مزج بين الفنون الموسيقية والشعبية والفن المعماري
شوقي عوضمختار عياش فنان متجدد وواعد بالعطاء الفني له طريقته في الغناء وعشقه للفن الكلاسيكي اليمني العربي إيقاعاً وطرباً.إنه الفنان الذي استطاع أن يزاوج ويمزج بين مختلف الإيقاعات بالعزف على آلة (العود) وعزف أحجار البناء المعماري نوتة وإنساناً.فكان بذلك الفنان الطموح الذي عرفته مديرية دار سعد بمحافظة عدن وبزغ نجمه منذ تسعينيات القرن المنصرم في حفلات الأعراس الشعبية و (المخادر) والمناسبات الوطنية التي تقام هنا وهناك في إطار الجمعيات والمنتديات الأدبية والثقافية بمحافظة عدن.فعلى مدى السنوات بعد اكتشاف صوت ذلك الفنان مختار عياش من قبل الفنان المخضرم زين محمد أحمد (الراجل) تم صقل صوته تدريجياً وذلك من خلال تشعبه بالمزيد من الاستماع إلى أغان لكبار المطربين اليمنيين والتعرف على تجاربهم الفنية والإبداعية من أمثال الفنانين الراحل محمد صالح حمدون، مهدي صالح حمدون، فضل كريدي، أحمد تكرير والفنان الراحل مدهش صالح، الفنان صالح عبد الباقي والشاعر علي بن علي الربيح الذي أثر عليه فنياً وموسيقياً، فكان بمثابة الأب الروحي والفني في تكوينه الثقافي والموسيقي والفني منذ صغره كونه يقضي معظم أوقاته في منزله الذي توجد به جميع الآلات الموسيقية وهو بالمناسبة جار له ومنزله مقابل لمنزله وفي نفس الوقت أستاذه الذي ساعده كثيراً في بدء انطلاقته الفنية منذ نهاية تسعينيات القرن المنصرم.ضف إلى ذلك أنه تأثر كثيراً فنياً وغنائياً بالفنان الكبير والمبدع عبد الكريم توفيق وتزود منه بالمفيد في هذا المجال الفني والغنائي الأكثر أفقاً واتساعاً الذي يساعد الفنان المبدع في بناء وتكوين شخصيته الفنية المستقلة.وبالإضافة إلى ذلك فقد تعامل معه عدد من الملحنين والشعراء كالفنان الملحن فضل كريدي الذي لحن له من كلمات الشاعر علي بن علي الربيح (تعب قلبي)، (حبيبي بكرة تذكرنا)، والفنان الملحن زين محمد أحمد (الراجل) الذي لحن له الغنائية القمندانية التي كتبها الشاعر الأمير أحمد فضل القمندان (العبدلي) في (قضية المواتر) وهي القصيدة التي كتبها الشاعر الأمير إلى البصرة لعبد الكريم حسن علي بعد رفع السكة الحديدية بين عدن ولحج والتي فيها الشاعر القمندان يقول:[c1]“ يا كتابي سير في البحر العظيم لا تعرج بالصراط المستقيموأهبط البصرة على عبد الكريمبلغه يا خطنا منا السلامقول له جيناك شوف معنا خبركم وقع في الأرض هذي من عبرقلعوا السكة ولا خلوا أثرقال ويدردن ما يسمع كلام إلخ”[/c]أما الفنان والملحن حسن عبدالله المهنى فقد لحن له هذه الغنائية التي كتب كلماتها الشاعر الفنان مختار عياش والتي فيها يقول:[c1]“ أحسب حسابك للزمان واتوسل الصاحب ضمانويا صاحبي من كل شي للمصلحة تظهر حنانمديت لك يدي اليمينوالسم في يدك ملان.. إلخ”[/c]فيما زوده الشاعر الغنائي الكبير والراحل عبد الرحمن إبراهيم بغنائية جديدة قبل رحيله يقول في مطلعها :[c1]“ يقولوا الناسأنا مالي ، أنا مالكوانته حلو أحوالكوانته يا حبيب أنتهأغني لك وأحيا لك.. إلخ”[/c]أما شاعر “الدحيف” الكبير حيدرة بخيت فقد أعطاه هذه الغنائية التي يقول فيها: [c1]على حكم الهوى راضي وصابروذي قلبي معه داري بصبريوداري أنني بابات ساهروأن الشوق بيه دوب يسريوأن الحب له باطن وظاهروسوى له الهوى في مهجتي داويفوح الفل وفوقه عطر نادروأنته هز يا نسنوس بحريوحلقة في المجالس والمسامر وبين ليه أنا شيبت بدري[/c] فيما كتب وقدم له الشاعر والصحفي شوقي عوض ثلاث أغان عاطفية هي ( فل لحجي) ، ( الحبايب) ، ( أحبك) والتي في كلماتها الشاعر يقول: [c1](مش مهم كلمة احبك المهم ما في الضميرلو أحبك إيش يعني كلمة قالوها كثير والذي بيني وبينكحب يتدفق غزيرفي حقيقة حب عذري تهت يا حبي الكبير .. إلخ )[/c]إلى جانب شعراء آخرين قدموا له باقات من الأغنيات والقصائد العاطفية الموضوعية والمتنوعة ومنهم عدنان كليب وليد العزب، فهد البان ، جمال سالم علي حجيري، أنيس حسن محمد ، خالد قائد صالح ، صلاح عبده حيدرة وغيرهم.الفنان مختار عياش دعا بالشفاء العاجل للفنان الكبير أيوب طارش عبسي والفنان الكبير والمبدع عبد الكريم توفيق ، داعياً المؤسسات الحكومية والرسمية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها من الجمعيات الثقافية والمنتديات الأدبية والإبداعية إلى الاهتمام الكبير بالمبدعين والتآزر والتعاضد في التعامل الحي والصادق مع مختلف شرائح المبدعين وعلى وجه الخصوص في منحهم المرضية.وأكد أنه ليس من السهولة بمكان تحديد الطبيعة الموسيقية ،ما لم يكن الفنان على علم ومعرفة ودراية بالأبعاد الموسيقية والموضوعية بالزمن الموسيقي للأغنية كون الأغنية أفضل وسيلة لاحتمال الزمن وهضمه.وقال إن الفن والفنانين جزء من الواقع المعاش اليومي والاستهلاكي، والموسيقى هي التي تتحرك من حولنا لتأخذ المساحة الواسعة في إنعاش أبداننا وأرواحنا.