة المتعلمة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر ، المرأة المتعلمة تنفع نفسها وأسرتها ومجتمعها .. “كان حديثها يبعث القوة في نفوس الطالبات حيث لقي تشجيعا وقبولا من المدرسة والطالبات والأمهات .نادية ترعرعت مع أخواتها الخمس وهي أكبرهن سنا ، مرت سنواتها بشكل طبيعي وأكملت الدراسة الثانوية بتفوق ، والدها رجل متوسط الحال نال قسطا من التعليم الأساسي ويعمل عملا حرا ودخله معقول ، له إخوة وأسرة كبيرة ومعروفة وذات سمعة طيبة .لا يؤمن أعمام نادية بدراسة الفتاة للمرحلة الجامعية من ناحية ولا يؤمنون بدورها في المجتمع إلا في تربية الأبناء .تقدم أشخاص للزواج من نادية ، كان موقف الأب بحسب مشورة أسرته ورغبتهم ، حاولت نادية مع أبيها وأسرتها بشتى الطرق ووضحت وضع المرأة المتعلمة في السنة النبوية الشريفة وأهمية ذلك في فهم دينها وتربية أطفالها وحسن تعاملها مع زوجها .ووضحت أن تعليم الفتاة سلاح لها وان الهدف الأسمى من تعليم الفتاة هو إحساسها بأنها ضمن هذا العالم الذي أصبح قرية تتجاذبها المفاهيم الصحيحة والخاطئة والفتاة المتعلمة أكثر حذرا من الانزلاق في المخاطر .لم ينثن فكر والدها وأعمامها حول التعليم الجامعي وتزوجت نادية بعد إصرار أسرتها الشديد وفشلها في إقناعهم برغبتها لإكمال دراستها الجامعية .لم يكن شهر عسل ولا أحلاما وردية ، كما نسج لها فقد أحجبت عن تحقيق ما تريد لم تمض على زواجها إلا أشهر قليلة حتى عرفت الأسرة أن نادية حامل وعمت الفرحة كل الأسرة بالخبر السعيد .مرت الشهور الأولى من الحمل بمتاعب عدة وأعراض شديدة للحمل وفي الشهر السادس خفت حركة الجنين في رحمها وشعرت بعدم الراحة في الحمل .نقلت نادية إلى المستشفى وأجريت الفحوصات وتبين انم الجنين مات في رحمها ولابد من إخراجه ، عادت المسكينة إلى المنزل وهي تتألم لكنها تلقت تعاليم جديدة وتوجيهات من الأسرة والجيران على كيفية مواجهة حمل قادم . وهكذا غابت أحلامها بين حمل ووضع .قصص واقعية من واقع المجتمع اليمني / التحالف الوطني للأمومة المأمونة